رفسنجاني: لا يجوز الحديث عن عزة الشيعة في شمال اليمن أو في جنوب السعودية.. أو عزة لبنان وتجاهل عزة إيران نجاد: التراجع عن تصدير الأثنى عشرية تراجعاً وخروجاً عن نهج الإمام الخميني موسوى: الرئيس نجاد ألحق العار بالبلاد على الساحة الدولية.. خلق بؤر توتر في المنطقة في اليمنوفلسطينولبنان والعراق
"المصباح الذي يحتاجه البيت حرام على الجامع".. موقف رفعه القيادي الإيراني الإصلاحي البارز مير حسين موسوي الذي جدد دعوته لحكومة بلاده ورئيسها "نجاد" الابتعاد عن دعم ميليشيات وحركات خارجة عن النظام والقانون، ودافع عنه شباب يرون أن مشكلاتهم أولى بالدعم الذي تقدمه حكومة بلادهم لتنظيمات وجماعات وحركات متمردة في دول عربية وإسلامية عدة. الجمهور / عبدالناصر المملوح وفي هذا السياق المستنكر لدعم وتبني إيران للتمرد الحوثي في اليمن، تناقلت مواقع الكترونية مقربة من المعارضة الإيرانية بثها "بارلمنت نيوز"، و "الموج الأخضر" عن موسوي – مرشح الإصلاحيين الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت مؤخرا- قوله "بأن الرئيس نجاد ألحق العار بالبلاد على الساحة الدولية وأنه عرض مكانتها للخطر، باتباعه سياسات طائشة".. مشدداً على أن سياسات نجاد سببت لإيران "توتراً واضطراباً وعدم ثقة" بل أضيف إليه: ان نجاد الذي بدد 380 مليار دولار من عائدات النفط خلال فترة رئاسته الماضية على التسلح وتمويل حركات التمرد خارج إيران خلق بؤر توتر في المنطقة في اليمنوفلسطينولبنان والعراق، وهذا ما جعل كل جيرانه يتوجسون قلقاً من نياته، جراء ممارساته بعد أن تدخل في شؤون الآخرين. مهام الحرس الثوري تيار المحافظين في إيران ينطلقون من وجهة نظر مغايرة لوجهة نظر موسوى والإصلاحيين بشكل عام مفادها "إن المرشد العام هو الحاكم وصاحب القرار الأول في البلاد، في حين يقود الرئيس المنتخب السلطة التنفيذية" ويضمن الدستور الإيراني في المادة العاشرة بعد المائة، للمرشد العام حق تعيين السياسة العامة لنظام جمهورية إيران.. وعزل رئيس الجمهورية، كما تتضمن أدبيات ولوائح النظام الإيراني.. إن الحرس الثوري الذي بات يعرف دولياً كقوة إرهابية يتبع مؤسسة الدولة في إيران ويتولى حمايتها وتنفيذ أوامرها، وهي قوة صممت بالأساس لممارسة النشاط الإرهابي عالميا تحت واجهة دعم حركات أسموها بالتحرريين والنشاط الإسلامي في دول العالم أجمع، تنفيذاً ذاتياً، وبالنيابة عبر الدعم بالتدريب والسلاح والتمويل والإيواء والتوجيه والتثقيف والتخطيط. ومهمتها المعلنة والسرية هي تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى جميع البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، الممكنة والمتاحة وفي مقدمتها العنف الدموي على وفق قواعد الإرهاب، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 81م أي بعد انهيار نظام الشاة بعامين وتزامنا مع الحرب الإيرانية العراقية وبروز حاجة النظام الإيراني إلى تنشيط فعالياته عالميا كما كان يوجه الخميني. ليس بمقدور الرئيس ضبط "الحوزة" ووفقا للدستور الإيراني واللوائح والنظم.. فإنه ليس بمقدور الرئيس المنتخب وحكومته السيطرة على تصرفات الحوزة ومن أمثلة ذلك تصدير الفكر الشيعي الذي لا علاقة لإيران كنظام سياسي به وفقاً للدستور الإيراني، بل تقوم به "الحوزة" ولها ملحق ثقافي في كل السفارات الإيرانية ويتبع الحوزة بشكل مباشر، وهي من يمنح لقب آية الله وآية الله العظمى. ولعل هذا – وفقا لمحللين إيرانيين، ما استند إليه موسوي في محاججته الرئيس نجاد.. عندما قال "إن نفي نجاد دعم حكومته للحوثيين شمال اليمن وتنويهه إلى أن الدعم الذي يحصلون عليه إنما هو من قبل الحوزات أو منظمات وجمعيات دينية، يعتبر إقراراً من قبل نجاد بوجود دعم وتبني إيران رسمياً للتمرد الحوثي.. باعتبار أن الحاكم في إيران هو السلطة الدينية.. (المرشد العام، الحوزة).. وليس الرئيس نجاد وحكومته بشكل عام". هذا الطرح غير المسبوق من قبل موسوي المسنود كما يقول الرئيس نجاد من قبل خاتمي ورفسنجاني، لقي مساندة واسعة من قبل محللين ومراقبين سياسيين إيرانيين. حيث يقول آية الله شمس الدين شريعتي مستشار خاتمي يوم أن كان رئيساً للجمهورية "النظام داخل إيران يقوم على ركيزتين جمهورية وإسلامية بينما يقول المحافظون جمهورية إسلامية إمامية وهذا الموضوع في الأخير يجعل إيران نظاماً استبدادياً من الدرجة الأولى، فالمرشد يعتبر وفق الحق الإلهي المفوض كنائب عن الإمام المنتظر الغائب والذي يعتبر وفق منظومة الاعتقاد الفلسفي لدى الشيعة له ما للملائكة والأنبياء المرسلين وأنه لا يخطئ، فمنصب الإمام منصب إلهي مقدس وهذا هو فخ النظام الإيراني حاليا لأن كل شيء في الأخير بيد شخص غير منتخب ومحدود الطاقات في واقع الحال". وأضاف آية الله شمس الدين: "تقوم المؤسسات في أية دولة بأمرين الأول: تلبية الرغبات المادية والروحية للناس، والثانية: إدارة الصراع بين مكونات المجتمع بطريقة سلمية مع إتاحة الفرصة للجميع للصعود إلى مراكز القرار، وبالنسبة لإيران فإن مؤسسات القرار السياسي غير موجودة، وهي محتكرة في يد المرشد الذي تنتهي عنده الديمقراطية وكذلك فإنه يمثل الفكرة وهو من يفصح عنها ويفسرها للناس". ويشير شمس الدين إلى أن الخميني استحدث منصب المرشد الأعلى للثورة ليكون القائد الحقيقي للكل، أوجد مؤسسات خارج نطاق الهيكل الديمقراطي لأية جمهورية ويتحكم بها شخص واحد هو المرشد، وهذا عمل تداخل كبيراً في سير الأمور داخل إيران وفي الصلاحيات، ولذلك دائما ما يسعى المرشد إلى إيجاد شخص ضعيف في منصب رئيس الجمهورية تماما كما هو الحال الآن مع محمود احمدي نجاد، فوجود رفسنجاني أو خامنئي أو خاتمي كأشخاص أقوياء يمثلون مدارس فكرية برأي البعض لا يمكن للمرشد أن يتناغم معهم، لأنهم يضيقون بالصلاحيات الواسعة له ويسعون لممارسة صلاحياتهم بشكل أكبر. سياسة نجاد عزلة إيران ونقل موقع "الأخضر" الإصلاحي عن محلل سياسي إيراني قوله: "إن معركة مفتوحة منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة تفجرت بين الرئيس نجاد ورئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني قد وحدت معظم شخصيات المؤسسة بما في ذلك الرئيس الأسبق محمد خاتمي ورئيس البرلمان علي لاريجاني ضد الرئيس "نجاد" الذي اتهمهم بالوقوف والمساندة لموسوي في الانتخابات، ودعمهم لكلما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.. واتهم رفسنجاني وأسرته بالفساد. وأشار المحلل إلى أن خلافاً دب بين خصوم نجاد في النخبة السياسية بشأن الكثير من القضايا لكنهم جميعا يعتقدون أن سياسته الخارجية فاقمت من عزلة إيران. وفيما تواصل قناتا "العالم" و "الكوثر" الإيرانيتين حملاتها الإعلامية المضللة بشأن ما يحدث في صعدة وبشكل بدا للمشاهد وكما لو أن محافظة صعدة إيرانية لا يمنية، وفيما يواصل الرئيس نجاد تشديده على أن التراجع عن تصدير الاثنى عشرية تراجعاً عن نهج الإمام الخميني.. قال حسين علي منتظري في بيان نشر في موقعه على الانترنت "آمل أن تستيقظ السلطات قبل فوات الأوان ومزيداً من تلطيخ سمعة الجمهورية الإيرانية".. وأضاف "عليهم على الأقل التحلي بالشجاعة ليعلنوا أن هذه الحكومة لا علاقة لها بالجمهورية ولا بالإسلامية، طالما لا أحد يحق له الاعتراض أو حتى إبداء الملاحظات". د. زادة: إيران متورطة من جهته أكد رئيس مركز الدراسات العربية – الإيرانية الدكتور علي زادة أن طهران متورطة في دعم ومساندة عناصر التمرد الحوثي في محافظة صعدة، مساعدتهم من خلال مدها لهم بالأسلحة.. مشيراً إلى أن هناك مصالح استراتيجية للحكومة الإيرانية من الأحداث التي تدور في اليمن، وأوضح زادة لدى حديثه لبرنامج "أجندة مفتوحة الذي تبثه مؤخرا قناة ال((B.B.C أن هناك تعاطفاً إيرانياً مع الحوثيين شمال اليمن، مؤكدا بالقول: "هناك جزء كبير من السلطة في إيران وهو الحرس الثوري وفيلق القدس وبعض المراجع في "قم" متعاطفون مع الحوثي – حسب تأكيداته". وقال الدكتور زادة "إن هناك توجهاً في إيران يشير إلى أن على طهران عدم التدخل في شؤون اليمن".، موضحا أن السيد مير حسين موسوى المنافس للرئيس احمدي نجاد أثناء الانتخابات الرئاسية في إيران عندما كان يتحدث عن مشاريعه وسياسته الخارجية وجهت له بعض الأسئلة حول تدخل إيران في شؤون فلسطينواليمنولبنان ودول الخليج، والتي رد موسوى عليها بأنهم سيتعاملون مع الدول وليس مع جماعات متمردة وذلك في إشارة منه إلى سياسة إيران الخارجية وتورطها في دعم التمرد الحوثي في اليمن. وكان موسوي قد كرر شعاراً أثار الكثير من النقاش في إيران عندما أكد أنه "لا يجوز الحديث عن عزة الشيعة في شمال اليمن أو في جنوب السعودية.. أو عزة لبنان وتجاهل عزة إيران في إشارة إلى أن الوفاء بحاجات الشعب الإيراني أولوية تتقدم على الخارج".. ومن ردود الأفعال اتهام "نجاد" لصاحب الشعار موسوى بأنه مجرد ببغاء يرد ما يمليه عليه رفسنجاني، في إشارة منه إلى أن رفسنجاني هو صاحب الشعار وفقا لما جاء في خبر بثه راديوا فاردا. من جهته اتهم مهدي كروبي- أحد المرشحين للرئاسة في الانتخابات الأخيرة الرئيس نجاد ب"خداع الشعب" وقال في المناظرة التلفزيونية التي جمعتها قبيل الانتخابات وتحديداً ليل الأحد ب"يونيو" واستشعر خطراً ولا شيء أسوأ من أن تكذب السلطة على الناس.