أكد خبراء سياسيون مصريون أن قمة الكويت التي تعقد غدًا «الثلاثاء» تأتى في ظروف بالغة تمر بها المنطقة العربية، رغم أنها تأتى تحت شعار «قمة للتضامن من أجل مستقبل أفضل»، حيث هناك الكثير من الخلافات التي مزقت الجسد العربي خلال السنوات الأخيرة، والتي كان آخرها سحب سفراء المملكة والإمارات والبحرين من قطر، بسبب قيام الأخيرة بمحاولة زعزعة الأمن في المنطقة، مؤكدين أن القمة قد تشهد قرارات ضد قطر في حال استمرارها على سياستها المخالفة لنهج دول مجلس التعاون الخليجي، وأشاروا إلى أن عودة قطر إلى مسار دول الخليج سيسهم في الحد من حالة الاحتقان التي تسوده حاليًا ويعود الوضع إلى ما قبل سحب السفراء. السادات: الوضع في سوريا ولبنان والأزمة الفلسطينية على رأس الأجندة قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد عصمت السادات إن قمة الكويت تضاف إليها تحديات جديدة مع تحديات أخرى في المنطقة، مثل الوضع في سوريا ولبنان والأزمة الفلسطينية مع الكيان الإسرائيلي، وأضاف أن أزمة الخليج سوف تكون على قمة الكويت خاصة بعد سحب السفراء من قطر، مؤكدًا أن استمرار الدوحة في سياستها سيدفع دول الخليج إلى استبعادها نهائيًا من المنظمة الخليجية، لكن الدبلوماسية الكويتية من الممكن أن تلعب دورًا كبيرًا في هذه القمة في محاولة لم الشمل العربي، حيث نأمل كشعوب عربية من القمة أن تعيد الوحدة للشعوب العربية، والدفع باتجاه رأب الصدع العربي وتوحيد العمل السياسي والاقتصادي المشترك. وأضاف السادات أن قمة الكويت ستكون تاريخية إذا قامت بجمع وحدة الأمة العربية، معربًا عن أمله في أن تخطو القمة خطوات تعيد مجد الأمة العربية عند توحدها سابقًا، وأن تتخذ قرارات فيها مصلحة هذه الأمة، والاستفادة منها في صياغة واقع عربي جديد ينهي ظاهرة الخلافات والمحاور التي كانت سائدة قبل الربيع العربي في وطن واحد كان يمكن أن يخطو للأمام. أبو الخير: الدول العربية تواجه أخطارًا عظيمة. طالب السفير أحمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية الأسبق من القمة وقف الحرب الإعلامية الدائرة حاليًا بين الدول العربية بعضها البعض، التي خرجت من إطار الخلاف في الرأي ومن ميثاق الشرف الإعلامي إلى خلافات عميقة، والتي كانت سببًا في إثارة الفتن والصراعات ما بين الدول العربية بعضها البعض، وقال إن القمة مطالب منها بوقف تلك المعارك الإعلامية المستعرة، وتخفيف لغة الخلاف فيما بينها، وتوقع أبو الخير من قمة الكويت أن ترحل الخلافات العربية العربية خاصة الخلافات الخليجية إلى المرتبة الثانية، مشيرًا إلى أن الدول العربية تواجه أخطارًا عنيفة خلال السنوات الأخيرة، خاصة اتساع رقعة الإرهاب في المنطقة، الذي يتطلب جهودًا عربية للوقوف صفًا لمواجهة هذا الإرهاب الأسود الذي يمزق وحدة الأمة، ويستدعي اتخاذ إجراءات فاعلة من شانها إبعاد المنطقة عن مخاطره. وقال أبو الخير إن العالم العربي يمر تطورات تتطلب تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في جميع المجالات، مشددًا على ضرورة أن تعمل الدول العربية على تعزيز التضامن والتقارب فيما بينها، معربًا عن أمله بأن تكون القمة العربية بالكويت قمة مصالحة عربية. الشوبكي: حضور القادة العرب فرصة لتنقية الأجواء. قال الخبير بمركز دراسات الأهرام الدكتور عمر الشوبكي أن هناك العديد من الموضوعات سيتم بحثها في قمة الكويت من بينها قضية «المصالحة العربية» التي يلعب فيها أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد» دورًا هامًا، ونأمل أن تكون النتائج كما يريد المواطن العربي، معتبرًا حضور القادة العرب القمة فرصة كبيرة لتنقية الأجواء العربية، وقال إن ملف القضية الفلسطينية والأزمة السورية سوف يكون من أهم الملفات التي سوف تطرح على القادة العرب، خاصة شبح التهويد الذي مازال يحاصر المدينة المقدسة في ظل تزايد الاقتحامات للحرم القدسي من طرف المستوطنين اليهود، و قال إن المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدسالمحتلة تتطلب من قمة الكويت اتخاذ قرارات حازمة وقوية تليق بحجم التحديات القائمة، في ظل الصعوبات التي تواجه عملية السلام، والوضع الخطير في القدس، والاستيطان، وأوضح أن من بين القضايا المهمة المطروحة على مشروع جدول أعمال القمة ملفات اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تعزيز التنمية في الدول العربية وتحقيق الرفاهية لشعوبها. وقال الشوبكي إن حسب التصريحات الرسمية المتداولة فإن جدول أعمال القمة العربية يشتمل على أكبر ثلاث تحديات، التحدي الأول هو تحقيق إصلاح جذري في جامعة الدول العربية لمواجهة التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم العربي عقب ثورات الربيع العربي، التحدي الثاني هو إحداث اختراق حقيقي لصالح القضية الفلسطينية، أما التحدي الثالث فهو الدفع باتجاه إيجاد حل عملي حاسم للأزمة السورية التي تطاول أمدها وأدت إلى قتل وجرح وتشريد الملايين من أبناء الشعب السوري، وحولت معظم المدن السورية إلى أطلال، وذلك عبر اتخاذ قرارات تدعم الثورة السورية بصورة عملية وتؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري، وقال نتمنى أن يكون هناك توافق على الاتفاق بأن جماعة الإخوان جماعة «الإرهابية» التي تهدف إلى زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى في جميع الدول، وأن تتبنى القمة القضايا العاجلة والملحة مثل البطالة وخفض معدلات الفقر اهتمامًا خاصًا، إضافة إلى التركيز على تطوير الخدمات التعليمية والصحية ومواكبة ثورة التكنولوجيا. المزيد من الصور : صحيفة المدينة