محمد العجرودى شهدت زيارة نبيل فهمى وزير الخارجية إلى الولاياتالمتحدة فى يومها الثانى أمس، نشاطا مكثفا، وجدد فهمى خلال كلمته الافتتاحية أمام مؤتمر لرابطة المستثمرين الأمريكيين لدعم القضايا الدولية بسان فرانسيسكو التأكيد على التزام الحكومة ببناء نظام ديمقراطى حقيقى واحترام حقوق الانسان باعتباره مطلبا شعبيا مصريا، وقال إنه على الرغم من كل الصعوبات والتحديات القائمة، فإن الحكومة لن تحيد عن هذا الهدف. وأشار إلى أن الحكومة الجديدة لديها رؤية مختلفة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لمصر عن الحكومات السابقة، وأن سياسة مصر الخارجية لا تنفصل عن الواقع الإقليمى والدولى. وشرح وزير الخارجية ما حدث فى مصر خلال الفترة الماضية، قائلا إنه "لم يكن هناك حل آخر سوى التصدى للإخوان، وإنه من غير الممكن أن يقف المصريون مكتوفى الأيدى وهم يرون مصر يسيطر عليها فصيل واحد". وتابع أنه كان من المستحيل أن ينتظر المصريون انتهاء فترة الرئيس المعزول محمد مرسى الرئاسية، لأن لم يكن هناك دستور يضمن الحفاظ على هوية مصر، غير أنه أكد أن الوضع الحالى مختلف لأن الرئيس القادم سيأتى وهناك دستور، يحدد مهامه وسلطاته. وأضاف أن المصريين قاموا بثورتين، الأولى ضد الحزب الوطني، والثانية ضد الإخوان الذين شكلوا خطرا وتهديدا للهوية المصرية. وأشار وزير الخارجية إلى أن الرئيس القادم سيكون أمامه مجموعة من التحديات الكبيرة، أهمها استعادة الأمن لأنه لن يكون هناك إصلاح اقتصادى، بدون عودة الأمن، وكذلك العمل على توحيد صفوف المصريين، ومواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة. وحذر فى الوقت نفسه، من تزايد خطر الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، فى ظل انتشار الأفكار المتشددة ولجوء عناصر متطرفة لاستخدام العنف سواء ضد الدولة أو المدنيين. وشدد على أهمية العلاقات الدولية للاقتصاد المصري، الذى يعتمد على السياحة والاستيراد، وأن إصلاح الاقتصاد يجب أن يتم عن طريق وضع القوانين التى تجذب المستثمرين، ودعم المشروعات الصغيرة. وأكد أن مصر تحتل مكانة مميزة فى منطقة الشرق الأوسط، ليس لكونها أكبر الدول العربية، ولكن أيضا لقدراتها العسكرية، وطموحاتها الاقتصادية الكبيرة، وأيضا بسبب «تأثيرها الواسع على العالم العربي». وقال إن منظمات المجتمع المدنى الدولية مرحب بها للعمل فى مصر، وللمساهمة فى عملية البناء، ولكن وفقا للقوانين المصرية. والتقى فهمى على هامش زيارته الحالية لمدينة سان فرانسيسكو، مجموعة متميزة من الخبراء فى مجالات التنمية ورجال الأعمال خلال غذاء عمل خاص استضافه مجلس الشئون العامة فى شمال كاليفورنيا، بحضور رئيسة وزراء النرويج، ورئيس مؤسسة فورد، ورئيسة مجلس الشئون العالمية، ورئيس مؤسسة «ماستر كارد» العالمية، ونائبة معهد «إسبن»، ومدير تقرير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي. ونقل السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية، عن فهمى قوله: إننا نتوقع من أصدقائنا أن يقدروا ما تم اتخاذه من خطوات وما تم إنجازه حتى الآن، وإدراك حجم التحديات القائمة لاستكمال المنظومة الديمقراطية، خاصة مع ما تتعرض له البلاد من أعمال عنف وإرهاب، وإننا نتوقع من الأصدقاء، ألا يقعوا فى فخ المواءمة بين مكافحة الارهاب وقضايا الحريات وحقوق الإنسان، فالإرهاب مرفوض تماماً تحت أى مسمى أو مبرر، وإن احترام حقوق الانسان واجب علينا جميعا. وأشار المتحدث إلى نقاش موسع، دار، خلال اللقاء، حول مستقبل الاقتصاد المصرى والفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر وجهود الحكومة فى تعظيم الاستفادة من الموارد البشرية الموجودة بمصر، خاصة من الشباب والقطاعات ذات الأولية لجذب الاستثمارات، وخلق فرص عمل وفتح الاسواق للمنتجات المصرية. كما شدد فهمى خلال اللقاء، على أهمية دور القطاع الخاص والنظام المصرفى فى دفع عجلة الاقتصاد المصري، والضمانات الخاصة بدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة. ومن جهته، أعلن المدير التنفيذى لإحدى المجموعات المالية العالمية، عزم الأخيرة، زيادة استثماراتها فى مصر فى ظل التوقعات الخاصة بنمو الاقتصاد المصرى فى الفترة القادمة مع تحقيق الاستقرار السياسى والأمني. وفى نفس السياق، ألقى الوزير، خطابا أمام الجلسة الختامية للمنتدى العالمى لدعاة الخير الذى ينظمه مجلس الشئون الدولية، أحد أهم المراكز البحثية بالولاياتالمتحدة، بحضور حوالى 300 شخص من قادة الفكر والرأى والباحثين ورجال الأعمال فى منطقة خليج سان فرانسيسكو، فضلا عن عدد من السياسيين الدوليين السابقين . وقال المتحدث باسم الخارجية إن الوزير فهمى تناول فى كلمته مسار العلاقات المصرية الأمريكية فى المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية بما فى ذلك برنامج المساعدات واللقاءات التى سيجريها مع كبار المسئولين فى الإدارة الامريكية وفى الكونجرس بمجلسيه، فضلا عن اللقاءات المرتقبة مع عدد من مراكز البحث وقادة الفكر والرأي، مؤكدا أنها علاقات هامة بالنسبة للجانبين. كما جدد فهمى حرص مصر على تنويع البدائل الخارجية وإضافة شركاء جدد من خلال مزيد من الانفتاح على قوى عالمية كبرى بما فى ذلك روسيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها دون أن يعنى ذلك استبدال طرف بطرف اخر. وخلال زيارته الحالية لمدينة سان فرانسيسكو أجرى الوزير سلسلة من المقابلات الاعلامية شملت وكالة الأسوشيتدبرس وهيئة «بى بى سي» وقناة الحرة الأمريكية وصحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل». وأكد الوزير فهمى، خلال لقاءاته الإعلامية، الالتزام ببناء نظام ديمقراطى حقيقى واحترام حقوق الانسان باعتباره مطلبا شعبيا مصريا والتزاما من جانب مؤسسات الدولة امام مواطنيها، وأنه على الرغم من كل الصعوبات والتحديات القائمة، فإن الحكومة لن تحيد عن هذا الهدف. ايلاف