قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في افتتاحيتها أمس الجمعة إن التدخل العسكري السعودي والعربي في اليمن أدى إلى «كارثة» إنسانية، مشيرة لأن هذه «المقامرة المحفوفة بالمخاطر» – على حد وصفها – نتج عنها «مأساة» تعيشها اليمن بعد أربعة أسابيع من الغارات العسكرية على معاقل «الحوثيين» هناك. وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي جاءت بعنوان: (كارثة في اليمن) إن: «هناك أدلة تظهر أنه بعد أربعة أسابيع من الغارات لم تجن اليمن سوى الدمار حيث قُتِل 1000 مدني وأصيب أكثر من 4 آلاف آخرين فضلا عن نزوح 150 ألف شخص، مشيره لأن القتال والحصار حرم اليمنيين من الطعام والوقود والمياه والأدوية، ما تسبب في كارثة إنسانية»، على حد وصف مسؤول في الصليب الأحمر. وشدد المقال علي أن هناك حاجة لإنهاء القتال الحالي في اليمن وإيصال مواد الإغاثة بشكل سريع مع إعادة بدء حوار سياسي، مشيرا لأن مبادرة «الأممالمتحدة» الدبلوماسية حققت بعض التقدم لكنها لم تحظ بدعم واهتمام كاف من «مجلس الأمن الدولي». وقالت الافتتاحية إن: «السعودية زعمت أن الغارات الجوية تهدف لمعاقبة المتمردين الحوثيين، الذين حاولوا الاستيلاء على السلطة في اليمن، بتدمير أسلحتهم ومنشآتهم العسكرية في شتى أنحاء البلاد، لكن المتمردين المدعومين من إيران لا يزالوا أقوياء على الأرض». وأضافت: «أن إيجاد حل سياسي في اليمن لن يكون أمرا سهلا، وربما يكون مستحيلا، حيث إنه سيتطلب قبول السعودية بالحوثيين كجزء من أساس السلطة الحاكمة في اليمن، ومثل هذا الحل هو الأمل الوحيد لجلب بعض الاستقرار للبلاد وإعادة تركيز الجهود الدولية واليمنية نحو مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي هو المستفيد الحقيقي من هذه الفوضى الآخذة في الاتساع»، بحسب المقال. وانتقدت افتتاحية الصحيفة الأمريكية إدارة «أوباما» قائله: «تصرفات الإدارة الأمريكية في ذلك الصراع متناقضة تماما، حيث ساعدت السعودية في حملتها ضد الحوثيين من خلال المعلومات الاستخباراتية وتقديم المشورات في الخطط الحربية ونشر السفن الحربية قرابة الساحل اليمني، لكنها الآن تحث الرياض على إنهاء قصف معاقل الحوثيين». وأرجعت هذا التخبط إلي أن البيت الأبيض ربما أدرك أن السعوديين لا يملكون استراتيجية حقيقية لتحقيق أهدافهم السياسية في اليمن، والدليل على ذلك إعلانهم الثلاثاء الماضي إيقاف معظم العمليات العسكرية، لتستأنف لاحقا القصف وشن المزيد من الغارات العسكرية على أهداف ل«الحوثيين» حول مدينتي عدن وإب. وقالت إن ما حفز السعودية على تلك «المقامرة» في اليمن هو احتمالية التوصل لاتفاق نووي بين القوى العالمية وإيران، لأنها اعتبرت هذا الاتفاق من الممكن أن يساعد إيران على أن تصبح القوى المهيمنة في المنطقة ويشجع على المصالحة بينها وبين الولاياتالمتحدة، وبالتالي سيعرض العلاقة الاستراتيجية بين واشنطنوالرياض للخطر. وقالت أن هذا هو ما دفع صناع السياسات الأمريكية لمواجهة هذا التحدي الدبلوماسي عبر طمأنة الدول الخليجية على استمرار تقديمها الدعم لهم من جهة في مواجهة ايران، ومن جهة أخرى محاولة واشنطن معرفة ما إذا كان يمكن دفع إيران لبناء علاقات ثنائية بين الجانبين تكون أكثر فائدة ولا تهدد الحلفاء الخليجيين.