تحتفل الإعلامية المصرية "فاطمة نبيل" مع أسرتها الصغيرة، بكونها أول مقدمة نشرة أخبار محجبة تظهر على شاشة التلفزيون الرسمي المصري، ويبدي الأبناء مريم 10 سنوات، وأحمد 8 سنوات، والزوج ياسر الصفتي، الضابط بالجيش المصري، فرحتهم بتلك الخطوة غير المسبوقة. وتنفي فاطمة أن قرار ظهورها على الشاشة جاء في سياق ما تردده بعض وسائل الإعلام من "أخونة ماسبيرو" (مبنى التلفزيون)، في إشارة إلى ما يتردد عن سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الإعلام، مؤكدة عدم انتمائها إلى جماعة الإخوان. وأضافت أن وزير الإعلام المنتمي للجماعة، صلاح عبد المقصود، ليس صاحب قرار الظهور، مشيرة إلى أن دوره اقتصر على تفعيل قرار سابق صدر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. وطالبت فاطمة بأن يكون معيار الحكم للظهور على الشاشة هو معيار الكفاءة فقط وليس الشكل والمظهر، رافضة التصنيف بأن هذه المذيعة محجبة والأخرى سافرة، وترى أن النهوض بالإعلام المصري لن يتأتى إلا بالكفاءة والمهنية. وظل منع المحجبات من تقديم نشرة الأخبار قاعدة غير مكتوبة توارثتها الحكومات المتتالية في مصر منذ` إنشاء التلفزيون المصري الرسمي في عام 1960. ويذكر أنه رغم أن بعض مقدمات البرامج الحوارية ظهرن بالحجاب من قبل على الشاشة الرسمية في أواخر عصر مبارك، لكن السلطات حرصت على إبقاء المذيعات المحجبات بعيدا عن نشرة الأخبار التي اعتبرها المسؤولون واجهة الدولة. وظهرت فاطمة نبيل على الشاشة مساء الأحد الماضي وهي تقرأ نشرة الأخبار بالمشاركة مع أحد المذيعين مرتدية غطاء رأس أبيض وسترة سوداء. كان وزير الإعلام أعلن السبت الماضي عن ظهور عدد من المذيعات المحجبات في التلفزيون المصري، "تطبيقًا لمبدأ العدالة في مجال الإعلام انطلاقًا من روح ثورة 25 يناير". ونقلت بعض وسائل الإعلام عن منتقدين لهذا القرار بأنه بداية "لأخونة ماسبيرو" وبداية "لبسط جماعة الإخوان نفوذها على المجتمع تدريجيا"؛ باعتبار أن وزير الاعلام الذي أصدره ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأن المذيعة عملت لفترة قصيرة في فضائية تابعة للإخوان. وتعلق فاطمة نبيل على هذا الاتهام بقولها: "أنا لا انتمي لجماعة الإخوان المسلمين ولست عضوا في حزب الحرية والعدالة (الذي أسسته الجماعة العام الماضي)، وليس لي أي انتماء سياسي، وحجابي ليس له علاقة بالانتماءات السياسية، مؤكدة أن: "حجابي بالنسبة لي هو فرض ديني علي الالتزام به". وأردفت قائلة: "قرار ظهوري على شاشة التلفزيون الرسمي المصري ليس قرار وزير الإعلام، ولكنه تفعيل لقرار سابق تم اتخاذه في أعقاب ثورة 25 يناير اتخذه القائمين على ماسبيرو في تلك الأثناء وقت الحكومة الانتقالية، أثناء إشراف اللواء طارق المهدي على مبنى الإذاعة والتلفزيون". وقالت فاطمة إنها عندما سألت في وقت سابق عن سبب منع المحجبات من قراءة نشرة الأخبار قيل لها إن "السياسة تقتضي هذا"، مشيرة إلى أن العرف السائد وقت النظام السابق بأن ظهور قارئة لنشرة الأخبار على شاشة التلفزيون الرسمي هو يعكس توجه الدولة لمناصرة الجماعات الإسلامية. ودرست فاطمة الأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس بالقاهرة، وتخرجت عام 1999، وعملت محررة في التلفزيون المصري في نفس العام. وعن قصة العمل كقارئة نشرة أخبار رغم كونها محجبة تقول فاطمة: "بعد ثورة 25 يناير كان هناك مسابقة على مستوى قطاعات الأخبار لاختيار مذيعات ومذيعين جدد لقراءة نشرة الأخبار، وبالفعل تقدمت لهذه المسابقة وأنا محجبة على اعتبار أن السياسات والقواعد غير المكتوبة لنظام العهد البائد قد انتهت والتي كانت تمنع ظهور المحجبات على شاشة التلفزيون الحكومي". وتابعت: "حصلت على المركز الأول في هذه المسابقة، وظهر كل زملائي الذين خاضوا هذه المسابقة ونجحوا فيها على شاشة التلفزيون ما عدا أنا، وعندما سألت عن السبب قالوا أن يمنع ظهور المحجبات من قراءة نشرات الاخبار حتى بعد ثورة 25 يناير، مما أصابني بالصدمة والإحباط وشعرت بالظلم وأدركت وقتها أن ثورة يناير لم تصل بعد الى مبنى ماسبيرو بعد". استطردت: "التحقت بفضائية "مصر 25″، لسان حال جماعة الإخوان المسلمين (التي تسمح بأن تقوم محجبات بقراءة نشرة الأخبار)، وبعد أن وصل الرئيس محمد مرسي إلى سدة الحكم في انتخابات حرة نزيهة، تجدد في داخلي الأمل بأن الظلم يمكن أن يرفع عني، وأظهر على شاشة التلفزيون الرسمي المصري مرة أخرى، وبالفعل فور تعيين وزير الإعلام الجديد تقدمت بأوراقي التي تثبت حقي في الظهور على الشاشة في نشرات الأخبار، وتحقق الأمل بعد طول انتظار". وبدأ التلفزيون المصري بث برامجه في عام 1960، وهو المؤسسة التلفزيونية الرسمية، ويقع مقره في القاهرة في مبناه الشهير باسم "ماسبيرو" على اسم الشارع الذي يطل عليه. يضم التلفزيون المصري الرسمي ثمانية قنوات مملوكة للدولة، وعدة قنوات تبث عبر الأقمار الصناعية، ومجموعة من محطات الإذاعة، وهي تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي يضم عدة شبكات اعلامية أخرى مثل شبكة تليفزيون النيل.