أبو جلال عمي عبدربه الفضلي, بالمناسبة هو فضلي حقيقي ليس كما الشيخ الفضلي المزور تربية الخوارج الوهابية، بعد طرده وهو في اللفة من زنجبار عند عودته من افغانستان لم تسمح تلك الدولة الحاضنة له بدخوله أراضيها فكفله العسكري المنشق علي محسن الأحمر، ليستخدمه بعد ذلك دليلاً على أرض الجنوب وأبين وآل فضل. في مقابلة له مع قناة (سي.ان.ان) الامريكية قرع ناقوس الخطر، منبهاً قوى الثورة الحقيقية من تآمر أممي اقليمي بتعاضد مع القوى التقليدية الرجعية بصنعاء ومعسكراتها وأحزابها وكهوف قبائلها، عندما أشار بوضوح إلى مسألة الحل الأممي للأزمة اليمنية الذي سيكون ملزماً بقرار الشرعية الدولية.. تحدٍ بذلك الحجم يهدد بإسقاط الثورة أممياً بينما قوى الثورة الحقيقية تتمثل في الحراك التحرري الجنوبي، الحوثيون وقوى التقدم بساحات صنعاء وتعز مشغولون بكيفية التهرب من اعتراف كل منها بالآخر هرباً من استحقاق ما بعد سقوط النظام!!. حراكياً للأسف حنبنا بالمؤلفة قلوبهم الذين يعيقون سير حركة قطار رؤية القاهرة بحجة انتظار ركوب حلم بروكسل، الذي اعتراضنا الوحيد عليه انه أراد -مع الأسف- ان يحتكر لنفسه فقط صفة تمثيل إرادة الأمة بالتحرر والاستقلال.. لن نخوض في تلك المماحكات باعتبار ان استعادة الجنوب تتطلب حرية الحركة ما بين سقوف الحد الأعلى والأدنى إن أجدنا لعبها جيداً، أما السير على خط واحد عند أي سقوط يعني الخروج من الحلبة السياسية لا قدر الله. فاللحظات التاريخية لا تتكرر وحتى لا يذهب الجهد هباءً منثوراً علينا اغتنامها، من خلال التعجيل بقيام تحالفات مبدئية تعجل بالانتصار الكامل والناجز للثورة.. بالتأكيد من الصعب بناء مثل تلك التحالفات إن لم تبن على الوضوح وتكون معبرة عن حاجات أطرافها المتعددة، الأخوة في الساحات الشمالية -ذلك حقاً لهم- يتمحور نضالهم بغاياته النهائية في سقوط النظام وبناء الدولة المدنية العادلة الديمقراطية.. الأمر يختلف جنوباً وحراكياً حيث تلك الخطوات ما هي إلا مدخل للاعتراف بالحق الجنوبي، كما نتشارك كجنوبيين مع شباب الساحات من قوى التقدم والحداثة كذا مع الأحرار الحوثيين في مسألة "إسقاط النظام" بشقيه السلطة الحاكمة ومعارضتها ممثله بأحزاب اللقاء المشترك، كونها قوى رجعية متخلفة يجب ان ترحل فوراً دون تردد, بالمقابل من المفترض أن يبادر الحوثيون وشباب الساحات كقوى ثورية حداثية إلى توصيف واقع الحال في الجنوب بعد حرب صيف 94م الظالمة، باعتباره من وجهة نظرنا (احتلالاً) يجب ان يزول أولاً، ثم بعد ذلك احترام خيارات ماذا يريد الجنوبيون؟! أما الاستمرار بحوار الطرشان كما هو جارٍ الآن فهو مضيعه للوقت، تمكن قوى الثورة المضادة المتحالفة والمكونة من بقايا نظام الرئيس صالح، أحزاب اللقاء المشترك، العسكرتارية، المشيخية، "راديكالية" الوهابية، من الالتفاف على الثورة الشعبية السلمية، وإعادة إنتاج النظام تحت مسميات جديدة، لهذا نكرر بصوت عالٍ: إن أصحاب الحاجة بذلك التحالف هم المعنيون أساساً بطلبه قبل فوات الأوان.. هنا لأننا أصحاب مصلحة ننصح الأطراف المعنية بالتحالف بالابتعاد عن حوارات الغرف المغلقة، أو عبر المجاملات الانشائية التي لا تقيم مداميك حقيقية لجسور الثقة بين القوى الثورية الثلاث المعنية به.. حوارات الهواء الطلق في الساحات العامة وحدها المثمرة والصحية التي لا يخجل منها أي طرف, إنجاح عملية ثورية كهذه تتطلب جراءة ثوار مناضلين يعترف كل منهم بالآخر وحقوقه، كما أن خطوة كهذه ضمانة لعدم العودة مرة أخرى للدولة الظالمة بصورة أخرى.. طبعاً خطوة تقدمية بهذا المستوى غير المسبوق ستجد مقاومة لها من الواقع الفاسد الراهن، عزيمة الثوار الحقيقيين وحدها قادرة على تخطيها. *منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن