عقيل الحلالي (صنعاء) - قُتل 25 مسلحاً، بينهم عشرة جنود، أمس الثلاثاء، باشتباكات عنيفة بين الجيش اليمني ومسلحين من رجال القبائل تتهمهم الحكومة بتفجير خط أنبوب النفط في محافظة مأرب شرقي البلاد. وذكرت مصادر قبلية ل(الاتحاد) أن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح الثلاثاء بين قوات من اللواء 312 واللواء 14 ومسلحين من قبيلتي "آل سعيد" و"آل دماج"، في منطقة "وادي حباب" ببلدة "صرواح"، التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مدينة مأرب. وأوضحت المصادر أن الجيش قصف بالمدفعية والدبابات مواقع عسكرية تابعة للمسلحين القبليين الذي استخدموا أسلحة رشاشة وقذائف "أر بي جي" المضادة للدبابات، مشيرة إلى أن الجيش تمكن من الاستيلاء على عدد من المواقع التابعة لرجال القبائل الذين فجروا، مطلع الشهر الجاري، الأنبوب الذي ينقل النفط الخام من منشأة الإنتاج في صافر إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، غربي البلاد.وأكدت المصادر أن الطيران الحربي قصف، ظهر السبت، عددا من مواقع المسلحين "الذين لاذ بعضهم بالفرار". وشوهدت من مدينة مأرب أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من موقع المواجهات بين الجيش ورجال القبائل في "وادي حباب"، حسبما أفاد سكان في المدينة ل"الاتحاد". وفيما أكدت مصادر طبية وعسكرية في المستشفى العسكري بمأرب ل"الاتحاد" مقتل 25 شخصا، 15 من رجال القبائل وعشرة من الجنود، جراء القتال، ذكرت مصادر أمنية محلية ل"الاتحاد" إن الاشتباكات أسفرت عن مصرع 12 مسلحا بينهم ثلاثة جنود، فضلا عن جرح 17 آخرين غالبيتهم من الجنود.وقال مصدر آخر في المستشفى العسكري، إنه تم نقل الجنود الجرحى إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج هناك، بسبب تدهور الوضع الصحي لبعضهم. ومن بين القتلى، صالح بن حسين دماج، الذي اتهمته السلطات بالوقوف وراء عمليات تفجير أنبوب النفط في مأرب. وقال مصدر قبلي، لوكالة فرانس برس، أن "صالح بن حسين دماج الذي قام رجاله بتخريب أنبوب النفط الذي يمر عبر أراضيهم عدة مرات"، مضيفا أن دماج نفذ عمليات التخريب هذه للضغط على السلطات في طلبه الحصول على تعويض بقيمة مئة مليون ريال (480 ألف دولار) لقاء أرض صادرتها منه صنعاء. وبُعيد الإعلان عن مقتل دماج، نجحت وساطة لزعماء قبيلة "جهم"، إحدى قبائل مأرب، في وقف الحملة العسكرية ضد المسلحين القبليين في "وادي حباب". واعتقل الجيش سبعة مسلحين قبليين على الأقل حسبما ذكر مصدر صحفي محلي. وكانت وساطة قبلية ومحلية فشلت، الأحد، بإقناع المسلحين بالسماح للفرق الفنية بإصلاح الأنبوب، وعدم التعرض له مرة أخرى، ما دفع الجيش إلى مطالبة الأهالي الذين يقطنون بالقرب من الأنبوب إلى إخلاء منازلهم، حفاظا على أرواحهم. واتهمت وزارة الدفاع اليمنية، في بيان أصدرته أمس الثلاثاء، رجال القبائل ب"التعنت" ورفض "كل الحلول التي طرحت" عليهم، مؤكدة أن "الدولة مصرة على فرض هيبة القانون وتعزيز الأمن والاستقرار من خلال ضرب كل من يحاول المساس بمقدرات الوطن". وتوعد الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، الاثنين، بالضرب "بيد من حديد" كل من يستهدف المنشآت الحيوية والخدمية، حسبما أفادت صحيفة "المصدر" اليمنية الأهلية، أمس الثلاثاء. وتقدر السلطات اليمنية الخسارة في الربح بسبب عمليات تخريب الأنبوب بمليار دولار لسنة 2012 وحدها. وقالت السلطات إن عمليات التخريب هذه أدت إلى انخفاض صادرات النفط بنسبة 4.5 بالمائة. ... المزيد