كشفت مصادر مطلعة عن خلاف خفي داخل جماعة الحوثي، وخلاف اخر ايضا بين الجماعة وحزب صالح "حليفها" في الانقلاب على الحكومة الشرعية، حول الموقف من خطة وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وتجلى ذلك في التصريحات التي اطلقتها الجماعة وقياداتها بين الترحيب تارة، والرفض والتحفظ تارة اخرى. ففي حين اعلن ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الذي يترأسه صالح الصماد ويتاقسم عضويته الجماعة وحزب صالح ، انه سيتعامل بايجابيه مع مبادرة كيري، وتصريح حمزة الحوثي اعلن فيها تسلم الجماعة مقترحات امريكية بشأن حل الازمة في اليمن خلال اللقاء مع مساعد وزير الخارجية الامريكي في مسقط. خرج ناطق الجماعة محمد عبدالسلام بتصريح مغاير ومتناقض مع تصريحه والتصريحات السابقة مع الصادرة من الجماعة ، ففي حين اعترف باللقاء مع المسؤول الامريكي وتحدث عن تفاصيل المقترحات ، غير انه قال ان جماعته لم تتسلم المبادرة بشكل رسمي بعد ، كما اعتبر امريكا خصما لا وسيطا بعد اعترافه بالجلوس مع المسؤول الامريكي والاستماع لما يحمله. التباين في التصريحات والتعامل الحذر مع مبادرة كيري ، رغم انه جاء هذه المرة بالرفض على لسان "محمد عبدالسلام " ، وهو تحول عما كان عليه في السابق عقب الاعلان عن الخطة يأتي استجابة لرغبة "صالح" الذي اغضبته تصريحات "عبدالسلام" المرحبة بخطة كيري، التطور الجديد يكشف حجم الخلافات الكبيرة داخل الجماعة ، بجناحيها ، المحسوب على "صالح"، والمحسوب على "ايران" ، ففي حين يصر محمد عبدالسلام على ان يكون هو صاحب القول الفصل في هكذا قضايا ، وهو من المحسوبين على إيران بقوة ، يدفع الجناح المحسوب على صالح بإتجاه تقليص تأثير ونفوذ "عبدالسلام" ، داخل الجماعة، وبروز صوت آخر يتفق في اغلب اطروحاته مع توجهات صالح وحزبه. وامام هذين الموقفين المتناقضين ، تصبح كلمة الفصل التي يتنظرها الطرفان ، لطرف ثالث ، لاشك ، انه مؤثر على الفريقين، مصادر ترجح أن هذا الطرف يتمثل في مسشاريين لبنانيين وايرانيين ، هم من يفرضون على طرفي الانقلاب ، الرؤية التي يجب ان يخرجا بها الى العلن موحدة. لكن ورغم ذلك، يظل عامل الشك والارتياب ، حاضر بقوة لدى جماعة الحوثي ضد حليفها صالح، والعكس ، وكل يراهن على إضعاف الاخر، بتحركات وادوات من شانها ان تقوي موقفه التفاوضي لدى الاطراف الدولية الوسيطة. تنامي نسبة الشك لدى جماعة الحوثي إزاء تحركات حليفها "صالح، دفعت وسائل اعلام تابعة للجماعة إلى شن هجوما على "وفد صالح" المتواجد في العاصمة العُمانية "مسقط" ، واتهمته باجراء اتصالات سرية مع الامريكيين ضمن ما قالت عنه الترويج لخطة كيري. وزعمت وسائل الاعلام الحوثية ان رئيس الوفد عارف الزوكا زار الامارات سرا قبيل عيد الاضحى المبارك , فيما زار ياسر العواضي الاردن والقربي زار بريطانيا ، كما زار يحيى دويد القاهرة , ورات وسائل الاعلام الحوثية في تلك التحركات السرية انها تأتي في اطار الترويج لخطة كيري، ولم تكتفِ بهذا، بل ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك ، حيث ربطت التحركات التي يقوم بها أعضاء وفد حزب "صالح" ، بإعاقة عودة الوفد إلى صنعاء بحجة إعطائهم مزيد من الوقت للقيام بمزيد من التحركات السرية. كما انتقدت تصريحات ابوبكر القربي التي رحب فيها بمبادرة كيري. وفي حين كان ناطق الحوثيين يرحب بمبادرة كيري، كان اعلام حزب صالح، وابرز الاعلاميين المقربين من صالح ، كأحمد الحبيشي، يرفضها ويحذر منها، التحول المفاجىء لحزب صالح تجاه مبادرة كيري، فسره مراقبون بسببين؛ أحدهما انه ثمرة لتلك التحركات التي اثارت شكوك الحوثيين ، وقام بها اعضاء وفد حزب صالح، ردا على تحركات قام بها ناطق الحوثيين الى ظهران الجنوب في السعودية، والى جدة ، وهو ما رفضه حزب صالح ، كونه جاء انفراديا دون علمه، الثاني؛ ان ذلك لا يعدو عن كونه تبادل ادوار بين الحليفين، لتجنب الحرج امام انصارهما وامام الرأي العام ، في حال انهما وافقا على خطة كيري، خصوصا وانه لم يصدر حتى الآن أي توضيح او رد من وفد صالح بشان الاتهامات التي صدرت من وسائل الاعلام الحوثية وتداولها ناشطو الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بل خرج ابو بكر القربي على موقع التدوين المصغر "تويتر" ، ليبارك جهود كيري، وحرصه على تحقيق السلام في اليمن، قبيل مغادرة اوباما للبيت الابيض.