تشرع نيابة الصحافة والمطبوعات اليوم السبت بأول إجراءاتها في الدعوى المرفوعة من 20 محامياً على القيادي في حزب الإصلاح عبدالله صعتر ومسؤولي قناة "اليمن" الفضائية الحكومية بتهمة إثارة النعرات الطائفية وبث روح الشقاق بين أبناء الشعب الواحد. وأوضح المحامي طه حسين أبو طالب- رئيس رابطة المحامين اليمنيين وأحد المحامين في الدعوى- أن نيابة الصحافة والمطبوعات ستقوم اليوم بأخذ أقوال الشاكين وعمل محضر بذلك.. مشيراً إلى أنهم سيسلمون النيابة نسخة من المقابلة التي أجرتها فضائية "اليمن" مع صعتر وبثتها في تاريخ 15/4/2012م والتي أساء فيها الأخير لشريحة واسعة من الشعب اليمني متعمداً إثارة الفتنة والنعرات الطائفية. وأكد المحامي أبو طالب ل"الجمهور" جديتهم في متابعة الدعوى، وقال بأنهم لن يتوانوا في ذلك.. منوهاً بأنهم ليس لديهم حقد شخصي مع صعتر أو مسؤولي الفضائية أو أي شخص آخر، وأن هدفهم من رفع هذه القضية هو قطع دابر مثيري الفتن والنعرات الطائفية ووضع حد لكل من تسول له نفسه الإساءة لأي طرف بما ليس فيه والتشهير به من أجل تحقيق مكاسب سياسية. مشددا على ضرورة أن تمتثل كافة التيارات السياسية والدينية لمبدأ التعايش والقبول بالآخر.. مطالباً كافة الساسة وعلماء الدين إلى عدم الانجرار لكلما من شأنه إثارة الفتن وزرع الأحقاد وتوسيعها.. مشدداً على ضرورة التزام وسائل الإعلام الرسمية والممولة من الشعب، بالحياد تجاه مختلف مكونات الوطن وفهم رسالتها تجاه المجتمع. لافتاً في ختام تصريحه ل"الجمهور" إلى أن كثيراً من الحقوقيين والصحفيين تواصلوا معهم وطلبوا الانضمام إلى قائمة رافعي الدعوى مشددين على أهمية متابعتها. ووفقاً للدعوى فإن عبدالله صعتر قام خلال برنامج تلفزيوني مباشر بثته فضائية "اليمن" الرسمية بتوجيه افتراءات تمس رموزاً وأفراد شريحة كبيرة من المجتمع اليمني وهي شريحة (الزيدية) وأورد مزاعم وأكاذيب، منها أن عبدالملك الحوثي يجبر الناس على تقبيل قدمه وأن أتباع هذه الشريحة يقذفون أم المؤمنين عائشة "بالزنى" بغرض التشويه والإساءة، بحسب ما ورد في ملف الدعوى.. وتأتي هذه القضية في الوقت الذي يواصل فيه عبدالله صعتر خطبه المثيرة للجدل والاستياء في ساحة الاعتصام بصنعاء، آخرها الخطبة التي ألقاها مساء الأربعاء 9/5/2012م من منصة الساحة أمام بوابة جامعة صنعاء والتي دعا فيها المعتصمين إلى "إيقاف الفعاليات الثورية"، معللاً ذلك بأن "الوضع قد تغير اليوم".. متسائلاً: "على من نخرج ولماذا نتظاهر؟!.. فرئيس الجمهورية أصبح معنا ورئيس الحكومة منا". وأثارت هذه الخطبة استنكاراً واسعاً لدى شباب الأحزاب الشريكة لحزب الإصلاح في المشترك ومعهم الشباب المعتصمون من بقية الائتلافات والمكونات في الساحة، والذين قالوا إن في خطبة صعتر استهتاراً واستخفافاً واضحاً بجهودهم وتضحيات زملائهم، معتبرين ذلك إعلاناً استباقياً من حزب الإصلاح بالتنصل عن كافة القوى في الساحة ودليلاً إضافياً يؤكد انتهازية هذا الحزب وتنكرهم للساحة بعد أن وصلوا إلى السلطة وحققوا مكاسب سياسية ومالية كبيرة على حساب دماء وأرواح الشباب في الساحة.