أوضح الاستبيان الخامس لساحة شباب اليمن، إحدى مشاريع إذاعة هولندا العالمية، حول الشباب وسوق العمل في اليمن أن نسبة كبيرة من الشباب اليمني متشائمون من فرصة حصولهم على وظيفة في سوق العمل. ووفقا للاستبيان فقد اعتبر 44% من الشباب أن مثل هذه الفرصة ضعيفة أو ضعيفة جدا، بينما رأى 28% أن فرصتهم متوسطة، فيما بلغت نسبة المتفائلين بإيجاد فرصة عمل 21%. وأظهر الاستبيان –الذي شارك فيه 1913 شخصا تتراوح أعمارهم بين 14 و 54 عاما. وكان 73% من المشاركين ذكوراً، و 27% إناثا- أن الشباب صغار السن، أي دون سن العشرين، أو بين سن العشرين والرابعة والعشرين، أكثر تفاؤلا بشأن الحصول على فرص عمل مقارنة بالأكبر سنا منهم. علاقات فاعلة وأظهر الاستبيان أن الشبكة الاجتماعية هي العامل الحاسم في الحصول على وظيفة، وأن الشباب أكثر تفاؤلا من كبار السن فيما يتعلق بفرصة الحصول على وظيفة. وفيما يتعلق بكيفية الحصول على وظيفة، والطرق التي تساعد على ذلك، تبين أن الغالبية العظمي من المشاركين يعتمدون على شبكتهم الاجتماعية في سعيهم للحصول على وظيفة، حيث تعتبر الأسرة والأصدقاء والمعارف المعين الأكبر في في ذلك. ولا يبدو هذا مستغربا، فحتى في الدول الغنية المتقدمة تلعب الشبكات الاجتماعية دور كبيراً في الحصول على العمل. وتبين أيضا من الاستبيان أن 2 من كل 5 أشخاص يعتمدون على الإعلانات في استكشاف سوق العمل والبحث عن وظيفة. ولكن الشريحة العمرية الأصغر من 25 عاما يبحثون بشكل أقل عن الوظائف بواسطة الإعلانات مقارنة بالشريحة العمرية الأكبر سنا. أما الشريحة العمرية الأكبر من 35 عاما فيبحثون عن الوظائف بواسطة شبكاتهم الاجتماعية. وأظهرت نتائج الاستبيان أن 69% من الشباب اليمني يفضل الحصول على وظيفة داخل اليمن، مقابل 31% فقط منهم يفضلون العمل خارج بلدهم. وبالنسبة للذين فضلوا العمل داخل اليمن فقد اختارت نسبة 63% منهم العمل في المدن والمناطق الحضرية بينما اختارت نسبة 4% العمل في الريف. قطاع عام أم خاص ؟ وأجاب نصف المشاركين بأنهم يفضلون العمل في وظيفة في القطاع العام بينما فضلت نسبة الربع العمل في الأعمال الخاصة والعائلية. وكانت نسبة الرجال يفضلون العمل في القطاع العام، أعلى من نسبة المشاركات في الاستبيان من النساء. وكان من اللافت أن نسبة النساء اللواتي يرغبن في البحث عن وظيفة في الشرطة أو الجيش أعلى من نسبة الرجال. وبشكل عام فإنه كلما كان عمر المشارك كبيرا تراه يبحث عن عمل في دائرة أعمال الأسرة، وتجده أقل ميلا لتفضيل العمل في قطاعات الشرطة والجيش. وتبين من الاستبيان أن نسبة 69% من المشاركين يجذبهم نحو وظيفة ما مقدار الراتب الذي يحصلون عليه، بينما أجابت نسبة 54% بأن التخصص بالإضافة للراتب هو ما يجذبهم نحو وظيفة بعينها. فيما اعتبرت نسبة 47% أن جو العمل هو العامل الأهم في اختيارهم للوظيفة. أما الموقع الجغرافي فقد رأي الكثيرون بأنه أقل أهمية وتأثيراً في اختياراتهم. وفي مقارنة بين نظرة الرجل والمرأة للوظيفة والعوامل الجاذبة لها فإن الراتب الشهري هو ما يجذب الرجال أكثر من النساء (71% نظير 61%). بينما كان جو العمل أكثر أهمية بالنسبة ل 55% مقابل 43% من الذكور. ويذهب نسبة 56 من الذين شاركوا في تعبئة الاستبيان الى ان العامل الحاسم في الحصول على وظيفة في اليمن هو الكفاءة في الوقت الذي ترى فيه نسبة 38% أن المعرفة والواسطة هي العامل الحاسم. لا اعتماد على القبيلة والحزب وأظهرت إجابات شباب اليمن تحولا مهما في الاتجاهات حيث قررت الغالبية العظمى من المشاركين أن القبيلة لا تعتبر مدخلا لسوق العمل، وهذا لا يعني أن القبيلة ليست مهمة في الحياة العامة في اليمن، بل يعني أن جيل الشباب لا ينظر للقبيلة لجزء من شبكته الاجتماعية في البحث عن عمل. وينطبق الحكم ذاته على الأحزاب السياسية إذ أكد 6 % فقط من المشاركين في الاستبيان أن الأحزاب السياسية تلعب دورا في الحصول على وظيفة. من ناحية الجغرافيا، يظهر أيضا أن ثمة فروقات نوعية في الطريقة التي يحصل بها الشخص على وظيفة. ففي صنعاء مثلا تلعب العلاقات الشخصية والشبكة الاجتماعية دورا رئيسيا في تمكين الشخص من الحصول على وظيفة، بينما يقل هذا الدور إذا اتجهنا غربا إلى ميناء الحديدة وجنوبا إلى ميناء عدن كما تبين من نتائج الاستطلاع. تتزايد اهمية الإعلانات ويتراجع دور الشبكة الاجتماعية نسبيا في عدن في مجال البحث عن عمل فنرى أن الإعلان يعتبر أكثر أهمية في عدن مقارنة بالأقاليم الأخرى.