كتب - عبدالمجيد حمدي: سلطت حلقة نقاشية نظمها المجلس الأعلى للصحة بمناسبة المنتدى السنوي الثالث للاستراتيجية الوطنية للصحة على العديد من الأمور الصحية التي تهم المريض، منها سهولة حصوله على الخدمة الطبية وجودة الخدمات بالإضافة إلى عرض لتجارب بعض المرضى مع مزودي الخدمة الطبية والصعوبات التي تواجههم في هذا الصدد، وذلك بهدف الوصول إلى تصور يوضح رحلة المريض مع هذه الخدمات. وقال سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة العامة، خلال الحلقة التي أدارها الدكتور إبراهيم الجناحي المدير التنفيذي لإدارة البحوث بمؤسسة حمد الطبية، إن المريض هو محور الاهتمام وصاحب الحق والأولوية في الحصول على الخدمة الطبية وبجودة عالية، ونحن دائما في صف المريض .. مبينا أنه مع زيادة عدد سكان قطر في غضون السنوات الماضية، زادت أيضا الخدمات الصحية المقدمة لهم. وأكد أهمية تلقي المريض خدمة صحية متكاملة من قبل مزوديها ومقدميها لهم، مشددا على أن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية التعامل مع المريض وتثقيفه، كما تطرق في معرض حديثه إلى أهمية الرياضة في حياة الإنسان وتوفير البنية السليمة لها وتشجيع الناس على مزاولتها وإلى أهمية الكشف المبكر للأمراض والتشخيص السليم والتعرف على تاريخ المرض والتواصل مع المرضى والجودة في الأداء. من جانبها، قدمت د. حنان الكواري مدير عام مؤسسة حمد الطبية شرحا للتطور الذي حدث بالمؤسسة خلال السنوات الماضية من حيث سرعة الوصول للخدمة الطبية في قطر. وأوضحت أن السياسة المتبعة في هذا الخصوص هي الوصول إلى مفهوم خدمة طبية شاملة متميزة ومفتوحة للجميع، وأن الخطة الاستراتيجية عززت هذا الهدف. وأضافت أنه بسبب التوسع في الخدمات الصحية وعدد الأسرة وإنشاء مؤسسات صحية جديدة وبفضل النظم الصحية المتبعة في الرعاية الصحية بات من السهل وصول الناس للمستشفيات، وإننا في مؤسسة حمد الطبية نعمل مع المجلس الأعلى للصحة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية لتحقيق التوازن في هذه الخدمات والوصول المفتوح للمرضى ونعمل بجد من أجل تحسين كفاءة هذه الخدمات بالتركيز على الجودة والفعالية. وأكدت جودة خدمات الإسعاف والتقدم المحرز في هذا المجال إلى جانب سرعة تقديم الخدمة في حالات الطوارئ من حيث مقابلة الطبيب والتشخيص والمعالجة، فيما أدى نظام المواعيد الجديد إلى تقليل مدة الانتظار. وتحدثت د. مريم عبدالملك مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عن مفهوم هذه الرعاية وتعزيزها عبر الاستراتيجية الوطنية للصحة لإيجاد مجتمع صحي معافى ومنتج بمساعدة الجمهور والمرضى أنفسهم في تقييم الوضع الصحي لحالاتهم الشخصية، منوهة في هذا السياق بضرورة توفر الوعي الكافي للمريض بأهمية مراجعته للرعاية الصحية الأولية في الوقت المناسب وإطلاق الخدمة المسبقة منذ عام 2013 بمركز الريان الصحي. وأشارت إلى أن زيادة عدد سكان قطر وما رافقها من زيادات في عدد المراكز الصحية التي يتوفر منها حاليا 21 مركزا آخرها في أبو نخلة والظعاين مبينة خطط إنشاء مراكز صحية جديدة خلال السنوات المقبلة. من جهته لفت الدكتور فالح محمد حسين الرئيس التنفيذي بالوكالة للشركة الوطنية للتأمين الصحي إلى التوجيهات التي يتعين على الشخص اتباعها سواء كان مريضا أو معافى مثل نمط حياته وغذائه ومواعيد ذهابه ومراجعته للمستشفى أو المركز الصحي، مشيرا إلى أهمية توفر الصحة المهنية والوسائل التي تضمن سلامة العامل في مكان العمل والتحصينات ومعايير ونظم الجودة والاعتماد. أما البروفيسور اللورد دارزي أوف دينهام الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" مدير معهد الابتكار في الرعاية الصحية بجامعة "امبريال كوليدج" في لندن، فأكد على التميز الذي تتسم به قطر، لافتا إلى أن ما تم تحقيقه من إنجازات ومخرجات على صعيد الاستراتيجية الوطنية للصحة منذ إطلاقها قبل ثلاث سنوات يستحق الثناء. واستعرض التحديات الأساسية في مجال الرعاية الصحية الأولية في العالم وكلفة نظم هذه الرعاية عالميا من حيث الجودة ونظم رعاية المرضى والبحث عن حلول مبتكرة في حياتنا خاصة في مجال الرعاية الصحية وتحسين حياة المريض، مؤكدا أن الابتكار يعد من أهم ركائز التطوير الصحي. ونوه بما حققه مؤتمر "ويش" العام الماضي بالدوحة من ناحية معالجته للتحديات الصحية الملحة التي تواجه سكان العالم وكيف لدولة قطر أن تساهم في ذلك، لافتا إلى أن نسبة الأخطاء الطبية قليلة في البلاد مع وجود مقاربة إيجابية لنظام الرعاية الصحية والاستفادة من الموارد. وقال إن المريض بات شريكا لنا وعلاقة الثقة متوفرة في التعامل بين شركاء الرعاية الصحية. وقدم السيد روبرت مورهيد مدير مكتب إدارة برنامج الاستراتيجية الوطنية للصحة عرضا في الاحتفال استعرض خلاله الإنجازات والتحديات التي واجهت الاستراتيجية التي قال إن محورها الأساسي هو المريض. كما تطرق لمشاريع الاستراتيجية ال39 وما تم إنجازه منها والشراكات مع القطاع الخاص والإنفاق وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية وبرامج بناء القدرات وزيادة عدد سكان البلاد وعلاقة ذلك بتوفير الخدمة. الدوحة - الراية: تستمر مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بمشروع سلامة المرضى والإرشادات التوجيهية المقدمة لهم تحت شعار (صوتك مهم.. فتكلم) بهدف إشراك المرضى بخطة الرعاية الصحية المقدمة لهم ومن أجل دعم سلامة المرضى ورفع مستوى الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية الأولية. وقالت الدكتورة هناء سعيد المدير التنفيذي لإدارة الجودة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إن سلامة المرضى تعد من أهم أولويات المؤسسة، حيث يتم التركيز عليها عبر العديد من البرامج التي تؤكد على سلامة المرضى، ورفع كفاءة العاملين لتقديم خدمات طبية أكثر أمنا وسلامة. وأضافت: في سبيل تحقيق ذلك ندعو جميع المرضى إلى التشاور مع الأطباء والاتفاق معهم على خطة الرعاية الصحية عند حاجتهم للخدمة الصحية، وكذلك أن يكونوا على معرفة تامة بالعلاج أو الإجراء المقدم لهم، فضلاً عن ضرورة علمهم بمدة الاستمرار على العلاج أو الإجراء المقدم من قبل الطبيب، وكذلك الأعراض الجانبية التي قد تصاحب العلاج وما يمكن أن يشعروا به. وتابعت: مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تؤمن بأن المريض يشكل المحور الرئيسي في هذا المشروع باعتباره العضو الأهم في فريق الرعاية الصحية، وتحث الإرشادات التوجيهية المرضى إلى إمكانية إشراك العائلة وربما الأصدقاء في أن يكونوا موجهين على سلامتهم في المراكز من خلال التواصل مع مقدمي الرعاية الأولية بطرح الأسئلة واقتراح بدائل مناسبة للحفاظ على سلامتهم. وأشارت إلى أنه يجب على المرضى الاستفسار عن الأدوية الموصوفة لهم من خلال طرح الأسئلة على الطبيب أو الموظف المختص في الصيدلية، وكذلك التأكد من نوعية الدواء والحصول على معلومات مكتوبة حول الوصفة الطبية الخاصة بكل مريض. وحسب مشروع سلامة المرضى فإنه لا مانع من اصطحاب المرضى لأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء إن لزم الأمر ليشارك المريض معرفة حالته وكيفية التعامل مع الأدوية الموصوفة من خلال متابعة تعليمات الطبيب، وكذلك مراقبة كل ما يحتاج إليه المريض أثناء العرض على الطبيب لضمان سلامته. ويأتي هذا المشروع انطلاقاً من رؤية مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في تحسين الصحة والمعافاة من خلال الرعاية الصحية الأولية التي تتميز بشموليتها، وتكاملها وتمركزها حول الفرد وتكلفتها الميسورة، بالإضافة كون الرعاية الصحية الأولية هي اللبنة الأساسية والدعامة القوية لبناء هذا المجتمع فالإنسان هو جوهر التقدم وعماد التنمية وهو العنصر الأساسي لتحقيق الأهداف المنشودة في الحاضر والمستقبل. جريدة الراية القطرية