علق الكاتب البريطاني بيل لو على أزمة الخليج بالقول إن السعوديين والإماراتيين تبنوا نهجاً صارخاً وغير منضبط في التعامل مع قطر، في الوقت الذي أثبت فيه القطريون أنهم أكثر حنكة من الناحية الدبلوماسية. وقال الكاتب في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني إن بيان اجتماع وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر في القاهرة الذي تضمن تقليص المطالب ال 13 إلى 6 مبادئ أساسية، يؤكد أن النهج الصارخ الذي اتبعته هذه الدول ضد قطر كان خطأ فادحاً. وأضاف أن المطالب ال 13 كانت تهدف لاستسلام غير مشروط من قطر، وتمثل هجوماً لم يسبق له مثيل على سيادة واستقلال دولة شقيقة في مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن وزير الخارجية القطري قال إن الجميع يدرك أن هذه المطالب تهدف إلى المساس بسيادة الدولة، وتقييد حرية التعبير، وفرض آلية التدقيق والمراقبة عليها. وأوضح الكاتب أن مشكلة السعوديين والإماراتيين الآن تكمن في أن المطالب ال 13 لم تدع لهم فرصة أخرى للتصعيد، فإما البقاء أعلى التل أو السقوط تدريجياً. وأضاف أنهم لم يتجرأوا إلا بعد خطاب دونالد ترمب في 21 مايو في الرياض، وتغريداته المبكرة التي تنم عن جهل عميق بأن قطر كانت مصدر كل تمويل الإرهاب. وتسائل قائلاً: هل لم يكن ترمب يعرف أن هناك 10 آلاف موظف خدمة في «العديد»، وهي أكبر قاعدة جوية أميركية خارج البر الرئيسي الأميركي، وأن هذه القاعدة تقع في قطر؟ إن الأمر لم يستغرق وقتاً طويلاً بالنسبة للبنتاجون ووزارة الخارجية، حيث أبلغا القائد العام أنه لن يكون من الجيد عزل وعداء القطريين، فهم أكثر الخليجيين دعماً للجيش الأميركي. وذهب الكاتب إلى القول: إن محمد بن سلمان، وشريكه في الحملة ضد قطر، ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، بدأا يدركان أنهما يخسران حرب العلاقات العامة، وبعد انقضاء مهلة ال 10 خرجت عصابة الأربعة في القاهرة ببيان يخلو من لغة الطلب، ويتضمن عبارات دبلوماسية مباشرة. ورأى الكاتب أن الاستراتيجية الآن قد تكون العودة إلى ذلك الوفاق الذي رتبه الكويتيون عام 2014، عندما سحب السعوديون والإماراتيون والبحرينيون سفراءهم احتجاجاً على ما اعتبروه علاقات وثيقة مع إيران. وأوضح أن السعوديين والإماراتيين لم يتبنوا نهجاً منضبطاً في التعامل مع قطر، بل تبنوا أسلوباً صارخاً ومفاجئاً، سبب للقطريين صدمة؛ لكن القطريين أثبتوا أنهم أكثر مهارة في لعبة الدبلوماسية، وتصرفوا مثل راشدين في غرفة أطفال، وظلوا باردين وهادئين ومتحدين، في وقت كانت وسائل الإعلام في السعودية والإمارات تعاني من حمى الحرب. وأضاف: لقد قال القطريون: «نحن منفتحون على الحوار، ولكن من فضلكم أبعدوا السلاح عن رؤوسنا»، مشيراً إلى أن الأميركيين والألمان والإيطاليين وحتى وزارة الخارجية البريطانية المترددة، قد قالوا بهدوء نفس الشيء. ومضى الكاتب للقول: «لا شك أن قطر لن تقدم الكثير، وأنه سيتم استعادة العلاقات الهادئة والدبلوماسية، لكن بعد وقت ليس بقصير، وأشك في أن السعوديين سيسعون الآن إلى فرض عقوبات كبيرة أخرى، وكذلك الإماراتيين الذين يعلمون أن القطريين يواصلون نقل 2 مليار قدم مربع يومياً من الغاز عبر سلطنة عمان عبر خط أنابيب دولفين إلى الإمارات بأسعار أقل من السوق. وطوال الأزمة، قال القطريون على الدوام إنهم لن يقطعوا الإمدادات، وهذا دليل أكثر على النضج القطري في التعامل مع العداء.