التقى عبدربه منصور هادي القائم بأعمال الرئيس اليمني اليوم السبت بالسفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين في لقاء هو الثاني من نوعه منذ مغادرة علي صالح للبلاد إلى المملكة لتلقي العلاج. ويأتي ذلك في ظل جهود دبلوماسية غربية وخليجية تسعى لنقل السلطة في اليمن إلى هادي كجزء من ترتيبات المرحلة الانتقالية في البلاد بعد تزايد الأنباء عن تدهور صحة الرئيس صالح.
وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن هناك ترتيبات فعلية لبدء نقل السلطة إلى النائب هادي لكن هذه المهمة تنفذ بخطوات هادئة خشية وقوع صدام مباشر مع ابن صالح وأبناء اخوته الذين لا يزالون يسيطرون على قوات مهمة في الجيش اليمني.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن هادي ناقش مع السفير الأمريكي "أهمية استمرار تثبيت وقف إطلاق النار وفتح جميع الطرقات والشوارع وعدم التعرض لمحطة الكهرباء التي تخدم الناس جميعا باعتبارها ملك للشعب وليس لحزب أو شيخ أو متنفذ وما يرتبط بها من ضخ للمياه واحتياجات الناس الحياتية المختلفة". حسب تعبيرها. ولم تذكر الوكالة ما إذا كان اللقاء ناقش سبل انتقال السلطة في اليمن بعد مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح إلى السعودية لتلقي العلاج. وكانت معلومات قالت إن السفير الأمريكي مع سفراء الاتحاد الأوروبي يبذلون جهوداً لإقناع هادي وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم للبدء بنقل السلطة على أساس انتقال السلطة إلى هادي، وسط ضغوط أمريكية وبريطانية على السعودية لإقناع الرئيس صالح بالاستقالة. والتقى عبدربه منصور هادي بشكل منفصل اليوم برئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في صنعاء السفير بيكيليه سيرفونه دورسو والسفير البريطاني جون ويلكس والسفير الفرنسي جوزيف سيلفا، الذين سلموه رسالة من الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. ونشرت وكالة سبأ مقتطفات من الرسالة التي عبرت عن إدانتها للهجوم الذي استهدف مسجد النهدين الواقع في دار الرئاسة والذي أصيب فيه الرئيس صالح بجروح، إضافة إلى كبار قيادات نظامه. وأضافت الوكالة أن الرسالة أشارت إلى "أهمية جلوس جميع الأطراف السياسية في اليمن على طاولة الحوار بما يسهم في الانتقال السلس للسلطة بصورة منظمة ودستورية وبما يتماشى مع المبادرة الخليجية والعمل لما فيه مصلحة الشعب اليمني". وتسعى الدول الغربية للضغط على صالح لتقديم استقالته والبدء بتنفيذ باقي بنود الخطة الخليجية المتمثلة بتولي عبدربه هادي السلطات رسمياً لمدة ستين يوماً يشكل خلالها حكومة بقيادة المعارضة تعمل على تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات رئاسية بعد شهرين من تولي النائب.
وما يزال أفراد عائلة الرئيس صالح الممسكين بزمام الأجهزة الأمنية وبعض وحدات الجيش يمثلون عقبة أمام تسليم السلطة بسبب تشبثهم بصالح، ورفضهم البدء بتنفيذ أي خطوة في غيابه عن اليمن. وتدعم المعارضة اليمنية تولي هادي لمنصب الرئاسة لفترة انتقالية، مع تضائل الآمال حول تحسن صحة الرئيس صالح الذي يتعافى من جروح متوسطة في إحدى مستشفيات السعودية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر يمني في الرياض قوله إن صالح ما يزال في وضع "صحي سيء"، مؤكدا انه يعاني من "مشاكل في الرئة والتنفس" ويحتاج لوقت أطول في مرحلة التعافي. وقال المصدر أن "المعلومات التي لدينا تؤكد أن الرئيس صالح لا يزال في وضع صحي سيء خصوصا بسبب مشاكل يعاني منها في الرئة وعملية التنفس". وأضاف أن "ما يؤكد ذلك منع العديد من الوزراء اليمنيين الذين حاولوا زيارته ورفض طلبهم".