كان الناس إلى فترة قريبة يعتبرون العلوم الطبيعية تخل بالعقيدة، فدراسة الفيزياء والكيمياء والفلسفة بالنسبة للبعض من وسائل الشك، ومن أسباب خروج الإنسان على عقيدته، مع أن العلوم الطبيعية ساهمت في رقيّ الإنسان وسهّلت له سبل الحياة. ونحن نعيش هذه الأيام تظاهرة افتتاح جامعة الملك عبد الله، نتمنى أن تنهي حالة التوتر مع العلوم الطبيعية، حيث ستكون هذه الجامعة من الصروح الهامة في المنطقة التي تدرس النظريات العلمية وتؤسس للابتكار عبر المختبرات المتطورة. كما يمكن قراءة بوادر ولادة عصر علمي جديد بالجائزة التي حصدتها البروفيسورة غادة عبد الرحمن المطيري حيث حصلت على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولاياتالمتحدةالأمريكية NIH، وحسب البروفيسورة فإن ابتكارها عبارة عن اكتشاف معدن يمكن أشعة الضوء من الدخول إلى جسم الإنسان في رقائق تسمى الفوتون، وبما يمكن أخيرا إلى الدخول إلى الخلايا دون الحاجة إلى عمليات جراحية، غادة المطيري تعمل حاليا أستاذة في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، وتطمح إلى مزيد من الأبحاث، وهي تمتلك معملا خاصا قيمته مليون دولار منحتها إياه الولاية، لإجراء الأبحاث بمشاركة فريق عمل من العلماء النوابغ. كل تلك الأخبار تجعلنا نعود إلى مبدأ التفاؤل والأمل الذي غاب طويلاً بعد طول نقد وطول سجال، لم يعد رفض تعليم مجالات العلم الطبيعي فعالاً الآن بعد أن أصبحت هذه الجامعة واقعاً، يؤمّل الناس أن تكون بداية الحل لمشاكل منطقتنا وهي مشاكل تعود إلى التخلف العلمي والمعرفي بالأساس، إن وجود مثل البرفيسورة غادة المطيري وهي في بداية الثلاثينات من عمرها ونشر أخبار المبدعين والمبتكرين من الضروريات من أجل تجاوز المواقف القديمة التقليدية من العلوم والمعارف. قال أبو عبدالله غفر الله له: ولئن كان بعض الناس يظنون أن درس العلوم التي تحرّك العقل مظنة فساد العقيدة، واحتاط آخرون من تدريس أبنائهم في التخصصات ذات الطابع المعرفي، فإن التطور الذي نشهده الآن ليس سهلاً، بل احتاج إلى سنوات طويلة من أجل أن يبدو للعيان، إذ لا يمكن إلغاء قناعة اجتماعية بالمقالات والكتابات فقط، وإنما الذي يغير القناعات الخاطئة المشاريع المتجددة، والقادة الذين يمضون قدما في سبيل رقي مجتمعاتهم دون الالتفات إلى المثبطين، كما فعل الملك عبدالله، وهو يدعم مشروعاً رائعاً كهذه الجامعة العلمية الراقية، وأكده أول من أمس بتأكيده ألا خصومة بين العلم والإيمان إلا في النفوس المريضة... وهذا سبب احتفائنا بالمشاريع التي تخدم العلم. (عن الوطن السعودية)