قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 محتجا على الاقل قتلوا يوم الجمعة بعدما فتحت قوات الأمن السورية النار أثناء احتجاجات مؤيدة للديمقراطية. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز "يجب ان يتوقف القتل. يجب السماح بدخول محققين مستقلين الى البلاد." واضاف ان اغلب القتلى سقطوا في مدينة حمص بوسط البلاد وفي بلدة معرة النعمان في الشمال الغربي.
وقالت ناشطة حقوقية ان قوات الامن السورية فتحت النار وقتلت عشرة متظاهرين على الاقل خلال احتجاجات اندلعت في انحاء البلاد في تحد للحملة الامنية العنيفة التي يشنها الجيش السوري والتي أسفرت عن مقتل المئات. وتحدث ناشطون آخرون عن خروج مظاهرات في مدن سورية من بانياس على ساحل البحر المتوسط الى القامشلي في الشرق الكردي وذلك بعد يوم واحد من مطالبة واشنطن الرئيس بشار الأسد بالاصلاح أو التنحي جانبا.
وقال الناشطون ان بعض المحتجين كانوا يطالبون بالحرية بينما ردد اخرون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الهتاف الاشهر في الانتفاضات الشعبية التي شهدها العالم العربي واطاحت برئيسي كل من مصر وتونس. وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام العالمية من العمل فيها مما يجعل من الصعب التحقق من تقارير النشطاء والمسؤولين.
قالت المحامية النشطة في الدفاع عن حقوق الانسان رزان زيتونة ان ثمانية اشخاص قتلوا في مدينة حمص بوسط سوريا. واظهر مقطع مصور بالفيديو حمله ناشطون على الانترنت وقالوا انه صور في حمص عشرات المتظاهرين وهم يتفرقون بعد اطلاق نار. وتركت شيارة شرطة تحترق على الطريق.
وقالت زيتونة ان شخصين آخرين قتلا في مدينة الصنمين في محافظة درعا جنوب العاصمة وفي حي برزة في العاصمة دمشق. واضافت ان الدبابات داهمت بلدة معرة النعمان التي تقع الى الجنوب من حلب ثاني اكبر المدن السورية.
وفرضت الولاياتالمتحدة التي ادانت الحملة الامنية التي تشنها الحكومة السورية ووصفتها بالبربرية عقوبات على الاسد هذا الاسبوع وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الخميس ان على سوريا ان تبتعد عن "طريق القتل والاعتقال الجماعي." وقال اوباما "اظهر الشعب السوري شجاعته في المطالبة بالتحول الى الديمقراطية."
وأضاف "أمام الرئيس الاسد خيار واضح.. اما قيادة هذا الانتقال الى الديمقراطية أو التنحي جانبا." وعلى الرغم من العبارات القوية التي صيغ بها خطاب الرئيس الامريكي لم يتخذ الغرب حتى الان سوى خطوات صغيرة لعزل الاسد اذا ما قورنت بالخطوات التي اتخذها ضد الزعيم الليبي معمر القذافي المتهم ايضا بقتل محتجين. ومثلت الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين اكبر تحد عرفه حكم الاسد. وفي المقابل رفع الرئيس السوري حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ 48 عاما ومنح الجنسية للاكراد من غير ذوي الجنسية لكنه ارسل دباباته ايضا الى العديد من المدن السورية لقمع الاحتجاجات.
ويستغل المحتجون صلاة الجمعة كوقت للتجمع لانها الفرصة الوحيدة لحشد اكبر عدد ممكن من الناس لكن ايام الجمعة شهدت الاعداد الاكبر من الضحايا في الاضطرابات التي تقول جماعات حقوقية ان 800 مدني على الاقل قتلوا خلالها.
وتلقي السلطات السورية باللائمة في أغلب أعمال العنف على جماعات مسلحة يدعمها إسلاميون وقوى خارجية تقول انها قتلت اكثر من 120 من افراد الشرطة والجيش. وتقول السلطات انها تعتقد ان الاحتجاجات بدأت تتراجع. وتحدث ناشطون سوريون عن اطلاق نار في بانياس وضاحية سقبا القريبة من دمشق يوم الجمعة. وخضعت المنطقتان في وقت سابق هذا الشهر لتفتيش امني استهدف سحق الاحتجاجات.
وقال متحدث باسم المرصد السوري لحقوق الانسان ان اصوات اطلاق النار تسمع في بانياس وان المظاهرة خرجت على الرغم من اعتقال نحو الف شخص من المدينة ومحيطها خلال الاسابيع القليلة الماضية.
وقال شاهد عيان ان قوات الامن اطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين في مدينة حماه حيث تجمع نحو 20 الف شخص في منطقتين منفصلتين. وقال شاهد اخر ان قوات الامن استخدمت الغاز المسيل للدموع ايضا لتفريق نحو الف محتج في بلدة التل الى الشمال من دمشق.
وانتشرت الاحتجاجات التي بدأت في مارس اذار في انحاء المدن الجنوبية والساحلية وفي ضواحي دمشق وحمص بوسط سوريا. وظلت العاصمة دمشق ومدينة حلب في حالة هدوء نسبي.
وكانت دول غربية تخشى من حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط قد اكتفت في أول الامر بانتقاد تعامل الاسد مع الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني ثم صعدت ادانتها وفرضت عقوبات على شخصيات سورية كبيرة. وقالت وزارة الخزانة الامريكية انها ستجمد أي أصول يملكها مسؤولون سوريون في الولاياتالمتحدة أو تلك التي تقع في نطاق سلطة القضاء الامريكي وستمنع الشركات الامريكية والافراد من التعامل معهم.
وتشمل العقوبات أيضا نائب الاسد ورئيس الوزراء السوري ووزيري الداخلية والدفاع وقائد المخابرات العسكرية ومدير فرع الامن السياسي. ولكن لم يتضح اي الاصول ستجمد. وقال دبلوماسي أوروبي ان من المرجح ايضا ان يوسع الاتحاد الاوروبي عقوباته على سوريا الاسبوع المقبل لتشمل الاسد أيضا.
واستنكرت دمشق العقوبات وقالت انها تستهدف الشعب السوري وتصب في مصلحة اسرائيل. ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن مصدر رسمي قوله يوم الخميس ان العقوبات لم ولن تؤثر على الارادة المستقلة لسوريا.