ليس ثمة فرق بين من يكرس ثقافة القتل ويحث عليها وبين من يقتل، بل إنهما إن لم يكونا في الجرم على حدٍ سواء فإن الذي يشتغل على ثقافة الجريمة أشد خطورة من المجرم المنفذ، لأن الأول يصنع الكثير من المجرمين فيما الثاني ليس سوى مجرم واحد، ومن هنا جاء في القرآن الكريم إن " الفتنة أشد من القتل ". بهذه المقدمة نأتي إلى بيان ما يسمى ب " المجلس الوطني الجنوبي " ويتزعمه "باعوم" الذي حمل فيه مجلس الحراك بزعامة "علي سالم البيض" مسئولية الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة الضالع لاسيما جرائم القتل التي ارتكبت من قبل عناصر الحراك وأودت بحياة عدد من أبناء الصبيحة حسب البيان الذي خصهم بالذكر . وإذا كان في هذا البيان من جديد فإنه ليس سوى تنصل القتلة عن جرائمهم من خلال محاولة بعضهم دفعها عنه وإلصاقها بالبعض الآخر، فيما هم في الأصل شركاء في الفتنة والحث على الجريمة وارتكاب الإثم وسفك الدم الحرام. وبقدر ما يعني تحميل باعوم تبعات جرائم الحراك الانفصالي على علي سالم البيض اعترافاً منه بمدى وحشية الإستراتجية الانفصالية التي خططا لها معاً بالإضافة إلى زملائهم الانفصاليين فإن هذا الاعتراف لا يبرئ ساحة باعوم ومجلسه الانفصالي وإنما يكشف عن تبادل للعب أدوار همجية الانفصال، ففيما يحرض طرف على الفتنة ويكرس ثقافة القتل والعدوانية يتولى الطرف الآخر في الحراك الانفصالي ذي الهدف الواحد كبر تنفيذ الجرائم وقتل النفس الحرام وإزهاق الأرواح البريئة وإهلاك الحرث والنسل