انهارت الليلة قبل الماضية الجولة الخامسة للمفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تستضيفها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من دون تحقيق اتفاق حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأعلنت الوساطة الأفريقية التي ترعى المحادثات تعليق التفاوض فيما لم تحدد موعداً لاستئنافه بعد. وأعلن رئيس وفد الحكومة السودانية إبراهيم غندور في تصريحات صحافية أن الطرفين اتفقا على غالبية نقاط الاتفاق الإطاري الذي طرحته الوساطة الإفريقية غير أنه كشف عن بعض النقاط الخلافية التي أشار إلى أن الوفدين سيناقشانها في الجولة المقبلة بعد أن تحدد موعدها الآلية الإفريقية الرفيعة المستوى، وأكد غندور تصميم الحكومة السودانية على السلام. بدوره، قال رئيس وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان: إن الطرفين يسيران في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى أن المفاوضات بطبيعتها صعبة. وكان الناطق الرسمي باسم وفد متمردي الحركة الشعبية مبارك اردول اتهم في بيان أول من أمس الحكومة السودانية بعدم الجدية في المفاوضات وذلك بإرسالها رسائل عدة وصفها بالسالبة، مشيراً إلى أن القوات الحكومية شنت هجوماً واسعاً على عدد من المناطق جنوب كردفان أثناء انعقاد المفاوضات ما أدى إلى نزوح وتشريد 70 ألفاً من المدنيين بجانب قصفها الجوي المتواصل لمنطقة جبال النوبة، وأعلن استعداد الحركة للمشاركة في الحوار القومي الدستوري شريطة أن يكون عبر خريطة طريق واضحة وإجراءات لبناء الثقة وعلى رأسها وقف الحرب وإشراك جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في حوار متكافئ لا يسيطر عليه حزب المؤتمر الوطني الحاكم. من جهة اخرى حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، من خطر حدوث عملية إبادة وانتشار المجاعة في جنوب السودان، ملوحاً بفرض عقوبات على زعيمي الفصيلين المتناحرين في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة أشهر. وصرح للصحافيين في أديس أبابا أن هناك مؤشرات مقلقة للغاية بأن عمليات قتل على أسس اتنية وقبلية وقومية تجري في جنوب السودان ما يثير أسئلة خطيرة. وإذا ما استمرت عمليات القتل بالطريقة هذه، فيمكن أن تشكل تحدياً خطيراً للغاية للمجتمع الدولي يتعلق بمسألة الإبادة. وبدأ كيري جولته الإفريقية أمس بدعوة لوقف المعارك وتأمين وصول المساعدات الإنسانية في جنوب السودان. وقال بعد لقائه نظراءه الإثيوبي والكيني والأوغندي: أعتقد أنه من الواضح أن كل العالم متفق على القول أن المذابح يجب أن تتوقف وانه يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية للشعب. وتستضيف أديس أبابا، مقر الاتحاد الإفريقي، محادثات لاتزال غير مثمرة حتى الآن، بين الرئيس سلفاكير والمتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار. وأضاف: يجب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل المستهدفة على أسس إثنية وقومية، ونحن نعكف على دراسة فرض عقوبات ضد من ينتهكون حقوق الإنسان ويعرقلون المساعدات الإنسانية. وتأتي تصريحات كيري عقب تحذيرات مسؤولين دوليين لحقوق الإنسان أول من أمس تعهدوا ببذل كل ما بوسعهم للحيلولة دون حدوث عمليات إبادة، وحذروا من تزايد مخاطر المجاعة. البيان الاماراتية