كشف راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه أن فاتورة الغذاء لدولة الإمارات سترتفع لتصل الى 8.4 مليارات دولار في العام 2020 ما يعادل 31 مليار درهم مقارنة مع 5.5 مليارات دولار في 2017 و3.6 مليارات دولار في 2010 مدفوعا بتسارع النمو الاقتصادي والسكاني وزيادة الدخل. وقال بن فهد في كلمة في افتتاح مؤتمر قمة الامن الغذائي، الذي يقام على هامش معرض جلفود 2014: إن محدودية موارد المياه شكلت ومازالت ضغطا على القطاع الزراعي في الدولة ما يعني استحالة تحقيق الاكتفاء من الموارد الذاتية الامر الذي دفع الحكومة الى مراجعة شاملة للسياسات الزراعية وبناء قطاع زراعي مجد من الناحية الاقتصادية ومستدام بيئيا. واضاف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه المهندس سيف الشرع وكيل الوزارة المساعد لقطاع الشؤون الزراعية والحيوانية في الوزارة: إن أبرز ملامح السياسة الزراعية التي تبنتها الدولة لتحقيق هذه الغاية ترتكز على المواءمة بين القطاعات الزراعية والمياه وتحقيق التوزان بينهما مع تعزيز القدرات المؤسسية والتشريعية للأنماط الزراعية المستدامة والزراعة العضوية واستخدام التقنيات الحديثة والدراسات التي توفر معلومات متكاملة لتنفيذ هذه الاهداف. واضاف انه وضمن هذه الاستراتيجية أولت الدولة اهتماما كبيرا لدعم الثروة الحيوانية وخاصة السمكية منها في سعيها لتقليل كميات الاستيراد من الخارج التي يتوقع ان تواصل النمو خلال السنوات المقبلة. توفير كافة الاحتياجات واشار وزير البيئة والمياه الى الجهود الحكومية المتواصلة الهادفة الى توفير كافة الاحتياجات الغذائية للمواطنين والمقيمين فيها ومنها السياسة الناجعة التي تبنتها خلال الازمة العالمية وحافظت من خلالها على استقرار الاسعار رغم ارتفاعها عالميا اضافة الى القدرة على ضمان سلامة المنتجات المستوردة خصوصا ان الامارات تعد احد مراكز اعادة التصدير الكبرى في المواد والمنتجات الغذائية. وأكد وزير البيئة والمياه في كلمته انه ورغم التحسن الذي حققه العالم في مجال مكافحة الجوع الا ان الهدف الذي تم وضعه في اطار اتفاقية روما عام 1996 والهادف الى خفض اعداد الجياع في العالم لم يتحقق وفقا لتقرير الامم لعام 2013 حيث ما زال هناك 842 مليون جائع حول العالم منهم 817 مليون في الدول النامية موضحا ان ابرز اسباب هذا الاخفاق يتمثل في نقص مدخلات الانتاج وارتفاع الاسعار والتغير المناخي اضافة الى تغير انماط الاستهلاك ونقص التمويل والاستثمارات في القطاع الزراعي. واكد بن فهد التزام الامارات باهداف الاممالمتحدة الهادفة الى استئصال الفقر بحلول عام 2020 واستعداد الدولة للتعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات الدولية في هذا المجال. الامن الغذائي ويبحث المؤتمر على مدار يومين العديد من القضايا والمواضيع المتعلقة بالامن الغذائي ومنها حاجة القطاع الزراعي الى المزيد من الاستثمارات ونقص التمويل والتحديات التي تواجه الاستثمار في هذا القطاع اضافة الى المعوقات التجارية واللوجستية وتأثيرها على الاسعار وخاصة في الاسواق النامية. كما يبحث المؤتمر الحاجة الى استدامة الامن الغذائي وبناء الشراكات بين القطاعين العام والخاص ودراسة التجارب الناجحة في عدد من الاسواق العالمية والابحاث والدراسات الهادفة الى توفير المعلومات في القطاع الزراعي. وتعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق حساسية في العالم في ما يخص الأمن الغذائي نظراً لدرجات الحرارة العالية في بعض المناطق، وشح مصادر المياه في المناطق الأخرى، وفي أحيان أخرى شح المناطق الزراعية، ما يجعل من الانتاج الزراعي تحديا خاصا. وتستورد المنطقة اكثر من 90% من احتياجاتها من الغذاء، ومع ارتفاع أعداد السكان في دول الخليج ليصل إلى 50 مليونا بحلول العام 2020، باتت هناك توجهات طارئة في المنطقة للبحث عن وسائل أكثر استدامة وأكثر فاعلية لتأمين احتياجاتها من الغذاء. واردات غذائية يشير تقرير لوحدة "ايكونوميست انتلجنس" الى انه ومع محدودية مصادر المياه وطبيعة الارض الصحراوية فإن الامارات تستورد اليوم اكثر من 90 % من احتياجاتها الغذائية. وقال التقرير انه ومع النمو الاقتصادي للدولة سيزيد الطلب على المنتجات الغذائية لتصل الى 8.4 مليارات دولار في عام 2020 وخاصة في استمرار جذب السياح ورجال الاعمال الى الدولة خلال السنوات المقبلة. ويتوقع ان ترتفع واردات الغذاء الخليجية لتصل الى 53.1 مليار دولار في عام 2020 مقارنة مع 25.8 مليار دولار في عام 2010 . وتعد السعودية اكبر مستهلك للغذاء في المنطقة وهي تستحوذ على 59 % السوق الخليجي. فيما تعد الإمارات اكبر مستورد للاغذية من الدول الغربية. ويشير التقرير الى ارتفاع واردات الأغذية بمعدل 4.6 سنوياً خلال الفترة من 2011 الى 2015 في المنطقة التي تفتقر للأراضي الزراعية ومصادر المياه الطبيعية، ما يضطرها لاستيراد 90 % من منتجاتها الغذائية. وسيصل حجم استهلاك دول مجلس التعاون الخليجي من المواد الغذائية إلى 51.5 مليون طن سنوياً خلال هذه الفترة. البيان الاماراتية