ما إن رأيت جماعة جبهة الإفساد منتصبين خلف المنصة,و متصدرين المشهد بالعرض,و منتفخين كالحيوات-بالتاء- و يكاد يطير من أعينهم الشرر,و يسطو الغضب على قلوب تئن من فحيحها الصدور..ما إن رأيتهم- ضل سعيهم- و فكرت بالكتابة ,وشرعت في مسك القلم,حتى انتابني القلق و الألم..و تذكرت أبي يرحمه الله و هو يحكي لي حكاية الرهط التسعة.."و كان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض و لا يصلحون ( 48 ) قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ( 49 )." الله يرحمك يابا,فهؤلاء إخوان "قدار" الذين عقروا الناقة,و يقولون في "حكايا المحروسة مع أبناء الموكوسة" :أنه في ليلة سوداء باردة,جمع الرهط التسعة صبيان الحواري,و صعاليك الجواري,من مناطق مختلفة..و أغروهم بالذهاب حيث مقر الوالي,و سلحوهم بالخراطيش و برصاص لا يطيش, و أتحفوهم بزجاجات براندي مغشوش,وبيرة ستيلا. أما في كتاب الله تعالى,فالرهط التسعة:"فنادوا صاحبهم,فتعاطى..فعقر" ويقول الراوي يا سادة يا كرام,و ما يحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة و السلام,ثم تقديم العزاء لممدوح الحسيني,الذي أدمى ضناه عيني:أنه قد انبعث أشقاها,و قد اختلف أبناء حارتنا فيمن هو أشقاها؟و احتاروا هل هو المهندس الاستشاري,أم هو المستشار المتهم,أم هو رجل الأعمال"عشمان حنا يخش الجنة" وفي القرطبي "حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس " والغرض أن هؤلاء الكفرة الفسقة ، كان من صفاتهم الإفساد في الأرض بكل طريق يقدرون عليها ،, و قوله : ( قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ) أي : تحالفوا وتبايعوا على قتله ليلا غيلة "…. ويقول الراوي:غيلة يعني خسة و عدم رجولة و اندساس بين أتباع كل ناعق.و الناعق يا عباد الرحمن,ربما يكون المستثار الزنان..وكان يعمل مأذونا لدى صديقه ضاحي خرفان. الله يرحمك يابا…و الله عيب …عيب أن أتذكرك و أبكي ,بينما محمد خلاف عيسى له ثلاثة أبناء أطهر مني ,غدا سيذكرون أباهم..أعتذر يا با..فالليلة أنا أبكي أباهم لا أبي.و لا أبا لكم يا تسعة رهط الإفساد. [email protected]