دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد العالم الإسلامي إلى «تصحيح الصورة المشوهة للإسلام» التي تسببت بها «بعض التنظيمات الإرهابية»، وطالب «بوقفة جادة للنظر في الاحتقان الطائفي الذي بات يعصف بكيان أمتنا ومضاعفة الجهود لوضع حد للصراعات والنزاعات التي تشهدها بعض دولنا». وفي حين قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف والطائفية ألحقت أضراراً جسيمة بالأمة الإسلامية» وأنها «تأتي في مقدم التحديات التي تواجهها الأمة»، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إياد مدني إلى «مواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وقال إن «60 في المئة من أراضي الضفة الغربية يلتهمها الاحتلال بينما آلاف الفلسطينيين يقبعون في سجونه». جاءت هذه التصريحات خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ال42 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة العالم الإسلامي التي عقدت في الكويت تحت عنوان «الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب»، في حضور وزراء خارجية وممثلي نحو 50 دولة. وجدد الشيخ صباح في كلمة الافتتاح إدانة واستنكار الكويت الشديدين «حادث التفجير الإرهابي المروع الذي وقع في أحد مساجد القطيف في المملكة العربية السعودية الشقيقة وما أسفر عنه من سقوط العشرات من الضحايا»، مؤكداً الوقوف إلى جانب الرياض و»تأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة هذه الجرائم الإرهابية للحفاظ على أمنها». وقال إن المؤتمر ينعقد «في ظل استمرار تحديات وظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة(…) ينبغي علينا أن نعمل سوياً لمواجهتها»، وفي مقدمها «محاولات بعض التنظيمات الإرهابية رسم صورة لا تعكس حقيقة الإسلام، متخذين فيها من الإسلام اسماً والقتل والدمار وسيلة والإرهاب منهجاً وترويع الآمنين أسلوباً حتى أضحت صورة المجتمع الإسلامي والفرد المسلم مرتبطة بتلك الأعمال الإجرامية الدنيئة». ودعا إلى «وقفة جادة للنظر في الاحتقان الطائفي الذي بات يعصف بكيان أمتنا ويفتتها، فهذه العصبية هي الأخطر على وجود الأمة فجميعنا نجتمع تحت لواء التوحيد وفي ظل أحكام كتاب واحد هو كتاب الله سبحانه وتعالى مهتدين بهدي رسولنا الكريم». وشدد على ضرورة «التعاضد في مواجهة التحديات الجسام التي يواجهها عالمنا الإسلامي فجميعنا خاسر في هذه المواجهة والمنتصر هو من يريد أن يؤجج هذا الصراع المدمر لأهدافه الخاصة ونفوذه ويخطط لتشويه الإسلام وإضعافه». وزاد: «علينا مضاعفة الجهود لوضع حد للصراعات والنزاعات التي تشهدها بعض دولنا الإسلامية»، مشيراً إلى العراق الذي «نتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الأمنية المؤسفة فيه ومحاولات ما يسمي بتنظيم داعش الإرهابي لتقويض أمنه واستقراره ونؤكد وقوفنا مع الأشقاء في العراق في الحفاظ على أمنهم واستقرارهم وسيادة ووحدة أراضيهم ودعمنا للتحالف الدولي في مواجهة الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها العراق»،. وأكد «دعمنا للحكومة العراقية برئاسة الدكتور حيدر العبادي في سعيها لإتمام برنامج المصالحة الوطنية بما يحقق صلابة الجبهة الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية». وعبر عن قلقه بسبب «الكارثة الإنسانية في سورية (التي) لم تنجح معها الجهود وعلى كل المستويات لإنهائها على رغم مرور خمس سنوات ازدادت معها أعداد القتلى والجرحى واللاجئين»، مشيراً إلى استضافة الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين «للمساعدة في سد الحاجات الإنسانية للأشقاء». وتابع: «نؤكد مجدداً أن حل هذه المسألة لن يكون إلا بالطرق السلمية بعيداً من الآلة العسكرية». وفي الشأن اليمني قال الشيح صباح: «جاءت عمليات التحالف العسكرية ضد المليشيات الحوثية بعد أن هددت أمننا واستقرارنا واستولت على السلطة بالقوة العسكرية ونقضت تعهداتها بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية الأمر الذي استوجب اتخاذ إجراء يحفظ أمن دولنا واستقرار منطقتنا». وجدد الدعوة «للجارة إيران بالتعاون مع المجتمع الدولي والتجاوب مع جهود دول المنطقة في بناء علاقات حسن جوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون لصيانة أمن واستقرار المنطقة». من جانبه قال الدكتور إياد مدني أن قطاع غزة «يخضع لحصار غير قانوني وظالم بينما تكابد مدينة القدس سياسات التهويد والضم والترحيل والإغلاق والاستيطان»، مشيراً إلى تعرض المقدسات «خصوصاً المسجد الأقصى لاعتداءات خطيرة متكررة تتجسد باقتحامه وتدنيسه ومنع المصلين ومحاولة تقسيمه». وتطرق إلى الوضع في سورية فقال إن «النظام الحاكم يواصل حرب الإبادة التي يشنها على شعبه من دون هوادة أو رادع (…) والتي خلفت 300 ألف قتيل وتسببت في تهجير أكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ داخل سورية وخارجها». وأشار إلى أن منظمة العمل الإسلامي «أكدت دعمها للحل السياسي للأزمة استناداً إلى مؤتمر جنيف برعاية الأممالمتحدة». وعن اليمن أشار مدني إلى أن «اجتماعاً وزارياً خاصاً بملف اليمن سيعقد بناء على طلب الحكومة وموافقة غالبية الدول الأعضاء منتصف الشهر المقبل، آملاً أن يتمخض ذلك الاجتماع عن قرارات حاسمة».