اتهم الكاتب والمحلل السياسي علي البكالي المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر بالوقوف وراء الانقلاب الحوثي ومحاولة الضغط على القوى السياسية لانتزاع موقف مشرعن للانقلاب أو معترف به، مشيراً إلى أن إفلات الرئيس هادي من الحوثيين ومغادرته إلى عدن كان بمثابة الصعقة الشديدة لمشروع بن عمر. وفي تعليقه على رد بن عمر على تصريحات القيادي الإصلاحي محمد قحطان التي تحدث فيها عن نشاط بن عمر في هذه المرحلة واتفاقه مع زعيم الحوثيين حول تشكيل مجلس رئاسي برئاسة هادي كمخرج سياسي للمرحلة، قال البكالي: إن «الواضح من خلال قراءة سياسات وتصريحات ابن عمر منذ ما قبل سقوط عمران أنه يجنح كثيراً للمشروع الحوثي طبقاً لتوجهات السياسة الأمريكية التي كانت تقضي بدعم الأقليات ذات النزعة الردكالية العنيفة لخلق بيئة حاضنة للحرب الأهلية». وأوضح الكاتب البكالي في حديث خاص ل «الخبر» أن ذلك يسمح بمزيد من التدخلات السياسية والعسكرية تسهم في تفخيخ المنطقة برمتها، مؤكدا أن السياسات الأوبامية ترى بأن فوضى اليمن مدخل لانهيار المملكة والخليج. واعتبر إفلات الرئيس عبدربه منصور هادي من سجنه بمثابة الصعقة الشديدة لمشروع بن عمر، مضيفاً: «عندما أدرك بن عمر بأنه وقع في الفخ سارع إلى تغيير موقفه شكلياً من خلال التصريح بشرعية الرئيس هادي وزيارته إلى عدن». وأردف: «بن عمر أراد أن يقدم خدمة أخرى للانقلابيين الحوثيين من خلال الوساطة بينهم وبين الرئيس هادي لتشكيل مجلس رئاسي ينهي شرعية هادي ويجعله طرفاً سياسياً أو تعيين أربعة نواب ليسهل التخلص من هادي عبر إجماع النواب أو اغتياله لتؤول السلطة إلى الانقلابيين». ولفت البكالي إلى أن الإصلاح وبقية الأحزاب تدرك هذا المغزى تماماً لكن حزب المؤتمر والحوثيين يحاولون الإصرار على هكذا طريقة للتخلص من شرعية هادي. وأشار إلى أن قحطان حاول أن يكشف عن السر الذي هو حقيقة أن بن عمر تكفل للحوثيين وصالح بإسقاط شرعية هادي عبر هذه الحيل السياسية، مضيفاً: «وحينما أراد قحطان أن يكشف عن السر غضب السيد جمال بن عمر ووصف قحطان بالكذاب». وتابع: «بن عمر هو من يكذب علينا منذ ثلاثة أعوام ويحاول أن يمهد لفوضى عارمة في البلد». وتوقع البكالي في ختام حديثه أن تضل العملية السياسية في اليمن من فشل إلى فشل ما دام بن عمر حاضر في قلب المشهد ولا مناص من ترحيله عاجلا. وكان القيادي الإصلاحي محمد قحطان قال إن الحوثيين لم يتضرروا من المبعوث الأممي، منذ أن باشر مهامه في اليمن، مشيرا إلى أن جمال بن عمر اتفق مع عبدالملك الحوثي زعيم المتمردين على قبول الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا لمجلس الرئاسة وليس رئيسا لليمن، لأن بن عمر يحرص على أن يمسك العصا من المنتصف. وأثارت تصريحات قحطان غضب المبعوث الأممي ودفعته للرد نافيا صحة اتفاقه مع زعيم الحوثيين وقائلاُ: «إن من يجلس للتفاوض على طاولة الحوار مع الحوثيين هم الأطراف اليمنية ومنهم حزب القيادي الذي أدلى بالتصريحات الكاذبة ، ويقتصر دور المبعوث الدولي على تيسير عملية التفاوض والوساطة بين أطرافها».