اثناء الحرب الباردة وحتى هذه اللحظة يبرز تفوق الغرب وقوته في ماكنة اعلامه المتطورة، ذلك الجيش الإعلامي "العرمرم" بعملية ممنهجة سلفاً استطاع تجييش الوعي العربي- المتخلف اصلا- بما يحقق مصالحه في المنطقة، لم تكن أول انتاجات تلك الماكنة بضاعة (الجهاد) ضد الشيوعية في أفغانستان.. حرب شنت بالوكالة ثأراً لكبرياء مهدورة بوحل هزيمة لعب فيها دعم الرفاق الروس للمقاومة الفيتنامية دوراً حاسماً، كما انه ليس بآخر انتاجات "العرمرم" الإعلامي أكذوبة (ثورات الربيع العربي) التي اطاحت بأنظمة بليدة متعفنة طالما فسادها شكل عبئاً على الغرب.. "معمعة" كان "الجنوب" في وسط عاصفتها بحكم موقعة الاستراتيجي فأصابته مؤامراته التي نعاني منها حتى اللحظة.. الاشكالية انه أثناء مقاومة شعبنا للتخلص من آثار تلك المؤامرات يصطدم مع مصالح قوى إقليمية ودولية جاهدة تبدع حلولاً ومبادرات للأزمة اليمنية على حساب تطلعات الجنوبيين في الحرية والسيادة، أمام ذلك التحدي كان يفترض بالضرورة على النخب السياسية الجنوبية استدعاء مصالح أقليمية ودولية معاكسة لاستعادة توازن القوة الذي اختلاله قاد إلى انتصار القوات الشمالية بحرب صيف 94م.. غياب روح المبادرة وتحمل المسؤولية عند النخب الجنوبية جعل (الحراك) يراوح مكانه، رغم نضوج الوضع الثوري بسبب غياب أفق خارجي مساعد لانتصار الحراك التحرري الجنوبي. لا شك أن الطيش الثوري للرفاق جعلهم (يمرون) بسلاسة.. رب ضارة نافعة غدر شريك الوحدة اليمني ساهم باستفاقة الوطنية الجنوبية لأول مرة بأبهى صورها في (الحراك)، حتى لا نكون جاحدين شجاعة المناضل الرمز الرئيس علي سالم البيض وقراره التاريخي بفك الارتباط 21 مايو 1994م، نقول إنه بذلك أعاد للوعي الجمعي الجنوبي ذاكرته وهويته الوطنية، بناء على تلك المقدمة نرفض محاولة الالتفاف على الشرعية التمثيلية الرمزية الحقوقية للأخ الرئيس البيض.. لم تعد المسألة تخضع للموقف الشخصي بقدر ما هي التزام نضالي يشكل المدخل الذي يحقق تطلعات شعبنا الجنوبي وحراكه التحرري.. حقيقة موضوعية تجعل من محالة استهداف رمزية الرئيس البيض تخدم في المحصلة النهائية مخطط ادامة الاحتلال.. مرة أخرى نكرر تحذيراتنا من انفعالات الطيش الثوري للرفاق فقضيتنا وطنية لا تحتمل (الشخصنة)، لذلك نعود ونكرر عاد (الجنان) يشتي (عقل) يا رفاق لأننا نحسن الظن، ورفضاً للتخوين نذكر ان القوى الاقليمية والدولية التي تدفع البعض للتطاول على آخر قلاع الشرعية الجنوبية ممثلة بالرئيس البيض، هي ذات القوى الداعمة للتحالف التقليدي الحاكم في صنعاء (حكومة الوفاق)، بالتالي أي خير قد يرجى منها؟!. نصيحة لوجه الله اجعلوا خاتمتكم مسكاً كما هي بالأصل، قبل أن تنخرها استشارات الوسواس الخناس والمقبوض ثمنها من (اللجنة الخاصة). منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن [email protected]