أكد معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد ل "البيان الاقتصادي" أن القاصي والداني لا يغفلان عن الأهمية الكبيرة والمتزايدة والتي تحظى بها الإمارات على خارطة الاقتصاد العالمية بفضل رؤية وجهود القيادة الحكيمة والتي علمتنا أن نصنع المستقبل ولا ننتظره. مشيراً إلى أنه بفضل هذه الرؤية الحكيمة والبعيدة باتت الإمارات في عالم اليوم بوابة عالمية بامتياز لكافة خطوط التجارة العالمية براً وبحراً وجواً، حيث توفر بفضل موقعها الاستراتيجي مدعوماً بالبنية اللوجستية المتطورة منصة عالمية مثلى لدخول أسواق تخدم 2.2 مليار مستهلك في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وقال معاليه: إن انطلاق ملتقى الاستثمار السنوي 2014 اليوم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" تحت عنوان "شراكات الاستثمار من أجل النمو المستدام والشامل في الاسواق الحدودية والشاملة". وتضاعف حجم المشاركة العالمية في أعمال الملتقى في دورته الرابعة هذا العام تؤكد تحول الإمارات من مجرد طريق تجاري بين قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا إلى وجهة عالمية متعددة القطاعات الاقتصادية جاذبة للاستثمارات من العالم وخاصة أن هناك نحو 65 وزيرا و120 دولة من العالم تشارك في أعمال الملتقى هذا العام، مقارنة بنحو 33 وزيرا و84 دولة شاركوا في أعمال الملتقى في دورته الثالثة في 2013. واعتبر معالي المنصوري أن ملتقى الاستثماري السنوي في دبي نجح على امتداد دوراته الثلاث الماضية في أن يصبح وبلا منازع بوصلة الاستثمارات والمستثمرين من شتى أنحاء العالم للتعرف واقتناص فرص الاستثمار الواعدة في أسواق جديدة من العالم. مضيفا إن الدورة الرابعة لملتقى الاستثمار السنوي هذا العام تكتسب أهمية خاصة كونها تنعقد مباشرة بعد إنجاز مشرف حققته الإمارات بفوزها باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي مما منح الملتقى هذا العام زخما أكبر وجعله محط اهتمام متعاظم من قبل صناع القرار وحكومات العالم والمستثمرين والمؤسسات الدولية والمصرفية وصناديق الاستثماري السيادية ومستثمري القطاع الخاص من مختلف بلدان ومناطق العالم. باب الأمل وقال معالي المنصوري بأن الإمارات فتحت باب الأمل للكثير من دول وشعوب العالم بفوزها باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، فمن المعروف أن معارض إكسبو العالمية تدعم التعاون وتطوير شراكات جديدة عبر مختلف القطاعات والمؤسسات. مضيفا بأن الإمارات ستتيح لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وللمرة الأولى التعرف على إكسبو ويأتي ذلك بالتزامن مع احتفالات الإمارات بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيسها وما لها من دلالات عظيمة. وأشار معالي المنصوري إلى أن فوز الإمارات باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 سيفسح المجال أمام ملياري نسمة لخوض تجربة استضافة الحدث الضخم للمرة الأولى، وسيسهم في خلق مزيد من فرص العمل وفرص تأسيس شراكات جديدة محتملة وسيفتح بوابات الاستثمار في تلك المناطق على مصراعيها انطلاقا من بوابة دبيوالإمارات. كما سيسهم إكسبو في تعزيز النمو الذي تعيشه الدولة في ظل توقعاتنا بأن يتجاوز إجمالي الناتج المحلي للدولة 5 % في عام 2014 . إلى جانب التوقعات بتدفق 25 مليون زائر إلى المعرض 70% منهم قادمون من خارج الإمارات مما سيعزز نمو القطاعات الأخرى في الدولة وعلى رأسها الخدمات والسياحة والسفر والعقار والتجارة واللوجستية وباقي القطاعات الأخرى في الدولة . فرص وأكد معالي وزير الاقتصاد أن الإمارات تزخر اليوم بالفرص الواعدة سواء المرتبطة بمشروع بناء معرض إكسبو الضخم، والذي يتوقع أن يكون له أثر دائم ومفيد على منطقتنا وباقي مناطق العالم الأخرى أو مشاريع البناء والتطوير الكبرى الأخرى والتي رسمت خطوطها القيادة الرشيدة طبقا ل "رؤية الإمارات2021" . وحيث ينتظر الإمارات سنوات تزخر بالمشاريع والمبادرات العظيمة سعيا لتحقيق الريادة العالمية في وقت نهدف فيه لأن تكون الإمارات ضمن أفضل 10 دول في مؤشر التنافسية العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة. وقال معالي المنصوري بأن ملتقى الاستثمار السنوي 2014 لا يقتصر فقط على عرض الفرص القائمة والواعدة في أسواق الإمارات والمنطقة العربية فحسب بل وكذلك الفرص القائمة في المنطقة ومناطق العالم الأخرى وخاصة الأسواق الحدودية والشاملة والتي حرص الملتقى على عنونتها هذا العام. كما يستهدف الملتقى الاقتصادات السريعة التغيير، والبلدان والصناعات الناشئة لمساعدتها على تعزيز إمكاناتها وجذب مزيج من المسؤولين الحكوميين ذوي المستوى العالي وأصحاب الأصول الخاصة ومؤسسي المشروعات من جميع أنحاء العالم تحت مظلة واحدة مما يبشر بولادة شراكات محتملة ومشاريع ضخمة مستدامة . وقال معالي المنصوري إن الإمارات تمتلك اليوم مقومات اقتصادية وبيئة استثمارية مُدعمة ببنية حديثة متكاملة من مطارات وموانئ واتصالات ومواصلات وخدمات لوجستية ذات تنافسية عالمية، جرى تصنيفها ضمن مرحلة "الاقتصادات القائمة على الإبداع والابتكار" والتي تعتبر أكثر مراحل تطور الاقتصادات العالمية بناءً على منهجية المنتدى الاقتصادي العالمي. كما احتلت المرتبة الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال وتوافر ونوعية البنية التحتية للنقل والاتصالات واستخدام تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى وجود أكثر من 30 منطقة حرة تتيح التملك الكامل للمشاريع الاستثمارية وحرية تحويل الأرباح بنسبة 100%. وإبرام العديد من اتفاقيات حماية وتشجيع الاستثمارات وكذلك اتفاقيات منع الازدواج الضريبي بما ساهم في تحويل الإمارات من مجرد طريق تجاري بين قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا إلى وجهة عالمية متعددة القطاعات الاقتصادية جاذبة للاستثمارات من مختلف دول العالم. وأصبحت الآن البوابة التي تفضل التجارة الدولية الدخول عبرها إلى الأسواق الإقليمية، واستطاعت في الوقت ذاته تعزيز الجهود في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة، فيما وضعت إمارة دبي نصب عينها التحول إلى أذكى مدينة في العالم في غضون ثلاث سنوات. تجربة متعددة ووصف معالي المنصوري ملتقى الاستثمار السنوي 2014 والذي تدوم استضافته ثلاثة أيام ويتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر الذي تقوده الأسواق الناشئة بأنه محفل فريد يوفر تجربة متعددة الأبعاد ويعرض مجموعة متطورة من المعارف ومجموعة واسعة من المشاريع والفرص الوافرة للتواصل. كما يوفر ملتقى الاستثمار السنوي 2014 محفلا مميزا ذا أهمية استراتيجية لتطوير المشاريع، وسيكتسب المشاركون فيه من مختلف بلدان ومناطق العالم رؤية قيمة في سياسات الاستثمار الدولية وفرصة التعرف على أفضل الممارسات في التجاوب مع الوضع الاقتصادي السائد، وتحليل الإمكانات الاستثمارية الخاصة ببلدان محددة. وتقدير المخاطر ذات الصلة بالاستثمار في بلد معين وجمع الاستراتيجيات للمساعدة على تحصين الاستثمار، إلى جانب تحديد خيارات الاستثمار في الاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية، وتبادل الدروس المستفادة وأفضل الممارسات من أهم المستثمرين في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى استنباط خطة استثمارية شاملة لرفع الحواجز والصعاب. دروس وأشار معالي المنصوري إلى أن ملتقى الاستثمار السنوي 2014 سيسلط الضوء على أهم الدروس المستفادة من التجارب الدولية بكل تشعباتها وتنوعها وجهود الدولة في فتح آفاق جديدة أمام فرص الاستثمار المباشر الواعدة، من أجل تسريع عملية التنوع الاقتصادي للإمارات، بعد سلسلة التسهيلات للاستثمارات الأجنبية التي شهدتها الدولة في المرحلة السابقة، وفي وقت نجحت الإمارات في تحويل أنظار المستثمرين في العالم إليها. فرص يشهد الملتقى مائدة مستديرة للوزراء المشاركين والبالغ عددهم أكثر من 60 وزيراً. وسيعرض المشاركون في الملتقى آفاق تطوير شراكات استثمارية ناجحة وتوفير قائمة من الخيارات الاستثمارية المناسبة والمجدية للمستثمرين الدوليين والإقليميين على اختلاف ميزانياتهم الاستثمارية . وسيتناول الملتقى عمليات الاستثمار في القطاعات الزراعية والسياحية والترفيهية والبنى التحتية والقطاع اللوجستي وغيرها. وتشمل موضوعاته الفرص الاستثمارية التي توفرها إمارة دبي، إضافة إلى موضوعات مهمة، مثل إدارة المخاطر الاستثمارية والتسويق الاستثماري والديناميكية المؤسسية الخاصة بالاستثمار والاستثمار في قطاعات الطاقة والتصنيع والعمليات المالية. الإمارات تنطلق من نجاحات 2013 إلى آمال 2014 اعتبر معالي سعيد المنصوري أن عام 2013 كان حافلا وعام إنجازات للإمارات بكل المقاييس حيث تقدمت الإمارات خمس مراتب في التنافسية الكلية في تقرير التنافسية الدولي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) للعام 2013 -2014. وصنفت الإمارات ضمن الأسواق العشرة الأكثر جاذبية على مستوى العالم في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لعامي 2014 -2015 طبقا للأونكتاد. فيما ساهم اعتلاء الإمارات للمرتبة الأولى عالمياً في الكفاءة الحكومية، والمرتبة الرابعة في الأداء الاقتصادي في تعزيز سمعتها العالمية كوجهةٍ أبرز لممارسة الأعمال. وسجل الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل للإمارات 12 مليار دولار بنهاية عام 2013 مع توقعاتنا بأن يحقق نموا بنسبة 20 % ليصل إلى 14.4 مليار دولار في العام 2014 بفعل مؤشرات النمو الحاصلة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة والمسجلة منذ عام 2009. وهذه القيمة تزيد بأربعة أضعاف على القيمة المسجلة في عام الأزمة المالية 2009، فيما بلغ معدل النمو في قيمة الاستثمارات المتوقعة للإمارات في عام 2014 مقارنة بعام الأزمة المالية 2008 نحو 260% مما يؤكد ليس فقط التعافي ولكن النمو المتواصل لاقتصاد الإمارات. وجاءت الإمارات بالمرتبة الثالثة في استقبال الاستثمارات في منطقة غرب آسيا في عام 2012، فيما استقبلت الدولة بمفردها 36% من حجم الاستثمارات الداخلة لدول مجلس التعاون الخليجي في عام 2012، و20% من إجمالي حجم الاستثمارات الداخلة لدول غرب آسيا فيما شهدت التجارة الخارجية للإمارات مع العالم نمواً بنسبة 10 % في العام 2013 مقارنة ب العام 2012 . فيما تواصل الإمارات إنجازاتها المشهودة هذا العام 2014 حيث تربعت مؤخرا على المركز الأول عالمياً ضمن مؤشر الثقة التجارية الصادر عن «إتش إس بي سي» 2014 مما يؤكد الثقة الكبيرة في اقتصاد الدولة والتي تستند لمقومات حقيقية. البيان الاماراتية