في تطور ميداني لافت، قصفت المعارضة السورية، أمس، تجمعاً مؤيداً للرئيس السوري بشار الأسد في درعا، في هجوم هو الأول من نوعه قبل الانتخابات الرئاسية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.. فيما عادت الغازات السامة تحاصر مدينة كفرزيتا وتصيب العشرات بالاختناق.. تزامنا مع الحديث عن مشروع قانون أميركي لتدريب الجيش السوري الحر. وأتى الهجوم على التجمع الانتخابي في مدينة درعا (جنوب) ليل الخميس- الجمعة، وهو الأول من نوعه ضد تجمع انتخابي موال للنظام، قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تبقي الرئيس الأسد في موقعه. وأدى الهجوم النوعي الذي وقع في حي المطار، الذي تسيطر عليه القوات النظامية، الى سقوط 30 قتيلاً وأكثر من 20 جريحاً، بعضهم في حالات خطرة. وفي الصنمين بريف درعا، قصف الجيش الحر مساكن الضباط هناك، في حين استهدف النظام بالبراميل المتفجرة كلاً من بلدتي الشيخ مسكين وجاسم، ما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات بين صفوف المدنيين. سيطرة في حلب أما في حلب، التي تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، واصل النظام التقدم في محيط سجن حلب المركزي غداة فك حصاره أول من أمس، وسط معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة. دارت في منطقة البريج وتلة الشيخ يوسف وفي محيط فرع المخابرات الجوية وسط قصف عنيف بالبراميل المتفجرة على أحياء بعيدين وهنانو والجندول ومخيم الحندرات والمدينة الصناعية، إضافة إلى الليرمون والقاطرجي وقاضي عسكر. فيما حملت الأممالمتحدة النظام مسؤولية أمن وسلامة جميع المعتقلين في السجن. كما تواصلت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في مناطق عدة، لا سيما في منطقة المليحة في الغوطة الشرقية، حيث سجلت عمليات هروب لعناصر النظام، وفي ريف ادلب (شمال غرب)، ومحيط بلدة مورك في حماة (وسط) التي يسيطر عليها المعارضون. كفرزيتا تختنق وبعد فشل مجلس الأمن في إحالة ملف سوريا إلى الجنائية الدولية، جددت قوات النظام السوري القصف بالغازات السامة على مدينة كفرزيتا بريف حماة. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون حدوث 50 حالة اختناق معظمها من النساء. يأتي هذا بعد ثلاثة أيام فقط من استهداف سابق لكفرزيتا بالغازات السامة، الذي أدى إلى إصابة أكثر من 130 شخصاً بحالات اختناق، بينهم 21 طفلاً حالاتهم حرجة. تدريب أميركي وفي أول مؤشّر على نجاح زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا إلى الولاياتالمتحدة، صوّتت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون تمويل وزارة الدفاع الأميركية، الذي يشير في بنوده الى تسليح وتدريب المعارضة السورية «المعروفة» من قبل الأميركيين، والمتمثلة في الجيش السوري الحر. وإذا أقر الكونغرس الأميركي بمجلسيه القانون، فسيكون هذا انتصاراً ضخماً للمعارضة، فهناك أعضاء في الكونغرس الأميركي ملتزمون بطلب تقديم مساعدات وتدريب المعارضة السورية، لكن سيكون الأهم منهم أعضاء ديمقراطيون مثل رئيسة لجنة الاستخبارات دايان فاينستين ورئيسة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي. وبحسب «العربية نت»، تريد المعارضة السورية من وزارة الدفاع الأميركية ان تلتزم بحسب القانون المقترح بتدريب وتسليح أكثر من ألف عنصر تابع للجيش الحرّ، كما تريد المعارضة ان تُقنع الأميركيين بتسليم المعارضة عدداً محدوداً من الصواريخ المحمولة المضادة للطيران «مان باد»، وأن تقوم بعملية تجريبية مثل عملية تسليم المعارضة صواريخ «تاو» المضادة للدروع. تأهب إسرائيلي ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية أن مقاتلين من حزب الله يحاربون إلى جانب الجيش السوري بالقرب من الحدود مع إسرائيل في الجولان المحتل، وذلك للمرة الأولى. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتابع عن كثب تواجد عناصر حزب الله في الجولان، مشيرة إلى أن مشاركة حزب الله أيضاً في القتال في المنطقة الحدودية بين إسرائيل والأردن وسوريا، قريباً من مدينة درعا، دفعت إلى إعلان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حالة التأهب. دعوات لتجميد «الفيتو» في حالة الفظائع الجماعية في خضم نزيف الدماء المتواصل في سوريا، جددت الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي دعوتها للدول الخمس دائمة العضوية إلى الامتناع عن استخدام حق النقض (الفيتو) في القرارات التي تهدف إلى وقف الفظائع الجماعية، وذلك بعد فشل محاولة لإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال سفير تشيلي لدى الأممالمتحدة كريستيان باروس: «نعتقد بأنه يتعين أن يكون مجلس الأمن قادراً على الدفاع عن معظم القيم والمبادئ الأساسية للإنسانية». كما أدانت سفيرة لوكسمبورج سيلفي لوكاس حالة الجمود الحالية في المجلس. وبينما كانت مسألة حق النقض نقطة خلافية، فإن حالة الجمود في المجلس إزاء سوريا كثفت دعوات ليس فقط لإصلاح نظام المجلس المعمول به منذ عقدين، بل لصدور قرار مؤقت يسمح للمجلس بالعمل بشكل أكثر فعالية في الوقت الحاضر. وعلى الصعيد الجهود الدولية الرامية لإنقاذ المدنيين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن إلى دراسة تحركات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى ملايين السوريين المحاصرين. وبعد شهور على صدور القرار 2139 المطالب بإتاحة الوصول السريع والآمن ودون عرقلة للمساعدات، قال كي مون إن الوقت حان للمجلس «ليدرس بشكل عاجل الخطوات التي سيتخذها الآن لضمان الامتثال لهذه المطالب». فيما لم يستبعد رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف ضربة عسكرية غربية ضد الأسد. وقال غيراسيموف إن النزاع السوري «تحول إلى حرب القوى الإسلامية الراديكالية ضد دولة ذات سيادة، بدون استبعاد إجراء عملية عسكرية ضد نظام الأسد». البيان الاماراتية