تعاطي حزبه واللقاء المشترك مع فتنة التمرد والتخريب والإرهاب إلا أن إدراك حقيقة خطورة الفتنة وضرورة مساندة الدولة في جهودها الرامية إلى القضاء عليها، هو ما يمكن أن يقطع به المرء في حالة تجرده ولو قليلاً عن الإملاءات الحزبية الضيقة، كما هو الحال في التصريحات الصحفية إياها. الحسن أبكر- وحسب صحيفة "النداء" الأسبوعية - وإن بدا متدثراً بسجل حزبه الحافل بالمناكفات السياسية على رأس اللقاء المشترك، أكد في المحصلة النهائية على أن جميع الشرفاء والمخلصين من أبناء محافظة الجوف، مستعدون للقيام بمهامهم الوطنية في الدفاع عن المحافظة كواجب وطني، وذلك في مواجهة المتمردين الحوثيين طبعاً. ولأن رئيس مجلس شورى الإصلاح بمحافظة الجوف قد استدرك بالقول إن موقفه هذا ليس موقف حزبه وإنما هو موقف شخصي، وهو موقف كل قبائل الجوف، فقد أبان - من حيث قصد أو لم يقصد – معنى أن المواطنة بعيداً عن حسابات اللقاء المشترك والأجندة الذاتية لزعمائه، هي السبيل إلى تحقيق الاصطفاف الوطني الشامل للوقوف صفاً واحداً إلى جانب أبطال القوات المسلحة والأمن في معركة الدفاع عن الجمهورية ونظامها الوحدوي الديمقراطي، الذي يتهدده - بمعية المتمردين الحوثيين- حلفاؤهم في المشترك. ولقد كان الحسن أبكر في هذه الجزئية على أشد ما يكون من الصدق والوضوح.. فالمواطن – بعيداً عن دسائس المشترك وأهواء شياطينه – سيدرك بفطرته السليمة وصفائه الوحدوي مقدار ما يمثله الحوثي من خطر على الوطن وأمنه واستقراره، وعليه فإن الموقف الطبيعي من المواطن – أياً كان – لن يكون غير الشعور بمسؤولية الدولة في القضاء على هذه العصابة الإجرامية، ومن ثم مساندتها في هذا السبيل بالقول والفعل.. والذين ارتهنوا لاعتباراتهم الحزبية الضيقة بوصفها خياراً ثابتاً سيضحون بالوطن ومصالحه الكلية في سبيلها، فيكفيهم من إصرارهم في التعاطي مع فتنة الحوثي على مداهنته والانتصار له انتقاصاً من الحاكم وإضراراً بالوطن والمواطنين، كما هو حال أحزاب اللقاء المشترك، أنهم سيفيقون وقد نبذهم الوطن وأناسه، على ارتهانهم لسجن أهوائهم الضيقة التي لا يستطيعون الفكاك منها.. وكفى به نبذاً طال من قبلهم السامري الذي أسرفوا في التشبه به وانتهاج سلوكه.