حذر مسؤولون أميركيون، كانوا ضمن طاقم وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مفاوضات السلام، إسرائيل من عواقب فرض عقوبات على الفلسطينيين، وأرجعوا سبب انهيار المفاوضات بين الجانبين الى المستوطنات، فيما يواصل 120 معتقلاً إدارياً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية إضرابهم المفتوح عن الطعام، لليوم العاشر على التوالي، احتجاجاً على ظروف اعتقالهم. وتفصيلاً، قال المسؤولون، الذين اشترطوا عدم الكشف عن أسمائهم، لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس «إذا حاولت إسرائيل فرض عقوبات اقتصادية على الفلسطينيين، فإن هذا ستكون له عواقب على إسرائيل نفسها، إذ سينهار اقتصاد الضفة الغربية، ثم سيقول عباس لا أريدها وخذوها مني، وسيكون هناك احتمال كبير لتدهور الأوضاع هناك، الأمر الذي قد ينتهي بتفكيك السلطة الفلسطينية، وسيتعين على الجنود الإسرائيليين العودة إلى حكم 5ر2 مليون شخص، ومما سيزيد المشكلة توقف الدول المانحة عن تقديم مساعدات، وسيتعين على وزارة المالية الإسرائيلية أن تتحمل تكاليف قدرها ثلاثة مليارات دولار سنويا». أبومرزوق: مصممون على المصالحة أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبومرزوق، إصرار حركته على التوجه لإتمام المصالحة، والاستعداد الفوري لتنفيذ كل ما تم التوافق عليه. وأشار أبومرزوق إلى الجهود التي بذلت، والتي توجت بإتمام اتفاق «الشاطئ» للمصالحة الفلسطينية، مشدداً على وجود إصرار فلسطيني للمضي قدماً نحو التطبيق الفعلي لما تم الاتفاق عليه. وجاء التأكيد خلال استقبال الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية في فلسطين، الشيخ أبوقاسم دغمش، وأعضاء مجلس شورى الحركة لموسى أبومرزوق، على رأس وفد رفيع من قيادة حركة حماس، ضم كلاً من النائب محمود الزهار، وعماد العلمي، أعضاء المكتب السياسي لحماس، والمتحدث الرسمي باسم حماس، سامي أبوزهري، بمنزل الأمين العام. ورحب الشيخ أبوقاسم بأبومرزوق الذي يزور قطاع غزة في هذه الأثناء، وبالوفد القيادي المرافق له، مثنياً على الدور الكبير الذي قام به لإنجاح جهود المصالحة الفلسطينية، مشدداً في الوقت نفسه على عمق العلاقات الثنائية التي تربط المقاومة الشعبية بحركة حماس. غزة د.ب.أ وقال المسؤولون الأميركيون إن قضية المستوطنات، من المنظور الأميركي، هي المسؤولة إلى حد كبير عن فشل المستوطنات «كان يتعين أن تنطلق المفاوضات بقرار بتجميد البناء الاستيطاني، واعتقدنا انه لم يكن ممكنا تحقيق ذلك، بسبب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالي، وبناءً على ذلك تخلينا عن فكرة اتخاذ قرار بتجميد الاستيطان. ولم ندرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان يستخدم الإعلانات عن طرح مناقصات للبناء الاستيطاني وسيلة لضمان بقاء حكومته، كما لم ندرك أن البناء الاستيطاني يسمح للوزراء في حكومة نتنياهو بتقويض أي نجاح في المفاوضات». وأضاف المسؤولون الأميركيون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم تنازلات كبيرة، متابعين أنه «وافق على دولة منزوعة السلاح، وترسيم الحدود، بما يسمح ببقاء 80% من المستوطنين في الاراضي الإسرائيلية، واحتفاط إسرائيل بمناطق حساسة من الناحية الأمنية (يقع معظمهما في وادي الاردن) لمدة خمس سنوات، ثم تتولى الولاياتالمتحدة الإشراف عليها، كما وافق على بقاء الأحياء اليهودية في القدس الشرقية تحت السيادة الإسرائيلية، وأن تكون عودة الفلسطينيين إلى إسرائيل متوقفة على استعداد الأخيرة، وتعهد بألا يتدفق طوفان اللاجئين على إسرائيل». من جهة أخرى، يواصل 120 معتقلاً إدارياً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية إضرابهم المفتوح عن الطعام، لليوم العاشر على التوالي، احتجاجاً على ظروف اعتقالهم. وتشير الإحصاءات الفلسطينية إلى وجود نحو 200 معتقل إداري، بعضهم محتجز منذ سنوات دون محاكمة، استناداً إلى قانون بريطاني قديم. وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان «إن جزءاً ممن تبقوا هم من كبار السن والمرضى الذين سيتعذر انضمامهم إلى الإضراب، بينما سينضم القسم الآخر لاحقاً، وفقا للخطة النضالية الموضوعة، وذلك مرهون بردود سلطات الاحتلال والجهات المختصة بإصدار أوامر الاعتقال الإداري». وأوضح بيان النادي أنه «في سجن النقب يخوض 51 أسيراً منهم الإضراب، وقد نقلوا إلى العزل في السجن نفسه». وأضاف البيان «في عوفر أعلن 37 أسيراً إضرابهم المفتوح، وجميعهم الآن محتجزون في عزل الرملة، نقل ثلاثة منهم إلى مشفى أساف هروفيه». وبعد أيام من المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، والإعلان عن تشكيل حكومة «تكنوقراط»، قد تضم عناصر من حركة حماس، قال وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، إن المحادثات مع حركة حماس قد تصبح ممكنة في حال اعترفت الحركة بإسرائيل. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن لابيد قوله «ليس وكأن الأمر لم يحصل من قبل، فمنظمة التحرير الفلسطينية كانت منظمة إرهابية في السابق»، غير أن لابيد شدد على أنه يرفض حالياً أي محادثات مع حماس التي يعتبرها منظمة «إرهابية». القدسالمحتلة وكالات الامارات اليوم