الخرطوم - عماد حسن: حاز الاتفاق الذي وقع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الجمعة، من أجل حل الأزمة في جنوب السودان، ترحيباً دولياً وإقليمياً كبيراً، وأشادت الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا والنرويج والسودان بالاتفاق، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بترجمة الالتزامات على أرض الواقع، ولا سيما وقف جميع الأعمال العدائية" . ونص الاتفاق الذي وقعه رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار على وقف فوري لإطلاق النار، ونشر مراقبين من الدول الأعضاء في منظمة "إيقاد"، والتزم الطرفان بإبعاد القوات عن مناطق التماس حتى التوصل لوقف دائم للنار، كما نص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية وصياغة دستور جديد . وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان إن الاتفاق الذي أبرم والذي ينص على الوقف الفوري للقتال في جنوب السودان والتفاوض على تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن يشكل تقدماً كبيراً . وأضاف أننا نحث الزعيمين على أن يتخذا إجراءات فورية لضمان تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل . من جانبها، رحبت المملكة المتحدة، بالاتفاق لكنها أعربت عن قلقها البالغ لاستمرار الاقتتال في البلاد . وقال وزير شؤون إفريقيا في الخارجية البريطانية مارك سيموندس: "أرحب بالاتفاق الذي بموجبه اتفق الطرفان على وقف الأعمال العدائية خلال 24 ساعة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع السكان المتضررين من النزاع، وتشكيل حكومة انتقالية للوحدة الوطنية" . وأضاف أن "هذه خطوة مهمة وطال انتظارها نحو إنهاء الصراع في جنوب السودان" . وشدد سيموندس على أن الالتزام الحقيقي لكلا الجانبين هو الطريق الوحيد حتى تتمكن جنوب السودان من الخروج من هذه الكارثة، مشيراً إلى أن هذا الصراع تسبب بوفيات لا حصر لها، وأوصل البلاد إلى حافة المجاعة . وقال: إنه "رغم هذه الخطوة الإيجابية، استمر القتال في جنوب السودان خلال الأيام الأخيرة، مع تقارير عن تصاعد العنف في بانتيو والمزيد من الخسائر في الأرواح"، مشيرا إلى أن تقرير (هيومن رايتس) الأسبوع الماضي في الأممالمتحدة أكد ارتكاب الجانبين لأعمال وفظائع . ودعا الوزير البريطاني كلاً من حكومة جنوب السودان والمتمردين للاعتراف بخطورة تقرير الأممالمتحدة والرد بشكل بناء على توصياته . وشدد على أن المملكة المتحدة مستعدة لتقديم كل المساعدة اللازمة للأمم المتحدة ولجنة تحقيق مفوضية الاتحاد الإفريقي، مشيراً إلى أنها تواصل دعم الجهود الدؤوبة لوضع حد للمعاناة فى جنوب السودان . وأعرب وزير خارجية النرويج بورج برانداه، عن أمله في أن يكون الاتفاق نقطة تحول في الصراع الحاد الذي شهدته جنوب السودان منذ شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، موضحاً أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة في الوقت الذي يجب توفير الأوضاع اللازمة لعودة المشردين واللاجئين إلى أماكن معيشتهم وانطلاق عملية إعادة المصالحة . وفي الخرطوم، أعرب أبو بكر الصديق محمد الأمين الناطق باسم الخارجية عن أمله في أن يؤدي الاتفاق لتحقيق السلام الشامل في جنوب السودان، مضيفاً أن تحقيق السلام في دولة جنوب السودان يعزز الاستقرار في المنطقة . كما أكد نائب سفير السودان في جوبا مجدي أحمد مفضل أن قوة ال"الإيقاد" المقترح نشرها في دولة جنوب السودان لحماية مراقبي وقف إطلاق النار وليست لديها أغراض أخرى، لكنه شدد على رفض بلاده لنشر أية قوات لحماية منشآت النفط في جنوب السودان . الخليج الامارتية