تعرض رئيس الوزراء الليبي الجديد، أحمد معيتيق، الذي تولى قبل يومين مهام منصبه إلى هجوم صاروخي خلف قتيلاً واحداً وجريحين، فيما تتعالى في البلاد أصوات رافضة لحكومته التي ولدت وسط أجواء من الفوضى . ووصل معيتيق، والمدعوم من جماعة الإخوان المسلمين، إلى الحكم، فيما تتعثر العملية الانتقالية وتنتشر الميليشيات المسلحة . وهو يرأس حكومة من 18 وزيراً اقسموا اليمين الاثنين، أمام رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) نوري أبو سهمين . وقال مسؤول في مكتبه إن معيتيق وعائلته نجوا من الهجوم الذي شنه مسلحون فجراً . وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "حصل هجوم بالصواريخ وأسلحة خفيفة على منزل رئيس الوزراء"، موضحاً أن اثنين من المهاجمين أصيبا في الهجوم . وأفاد شهود أن الهجوم وقع في حي سكني غربي طرابلس، وذكرت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الليبية(وال) أن أفراد حراسة منزل "معيتيق"، تبادلوا إطلاق النار مع المسلحين الذين حاولوا الهجوم على المنزل من خلال إطلاق الرصاص والقذائف، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين من المهاجمين . وقد منح المؤتمر الوطني العام الأحد، ثقته إلى حكومة احمد معيتيق التي ستقود فترة انتقالية قصيرة وتجري انتخابات جديدة تم الإعلان عن إجرائها في 25 يونيو/حزيران لانتخاب برلمان جديد يحل محل المؤتمر الوطني العام قبل تشكيل حكومة جديدة . وفي كلمة بثتها وسائل الإعلام، مد معيتيق يده إلى منتقديه داعياً إياهم إلى "حوار وطني شامل لتشكيل مؤسسات الدولة"، وتعهد "بمتابعة المعركة ضد الإرهابيين والذين يهددون أمن البلاد"، ملمحاً بذلك إلى المجموعات الإسلامية المتطرفة المنتشرة خصوصاً في شرقي البلاد . وبعد ساعات على تسلم الحكومة الجديدة مهامها، أكد دعاة الفيدرالية والذين يحتلون منذ نحو سنة المواقع النفطية في شرقي البلاد، أنهم لن يعترفوا بحكومة "غير شرعية" . وقال ابراهيم الجضران رئيس المكتب السياسي لإقليم برقة (المنطقة الشرقية) "نرفض حكومة أحمد معيتيق"، متهماً الكتل الإسلامية في المؤتمر الوطني العام بأنها "فرضت حكومة معيتيق بصورة غير شرعية" . ومرافئ الشرق يسيطر عليها منذ يوليو/تموز 2013 حراس المنشآت النفطية، أنصار المطالبين بالفيدرالية، ويمنعون تصدير النفط الخام ما أدى إلى تراجع الإنتاج إلى 250 ألف برميل يومياً، وحتى أقل، في مقابل 5 .1 مليون برميل يومياً في الأوقات العادية . وقال مسؤول بشركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) التي تديرها الدولة في ليبيا، أمس الثلاثاء، إن مجموعة من حرس المنشآت النفطية نظموا احتجاجاً في ميناء مرسى الحريقة مطالبين بزيادة الأجور . وأضاف أن الاحتجاج نتج عنه تعطل العمل في الميناء، حيث امتلأت جميع صهاريج التخزين وهو ما أدى إلى توقف الإنتاج في حقل السرير النفطي وخفض مستوى الإنتاج في حقل المسلة . على صعيد آخر شهدت مدن ليبية عدة مسيرات احتجاج على مقتل الصحفي مفتاح زيدان برصاص مجهولين الاثنين في بنغازي . في غضون ذلك، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أسلحة وفرتها الولاياتالمتحدة إلى وحدة في الجيش الليبي في إطار تدريبها على مهام لمكافحة الإرهاب سرقتها ميليشيا في أغسطس الفائت ما أنهى برنامج التدريب السري . وانشئ البرنامج الممول بأموال سرية من وزارة الدفاع الأمريكية في عدد من دول الساحل (موريتانيا، النيجر، مالي) وفي ليبيا لتدريب فرق كوماندوس محلية على تتبع المتشددين الإسلاميين، ولا سيما المنتمين إلى تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي"، بحسب الصحيفة . لكن هذه التجربة توقفت في ليبيا التي غرقت في الفوضى نتيجة تكاثر الميليشيات بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 . وأكدت الصحيفة "في ليبيا انتهى التدريب الأولي الأكثر طموحاً بشكل مخجل" بعد استيلاء ميليشيا على الأسلحة المقدمة إلى الجيش في إطار التدريب . وجرت الوقائع في 4 أغسطس/آب 2013 في قاعدة "كامب يونس" على بعد نحو 20 كلم من طرابلس . وقدم المدربون إلى وحدة مكافحة الإرهاب التي دربوها بنادق هجوم من طراز إم4 ونظارات للرؤية الليلية ومسدسات وآليات مدرعة . ونفذت ميليشيا هجوماً قبل الفجر على المكان، فاستولت على الأسلحة، بعد أن حصلت على معلومات من عسكري ليبي على الأرجح . وتمت استعادة الحيز الأكبر من تلك الأسلحة لاحقاً لكن بعض التقارير الصحفية أشارت إلى أن بعضها على الأقل عرض للبيع في السوق السوداء، بحسب الصحيفة . (وكالات) مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا يتوجه إلى فرنسا في أولى مهامه توجه مبعوث الأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا، ناصر القدوة، أمس الثلاثاء، إلى باريس في زيارة لفرنسا في أولى مهامه بعد تعيينه قبل أيام لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا . وقالت مصادر مسؤولة من جامعة الدول العربية إن القدوة سيلتقي خلال زيارته لفرنسا عدداً من كبار المسؤولين الفرنسيين والأوروبيين لبحث آخر تطورات الوضع في ليبيا وسبل التوصل إلى حل للأزمة الحالية . من جانب آخر، عبرت الحكومة التونسية عن قلقها إزاء التطورات في ليبيا فيما دعت الأطراف المتنازعة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة . وقال بيان لوزارة الخارجية التونسية إن "الحل في ليبيا الشقيقة لا يمكن أن يكون إلا سياسياً من أجل التوصل إلى المصالحة الوطنية في كنف الوئام والتوافق" . وتتخوف تونس من تسلل إرهابيين من ليبيا التي ينتشر فيها السلاح إلى أراضيها لاستهداف منشآتها الاقتصادية والسياحية الحيوية . وقال وزير الداخلية لطفي بن جدو إن المخطط "يتمثل في تسلل إرهابيين من ليبيا إلى التراب التونسي لاستهداف مناطق صناعية وسياحية في مرحلة أولى واستهداف بعض الشخصيات في مرحلة ثانية" . وتابع البيان "اتخذت السلطات التونسية تحسّباً لأي تفاقم للوضع الأمني في ليبيا جميع التدابير الضرورية على الحدود التونسية - الليبية لضمان سلامة أراضينا وحماية مواطنينا" . وقالت وزارة الخارجية التونسية إنها "تجري مشاورات مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعنية بالشأن الليبي والمنظمات الدولية والإقليمية قصد مساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز الأزمة الراهنة عبر حوار وطني ليبي-ليبي" . وأكدت "الاحترام التام للسيادة الليبية والالتزام الكامل بمبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي" . (رويترز) الخليج الامارتية