قديماً قالوا: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" وقالوا أيضاً: "إذا لم تحب وطنك احتقرك التراب" ذلك ما ينطبق تماماً قولاً وفعلاً على أحزاب المشترك، التي تركت انطباعاً لا خلاف حوله، وهو أنها لا تعمل للوطن أية قيمة تعلو فوق كل ما عداه، ولا اعتباراً لثوابته العليا وهي تتجرد من مسؤولياتها الوطنية بكل سهولة ويسر عندما تجعل تلك القيم مجرد سلع للبيع والشراء في سوق المتاجرة والمزايدة السياسية الرخيصة خدمة لأهدافها ومآربها وتنفيذاً لأجندة خارجية مشبوهة. في الحرب المشروعة التي فرضت على الدولة في مواجهة المتمردين الخارجين على الدستور والقوانين في صعدة، وبالتوازي مواجهة الجماعة الانفصالية التخريبية التدميرية في بعض مناطق ومديريات الجنوب، لم نجد هذا "المشترك" إلا متفرجاً ساذجاً متجرداً من مسؤولياته وهو يشاهد تلك الأحداث من على مقاعد وثيرة وهو يبتسم تارة، وتارة أخرى يطلق الضحكات البلهاء الصفراء. يتحرك فقط في الاتجاه المعاكس عندما تقوم الدولة بفرض هيبتها وتنفيذ سلطات القانون والنظام والعدل، انطلاقاً من واجباتها ومسؤولياتها الدستورية والقانونية في حفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين وردع المجرمين والمتمردين والمخربين الخارجين على النظام والقانون، عندها ترتفع أصواتها النشاز لمطالبة الدولة بالتخلي والكف عن أداء دورها ومسؤولياتها الوطنية والدستورية والقانونية. جماعة هذا " المشترك" وأركانه باتت اليوم مكشوفة تماماً أمام الشارع السياسي والرأي العام، وهي تلعب أدوارها المتناقضة والغريبة والمشبوهة تجاه قضايا الوطن والشعب المفصلية التي لا تحتمل المواربة أو التسويف، فهي لا تتورع وبعنجهية غريبة أن تطالب الحكومة بالقيام بدورها ومسؤولياتها بتطبيق القانون والنظم على الجميع وردع أي تجاوزات أو انتهاكات من أية جماعة أو فرد كان، لكنها وفي نفس الوقت لا تتردد أن تقوم وبصوت عالٍ بتمثيل دور هيئة الدفاع عن نفس تلك العناصر الإجرامية والتخريبية والتدميرية، التي تستهدف الوطن وشعبه ومقدراته ومسلماته من أمن واستقرار وسكينة عامة ومحافظة على أرواح وسلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وهي تدري وتعي وعن ادراك كامل أنها بذلك أصبحت معهم في ذات الخندق، فلا فرق البتة بين القاتل والمحرض والمخطط لجريمة القتل، كما لا فرق اطلاقاً بين من يشعل فتيل الحرائق أو من ينفخ سمومه المريضة فيها لتظل مشتعلة وتأتي على كل شيء حتى وأن كان ذلك هو الوطن والشعب والثوابت والمقدرات العليا فذلك في نهجها لا يهم، فالمهم عندها أن يصار كل شيء إلى رماد ودمار وخراب. أمام هذه الحالة والمشهد المؤسف والمخزي والرعونة والعبث يصعب الحديث عن معارضة يقودها هذا " المشترك" الذي لا هدف أو نهج له سوى أن يرى هذه البلاد وقد احيلت إلى كومة من الرماد وقودها الشعب والمواطنون الأبرياء.. نعم عن أية معارضة نتحدث في وقت تخرج علينا تلك الأصوات الحزبية المأزومة والمنكسرة المجردة من مسؤوليتها الوطنية ورسالتها السياسية، وهي تدافع وتتبنى مواقف المجرمين والمخربين والمارقين على الدستور والقوانين؟!!. لكن في الأخير لا يصح إلا الصحيح، وعليه فإن على جماعة "المشترك" ومعها تلك الفئات المتمردة والضالة والخارجة على الدستور والإجماع الوطني أن يدركوا تماماً أنهم بمسالكهم تلك إنما يعلنون عن ضعفهم وفشلهم ويسيئون لأنفسهم قبل غيرهم، ويعلنون عما لحقهم من هزيمة وضعف وانكسار، هكذا سيراها أبناء الوطن المخلصين الشرفاء لأنهم على وعي وإدراك بالأشياء أكبر من أن تستوعبه عقولهم المريضة الخربة. ولأنهم يدركون أيضاً أن الوطن أعظم وأكبر من عبثهم وألاعيبهم تلك، وهو عصي على كل مغامر متهور لا يعرف معنى وقيمة الوطن وإرادة الشعب الأبي الوفي المخلص التي تمثل خط الدفاع الأول والأمامي عن ثوابته ومقدراته وقيمه العليا، والتي دونها الموت وتقديم الأرواح والدماء هينة رخيصة.