الذهاب إلى حضرموت لمحاربة تنظيم القاعدة في هذا التوقيت غباء وخطأ فادح إن لم يكن مؤامرة! ليس من مصلحة الجيش الوطني الآن فتح جبهة عسكرية مع القاعدة في أي محافظة يمنية. محاربة القاعدة الآن تعني انهاك واستنزاف الجيش الوطني الضعيف أصلا؛ وتخفيف الضغط على مليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي صالح. الحوثي والمخلوع هما المستفيدان الأول والأخير من فتح جبهة مع القاعدة الآن من أجل إعادة ترتيب أوراقهما؛ وإعادة غزو عدن وبقية المحافظات المحررة من جديد بعد توريط الجيش الوطني في حرب مع القاعدة التي تتواجد حاليا في معظم المحافظات الجنوبية بقوة؛ ولديها ترسانة أسلحة كبيرة نهبتها أثناء انقلاب الحوثي في صنعاء من معسكرات الدولة في حضرموتوالمحافظات المجاورة. الأصل القضاء على الخطر الحوثي قبل كل شيئ لأنه هو الخطر الأكبر على اليمن واليمنيين شمالا وجنوبا؛ والخطر الأكبر على دول الجوار. القضاء على الحوثي هو الخطوة الأولى للقضاء على القاعدة لأن الأخيرة تستمد قوتها اليوم من سيطرة الأول؛ والقاعدة غير مقبولة شعبيا والعالم كله يقف ضدها ويتولى محاربتها. بعد تحرير كل المحافظاتاليمنية من مليشيات الحوثي يتم تخيير القاعدة بين تسليم المحافطة بالسلم والحوار؛ أو الحرب التي سيقف خلفها الداخل والخارج؛ ولا أظن أن القاعدة ستمانع من تسليمها بل وأبدت سابقا استعدادها تسليمها للقبائل لأن تجربتها في السيطرة على محافظة أبين في 2011م لا تشجعها على تكرارها في أي محافظة خصوصا إذا تم ضرب المشروع الحوثي الفارسي الطائفي العنصري. إذا كانت أمريكا تضغط على الرئيس هادي بالاتجاه نحو حضرموت لاشغاله هناك وتوريطه من أجل التنفيس على الحوثي؛ فيجب على الرئيس أن يوكل لها مهمة تحرير حضرموت بعيدا عن الجيش الوطني والمهمة التي أنشئ لأجلها؛ ويتفرغ الرئيس لانهاء الانقلاب الحوثي. القاعدة حافظت على حضرموت من الغزو الحوثي وهذا جيد؛ وخوض معركة معها الآن سيصب في مصلحة الحوثي وصالح التي بلا شك ستأتي على حساب المصلحة الوطنية والمقاومة الشعبية. أمريكا تريد توريط هادي ومن معه في حضرموت لخدمة المشروع الإيراني في المنطقة بدرجة رئيسية. وأمريكا أيضا تريد محاربة القاعدة في اليمن بأموال السعودية والإمارات وقطر تحت غطاء إعادة الشرعية اليمنية؛ وهادي لديه اعتقاد خاطئ بأن الطلبات الأمريكية أوامر يجب أن تنفذ فورا؛ ولو كانت على حساب شرعيته ونظامه الحاكم والمصلحة العليا للبلد! مصلحة اليمن مقدمة على مصلحة أمريكا؛ والقضاء على المشروع الحوثي القذر أولى من الحرب ضد القاعدة؛ فأبناء حضرموت لم يتضرروا من تواجد القاعدة في محافظتهم كما تضرر أبناء المحافظات الأخرى من تواجد الحوثي الإرهابي. نحن أمام سرطان حوثي يجب استئصاله بصورة عاجلة قبل أن ينتشر ويقضي على البلد كله؛ ويكفي أن نرى ما حدث لمحافظتي عدن وتعز لندرك تماما بشاعة هذا المشروع الحقير ونعرف القبح الحوثي على حقيقته.