د. عبد العزيز حسين الصويغ أكدت دراسة علمية جديدة أن جحور النمل ليست سوى مرتع للفساد والحسد والأنانية ومسرح للخصومة، كما هو الحال بالنسبة إلى الكثير من المجتمعات البشرية. ويقول باحثون: إن اللوم في ذلك يجب أن يوجّه إلى "ذكور النمل" الذين يحملون "الجين النقي" الذين يورثون جيناتهم بشكل «انتقائي» من أجل ضمان أن ذريتهم من الإناث لن تكون من مجموعة العاملات، بل من الملكات القادرات على التكاثر فيما بعد. *** ولا أدري ما إذا كان النمل قد باشر في القضاء على الفساد بإنشاء جهة متخصصة لمحاربة الفساد، أم أصبحت ظاهرة الفساد عند النمل متأصلة فيهم.. لكنني أدركت لماذا نقول عندما تنتشر ظاهرة معينة في مكان ما نقول: إنها "منتشرة كالنمل"، فالنمل مشهور بنشاطه وهمته وحبه للعمل.. لكن وإن كان النمل يشاركنا في الفساد، كما أثبتت الدراسة العلمية السابقة، فإنه يختلف عنّا في أن النمل مخلوق سعيد.. وسعادته هي التي تولّد لديه الحيوية والنشاط. والحمد لله على كمّ النكد الذي يتمتع به أفراد مجتمعنا، فلو كنا بنشاط النمل وسعادته معاً لكنا غرفنا في الفساد حتى رأسنا!. *** ولقد أعجبني ما أورده صديق الفيس بوك الأستاذ محمد أسعد حول (الفاسد والحاسد)، فكلاهما، كما يقول، يتفقان في الضرر. فالفاسد يكون فاسدا في نفسه مفسدا لغيره، وقالت العرب: (التفاحة الفاسدة تفسد الصندوق بالكامل)، فالحل في ذلك استئصال هذه التفاحة وإخراجها خارج قائمة الفاكهة الحلوة .أما الحاسد فهو الشخص الذي يشتعل نارا في داخله كلما شاهد محسوده في خير ونعيم وحب ووئام مع الآخرين. حتى لو أبدى أحياناً حرصه وحبه الظاهري للمحسود. فنهاية هذا الحاسد احتراقه بنار حسده. *** ويتفق الفاسد والحاسد -في رأيي الشخصي- في أكثر من منحى: - الفاسد هو حاسد بطبعه.. فهو لا يقتنع في فساده بما حصد من مال.. مهما كثر، فهو ينظر بحسد لفاسد أكبر منه فيحسده أيضاً. لذا تجده يغرق في الفساد "من ساسه لراسه" حتى يُصبح الفساد إدمان.. مهما بلغ ما جمعه من أموال.. ف" لو أن لابن آدم وادياً من مال لتمنى ثانياً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب". - والحاسد هو فاسد بطبعه.. فهو مستعد لفعل أي شيء حتى لا يرى الخير في يد من يحسده مهما كان بسيطا، طالما رأى القناعة والسعادة على وجه المحسود. فالحسد يحمل أكثر من خصلة، أولها: عدم الرضا بما قسمه الله، وثانيها: كراهة الخير للغير، وثالثها: أن الحسد دناءة وشعور بأن الآخرين لا يستحقون ما عندهم!. *** وإذا كنا في المملكة قد أنشأنا هيئة لمحاربة الفساد هي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، فنظرا لارتباط الفساد بالحسد، كما أثبتنا عاليه، فإنه قد يكون من الحكمة إنشاء هيئة مماثلة لمكافحة الحسد. لذا أتبنّى الاقتراح الذي طرحه الكاتب هايل الشمري بضرورة إنشاء هيئة لمكافحة الحسد، أقترح تسميتها (الهيئة الوطنية لمكافحة الحسد)، ويمكن تسميتها اختصارا ب(عين)، ويكون شعارها (العين حق)، لتكون الحل الأمثل لمواجهة أسباب التقصير والإهمال والفساد التي تواجهه بعض المؤسسات الحكومية، خاصة وأن هناك من يُرجع أسباب هذه الأزمات إلى أن "عين ما صلّت على النبي" أصابت! نافذة صغيرة: (تخلق الناس بالأدناس واعتمدوا من الصفات ألدها والمكر والحسدا كرهت منظرهم من سوء مخبرهم وقد تعاميت حتى لا أرى أحدا).! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة