تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أمناء معهد مصدر، شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أمس، حفل تخريج الدفعة الرابعة من طلبة معهد «مصدر» الذي أقيم في فندق «قصر الإمارات» في أبوظبي، بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي سهيل المزروعي وزير الطاقة ومعالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة ورئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) ومعالي الدكتور مغير الخيلي رئيس مجلس إدارة هيئة الصحة في أبوظبي وعدد كبير من مسؤولي شركة مصدر ومعهد ومصدر والطلاب وأولياء أمورهم. وتوجه سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان بالشكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تقديراً وعرفاناً بجهوده المستمرة في سبيل دعم مسيرة التعليم في شتى مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا لما فيه الخير لهذا الوطن وأبنائه. مصدر فخر وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع كلمة أوضح فيها أن معهد مصدر اليوم يشكل مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن إماراتي، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة ستستفيد من خبرات المعهد في إعداد استراتيجيتها العامة التي يتم إعدادها حاليا. ونوه بأن المعهد نجح في تخريج 425 طالبا وطالبة متميزين نبغوا في دراسات الماجستير وقدموا أبحاثا أفادت المجتمع في مجالات عدة أبرزها في قطاعات المياه والطاقة والكهرباء، كما نجح باحثوه وأساتذته في نشر دراسات علمية رصينة في مجلات علمية عالمية، وزاد عدد الأبحاث المنشورة لهم عن 350 بحثا في شتى نواحي قطاعات المجتمع، كما أصبح المعهد رائدا من رواد التطوير العلمي في الدولة والمنطقة. وأشار إلى أن هذا النجاح الباهر للمعهد لم يكن يتحقق إلا بالدعم الكبير الذي يقدمه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس المعهد، الذي يعد قائد التطوير حيث وفر سموه للمعهد كافة احتياجاته. وطالب معالي الشيخ نهيان بن مبارك الطلاب الخريجين بأن يتصفوا بالحكمة في كافة أعمالهم مشيرا إلى أن الحكمة هي أصل وغاية العلوم، وقد ضرب لنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكيم العرب أمثالا عديدة في الحكمة، وكيفية توظيف خيرات البلد لأهلها ولكافة شعوب العالم، كما أن الحكمة تدفع الطلاب لأن يكونوا متوقدي الذهن ناضجي التفكير غزيري الإنتاج في ظل قيادة واعية رشيدة تهدف إلى تحقيق الرفاهية لشعبها يقود سفينتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. واختتم معاليه كلمته مؤكدا أن المعهد مستمر في إعداد كوادر متميزة قادرة على الإبداع والابتكار ماضية بقوة بأبحاثها وعلمها نحو تحقيق اقتصاد المعرفة. من ناحيته قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة، رئيس مجلس إدارة «مصدر» ورئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء معهد مصدر، إن المعهد أضحى من المؤسسات البحثية الرائدة التي تلعب دوراً أساسياً في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة بفضل ما يقدمه من ابتكارات تكنولوجية بارزة بالتزامن مع استقطابه لأفضل الباحثين والخبراء في العالم. موارد مؤهلة وأضاف أن ما نشهده من جهود مخلصة لبناء موارد بشرية مؤهلة وخلق بيئة متكاملة للبحث والتطوير وريادة الأعمال في أبوظبي يعكس جلياً الرؤية السديدة لقيادتنا الحكيمة بتنويع الموارد الاقتصادية للبلاد. وكان حفل التخرج بدأ بكلمة ألقاها فريد موفنزاده رئيس المعهد أشار فيها إلى أن الدفعة الرابعة تضم 130 طالباً وطالبة عملوا بلا كلل أو ملل على صقل مهاراتهم وتطويرها خلال العامين السابقين ليكونوا خير سفراء لمعهد مصدر. وأشار فريد إلى أنه شاهد على مدار أربع سنوات قضاها في المعهد على ارتقاء هذا الصرح العظيم من مجرد فكرة بسيطة لواحد من شباب الإمارات الأكفاء والمشهود لهم بالثقة والعزيمة، هو معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر. وأشار إلى مرور سبعة أعوام على تأسيس معهد مصدر، مؤكدا أن المعهد كان طوال تلك الفترة على قدر التحديات والمهام المنوطة به، وتجاوز جميع التوقعات بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي لم تدخر جهداً لإمدادنا بكل ما يلزم من مساندة وتشجيع في جميع خطواتنا. وألقت الطالبة مريم كتيت كلمة خريجي معهد مصدر حيث أشادت بدعم القيادة الرشيدة للمعهد، كما ألقى الطالب عبد الله الشمري كلمة عن تميز المعهد ورحلته التعليمية فيه. كما تضمن الحفل فيلما تسجيليا عن المعهد وإنجازاته، ثم قام سمو الشيخ حامد بن زايد ومعالي الشيخ نهيان بتسليم شهادات التخرج للخريجين. الطلبة وتحدث طلبة مواطنون من المعهد عن مشاريعهم البحثية حيث أشادوا بنظام الدراسة في المعهد. وأوضح جاسم الحمادي من برنامج هندسة وإدارة النظم أنه طرح مشروعا بحثيا عن تحسين تشغيل موانئ البضائع غير المعبأة، التي لم تحصل على الاهتمام الكافي مقارنة بمحطات الحاويات. وهدف المشروع إلى تطوير نموذج يمكن من تحسين عملية توزيع مراسي السفن على طول رصيف الميناء، وكذلك تحسين عملية تخصيص المساحات لتخزين البضائع. وأوضح ماجد المرزوقي من برنامج الهندسة الميكانيكية أن بحثه ساهم في تطوير تقنيات التقاط الكربون بكفاءة وفاعلية من حيث التكلفة، والتي يمكن استخدامها للحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الكهرباء وإنتاج الوقود ومنشآت صياغة الوقود باستخدام التقنية الضوئية والمواد الهيدروكربونية الثقيلة كمواد وسيطة. أما خالد النعيمي من برنامج هندسة النظم الدقيقة فأوضح أن بحثه يعد أول مشروع تم تمويله من قِبل شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة «أتيك» ومؤسسة أبحاث أشباه الموصلات (SRC) لاستخدام مختبر الغرفة النظيفة في معهد مصدر لتصنيع أجهزة على مستوى النانو، التي سيتم استخدامها في صناعة أشباه الموصلات على مدى العقد المقبل. ويقول خالد: «لقد اخترت الدراسة في معهد مصدر لأنه المكان الوحيد الذي يوفر مختبر الغرفة النظيفة في المنطقة. إني أحاول من خلال بحثي استكشاف مواد جديدة أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة لاستخدامها في تصنيع أشباه الموصلات، الذي يعد مجالاً جديداً في دولة الإمارات، وهذا ما يجعلني أؤمن بأهمية مثل هذه الأبحاث للإمارات والمنطقة بأسرها». الإمارات الثالثة عالمياً في إنتاج الطاقة الشمسية المركزة أصدرت شبكة سياسات الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين، تقريرها لعام 2014، والذي حلت فيه الإمارات في المرتبة الثالثة على مستوى العالم، بالنسبة لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة لعام 2013. وجاءت إسبانيا في المرتبة الأولى، والولاياتالمتحدة الأميركية في المرتبة الثانية، بينما حلت الهند والجزائر في المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي. وتشهد تقنيات الطاقة الشمسية المركزة انتشاراً في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في الولاياتالمتحدة الأميركية التي تمتلك خبرة كبيرة في محطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، وكذلك في إسبانيا وغيرها من الدول التي أولت هذه التقنية اهتماماً كبيراً، كالصين وأستراليا ومصر والمغرب وتايلاند. ووفقاً لتقرير شبكة سياسات الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين، فإن القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية المركزة في العالم زادت 10 أضعاف منذ عام 2004، وارتفعت في العام الماضي بنسبة 36 ٪ لتصل إلى 3.4 غيغاوات. وأشار التقرير إلى أن محطة شمس 1 للطاقة الشمسية المركزة التي دشنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في شهر مارس 2013، لعبت دوراً مهماً في انتشار تقنية الطاقة الشمسية المركزة في الأسواق الناشئة التي تتمتع بمستويات مرتفعة من الإشعاع الشمسي على مدار العام، والتي تضاعفت إنتاجيتها قرابة الثلاث مرات خلال عام 2013. وتعتبر شمس 1 أول محطة عاملة بهذه التقنية المتطورة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصل استطاعتها إلى 100 ميغاواط يتم توليدها من خلال وحدة إنتاج وحيدة. وقال يوسف أحمد آل علي مدير عام شركة شمس للطاقة: «إن نيل دولة الإمارات المرتبة الثالثة على مستوى العالم بالنسبة لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة، يسلط الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزته الدولة في قطاع الطاقة المتجددة بشكل عام، وتقنية الطاقة الشمسية المركزة على وجه الخصوص». وأضاف: «تعد محطة شمس 1 نموذجاً مميزاً لأحدث تقنيات الطاقة الشمسية، فبالإضافة إلى مساهمتها في تزويد أكثر من 20 ألف منزل في الإمارات بالكهرباء النظيفة، وتفادي إطلاق 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، تضم المحطة نظام تبريد جاف، يسهم بصورة كبيرة في الحد من حجم استهلاك المياه، ما يجعلها أكثر كفاءة، مقارنة بغيرها من التقنيات». وتستخدم محطة شمس 1 تقنية المُجمِّعات الشمسية ذات القطع المكافئ للاستفادة من حرارة الأشعة الشمسية وتوليد الكهرباء، بواسطة توربين بخاري يغذي مولد الطاقة. ويمتد الحقل الشمسي الذي يضم 768 من المُجمِّعات الشمسية على مساحة قدرها 2.5 كلم مربع، ويولد 100 ميغاوات من الطاقة المتجددة النظيفة. يشار إلى أن دولة الإمارات أرست لنفسها مكانة رائدة كمركز متميز للطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. ففي عام 2013 وحده، ساهمت مشاريع «مصدر» في توليد نحو 1 غيغاوات من الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجميع أنحاء العالم. كما شهد العام الماضي تعاوناً بين «مصدر» وشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، في مجال التقاط الكربون واستخدامه وحجزه، وهي تكنولوجيا تسهم في خفض انبعاثات الكربون. جيل واعد أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات والتزامها بإعداد جيل واعد من المتخصصين والخبراء والباحثين ذوي المعرفة العميقة في التكنولوجيا المتقدمة والتنمية المستدامة التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي كان من أشد الداعين إلى صون الموارد البيئية والطبيعية للبلاد لكي تستفيد منها الأجيال القادمة، مشيرا سموه إلى أن تخريج دفعة جديدة من طلاب وطالبات معهد مصدر يصب في هذا الاتجاه. البيان الاماراتية