استغرب الحزب الاشتراكي من الأسلوب الذي تم به التوقيع على مخرجات اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية -اتفاق حول حل عادل للقضية الجنوبية. وقال الحزب إن التوقيع بتلك الصورة أظهر مؤتمر الحوار وكأنه بلا قواعد متفق عليها من الأطراف المتحاورة والمبينة في النظام الاساسي لمؤتمر الحوار. وعقد الحزب ،اليوم الثلاثاء، اجتماعا مشتركا للمكتب السياسي والامانة العامة للاشتراكي وقف فيه أمام المستجدات السياسية في ضوء ما أنجزته الفترة السابقة من الحوار الوطني من نتائج. وأكد بيان صادر عن الإجتماع تلقى «الخبر» نسخة منه أن الحزب الاشتراكي يحدد موقفه في الوثيقة ،سالفة الذكر، بحسب احتوائها للموضوع الأساسي الذي تمسك به وهو ضرورة عرض مشروعي الحل بالرؤيتين (الإقليمين والستة الأقاليم) على مؤتمر الحوار الوطني، مع ضرورة أن تكون الرؤية الأخرى التي تتحدث عن ستة أقاليم مكتوبة بحيثيات واضحة كما هو الحال بالنسبة لمشروع الاشتراكي. وأشار إلى أن رفض الحزب لأسلوب إدارة الحوار يستند إلى حق الحزب في تقديم مشروعه إلى مؤتمر الحوار الوطني باعتباره المعني بمناقشة خيارات الحل، مؤكدا رفضه للتعسف بفرض خيار واحد مجهول المعاني والمقاصد. وأضاف الاشتراكي في بيانه إن «هناك اتجاه لفرض خيار الأقاليم الستة مع تجاهل تام للمشروع الذي تقدم به الحزب والذي يقوم على أساس إعادة صياغة الوحدة اليمنية في دولة اتحادية من إقليمين (إقليم في الجنوب وإقليم في الشمال، داخل كلٍ منهما ولايات) بالأسباب والحيثيات التي حواها مشروعنا المقدم الى لجنة ال 16، وقد تم نشره في وسائل الاعلام». وقال الاشتراكي إنه : «لا يعرف أحد شيئاً عن مشروع الستة أقاليم سوى أنه يقسم الشمال الى أربعة أقاليم والجنوب الى إقليمين، من دون أن يُدعّم برؤية سياسية، أو تبريرات منطقية، فبينما يتم تقسيم الأقاليم الاربعة للشمال بطريقة اعتباطية، يتم الاصرار على تقسيم الجنوب إلى إقليمين يستعيدان فيهما صدى المشاريع الإستعمارية القديمة، وبما يعيد الى الأذهان المحميات الشرقية والمحميات الغربية، وكأن الهدف من ذلك هو تلبية دوافع خاصة لتقسيم الجنوب وحسب». وجدد الحزب إدانته لمحاولات الاغتيال الآثمة التي استهدفت حياة أمينه العام الدكتور ياسين سعيد نعمان وكذا الحملة الإعلامية المسعورة في عدد من وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمعروفة أصحابها والجهات التي تقف وراءهم. ولفت البيان إلى أن هناك من يعمل على تشويه مشروع الحزب بأنه مشروع (انفصالي) بهدف إخراجه من معادلة الحلول، وتناسوا أن مشروع الستة الأقاليم هو الأخطر على وحدة اليمن ، مشيرا إلى إن مثل هذه الحملات التحريضية وأصوات الرصاص لن تثني الحزب الاشتراكي وقيادته عن السير على طريق النضال الدؤوب من أجل إرساء مدامك دولة المواطنة التي ينشدها الجميع. واستطرد : «فتمزيق الجنوب من خلال تأسيس مشاريع دول تعتمد على صدى المشاريع الإستعمارية كما أسلفنا الذكر هو الخطر الحقيقي الذي سيؤدي ليس الى تمزيق الجنوب وحده، بل الى تفكيك اليمن، فاليمن كله لم يتوحد الّا بعد توحد الجنوب في عام 1967م، والعودة بالجنوب إلى ما قبل هذا التاريخ تحت عناوين لمشاريع ملتبسة، كانت ليس الّا دعوة الى تفكيك اليمن». وتابع الحزب في بيانه بالقول إن «كثيراً من أصحاب مشروع تقسيم الجنوب إلى إقليمين يدركون هذه الحقيقة جيداً وعلى ذلك فإما انهم ينادون ويعملون من اجل تحقيقه بقصد تفكيك اليمن، او انهم يقومون به كردة فعل للمطالبة بدولة إتحادية تعطي اليمنيين دولة إتحادية مدنية تحمي حقوقهم وتصون سيادة وطنهم بهدف تعطيل هذا المشروع الذي يمثل تطلعات أجيال من الشعب اليمني المكافح والصبور».