قال الأسير السابق والباحث المختص بشئون الأسرى، عبد الناصر فروانة، إن العام المنصرم 2012 سجل ارتفاعاً فى الأعداد الإجمالية لحالات الاعتقال التى تنفذها سلطات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين بنسبة 26 % عن العام الذى سبقه 2011. وأضاف فروانة أن هذا مؤشر خطير ومقلق، فى ظل استمرار استهدافهم واعتقالهم والزج بهم فى سجون ومعتقلات تشهد ظروفاً صعبة، وفى ظل تصاعد الانتهاكات الجسيمة بحقهم من تعذيب وحرمان وضغط وابتزاز ومعاملة قاسية ولا إنسانية تتنافى وبشكل فاضح مع كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية لا سيما تلك المتعلقة بحقوق الطفل. وكشف فروانة بأن "إسرائيل" اعتقلت منذ بدء انتفاضة الأقصى فى سبتمبر 2000، وحتى اليوم أكثر من تسعة آلاف طفل ممن هم دون الثامنة عشرة من العمر، فيما سُجل خلال العام المنصرم 2012 اعتقالها ل "881" طفلاً، بمتوسط بلغ "73" حالة اعتقال شهرياً، وأن منسوب تلك الاعتقالات سار بشكل متعرج وغير ثابت حيث سُجل خلال شهر يناير اعتقال "73" طفلاً، وخلال شهر فبراير"68" طفلاً، وفى مارس "59" طفلاً، وفى أبريل "68" طفلاً، وفى مايو "56" طفلاً، وفى يونيو "71" طفلاً، وفى يوليو "81" طفلاً، وفى أغسطس "64" طفلاً، وفى سبتمبر "83" طفلاً، وفى أكتوبر "87" طفلاً، وفى نوفمبر "97" طفلاً، وفى ديسمبر "74" طفلاً. وأكد فروانة أن كافة الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال، قد مورس بحقهم صنف أو أكثر من صنوف التعذيب الجسدى أو النفسى والإيذاء المعنوى، وبعضهم مورس بحقهم التعذيب الشديد كالصعق بالكهرباء والضرب المبرح والشبح الطويل، والضغط والابتزاز والتخويف وانتزعت منهم الاعترافات بالقوة والتى استخدمت لاحقا كمستندات إدانة بحقهم فى المحاكم العسكرية والتى أصدرت بحقهم أحكاما بالسجن لفترات مختلفة تصل أحيانا لسنوات طويلة ومدى الحياة، دون مراعاة الظروف التى قدمت خلالها تلك الاعترافات. وذكر فروانة بأنه ليس كل من اعتقل بقىّ فى الأسر، وهناك المئات ممن تجاوزوا سن الطفولة، وهم داخل السجن، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز فى سجونها ومعتقلاتها حوالى "190" طفلا أقل من الثامنة عشرة من العمر، وتحرمهم من أبسط الحقوق التى تمنحها لهم المواثيق والاتفاقيات الدولية، الأمر الذى يستدعى التحرك لإنقاذهم وحماية مستقبلهم.