كتبت: ليزا حسن علي أقام مجلس أمناء الثورة المصرية اليوم الثلاثاء ندوة بعنوان " الثورة اليمنية.. التحديات والمستقبل" في مركز الشيخ صالح كامل بجامعة الأزهر بالقاهرة شارك فيها العديد من الأكاديميين والباحثين اليمنيين والمصريين وأدارها الإعلامي أيمن عزام. وقال عضو مجلس أمناء الثورة بمصر سيد حافظ في كلمة الافتتاح أن المطالب الثورية اليمنية مطالب مشروعة توجب على المصريين الوقف معها، معناً تأييد المجلس لكافة الثورات العربية في اليمن وليبيا وسوريا. وعرض بعد ذلك فلم وثائق قصير عن الثورتين اليمنية والمصرية. وتحدث خلال الندوة الدكتور سيف الدين عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن الدروس المستفادة من الثورات العربية، مبدياً إعجابه بخروج شباب اليمن مطالبين بتوقف السفير الأمريكي عن عقد لقاءاته بالمسئولين اليمنيين رافضين تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية في توجيه ثورتهم. عقب ذلك تناول الدكتور إبراهيم الزعفراني أمين عام لجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب مهام لجنة الإغاثة ودورها في إغاثة ضحايا الثورات العربية من المصابين والجرحى عبر قوافل إغاثية لرفع المعاناة عن الثوار، وأبدى استعداد اتحاد الأطباء العرب في استقبال المصابين من الثوار اليمنيين لتلقي العلاج في مصر. من جانبه، قدم القيادي في أحزاب اللقاء المشترك علي الصراري شرحاً لإرهاصات الثورة اليمنية، والمتمثلة حسب قوله في تمديد وتوريث الحكم والفساد المستشري في منظومة الحكم، مشيراً إلى ما وصفها ب"الجرائم" التي ارتكبها نظام صالح في جنوب اليمن ومحافظة صعدة، مضيفاً أن صالح "لم يدم حكمه لليمن خلال 33 عاماً خلت إلا بسياسة صناعة الحروب والأزمات وهذه هي أهم الأسباب المؤثرة في قيام الثورة اليمنية". وتحدث الدكتور بكيل الزنداني أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عن التشكيل السابق للمؤسسة العسكرية اليمنية باعتبارها من أهم التحديات التي تواجه الثورة اليمنية بالإضافة إلى التدخلات السلبية للقوى الإقليمية والدولية.
عقب ذلك تحدث الشيخ أمين مقبل عضو جمعية علماء اليمن عن إقامة العلماء الحجة على السلطة قبل اندلاع الثورة بتحميل مطالب الشعب إلى الحاكم، بالإضافة إلى مشاركتهم للشباب في اعتصاماتهم المطالبة بإسقاط النظام وخاصة عقب جمعة الكرامة التي سقط فيه نحو خمسين قتيلاً من المعتصمين. وأشار إلى أن الحل في اليمن يتمثل في نقل السلطة على النائب عبد ربه منصور هادي وفقا للدستور وحفاظا على سلمية الثورة.
فيما أشار إبراهيم مجاهد رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم اليمنية إلى قدرة الشباب على إنجاح الثورة بمنطق لا يقبل المساومة والمهادنة وإلى إدراكهم إلى أن قوتهم تكمن في تألفهم وتوحدهم نحو هدف تتلاقى فيه التوجهات والانتماءات. فيما تناول الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي سقوط شرعية الحكام العرب الثلاثة بشار الأسد ومعمر القذافي وعلي عبدالله صالح ووصفهم بالإجرام, وقال إن كانت السلطة مغنما فكفاكم ما غنمتموه وإن كانت مغرما فكفاكم ما غرمتموه وارحلوا. وتحدث عن مشروع اتحاد الشعوب العربية بالتنسيق مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني، مضيفاً: "قريبا ستقوم الولاياتالمتحدة العربية" التي بشر بها توالي الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا.
أما الدكتور جعفر عبدالسلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية فشن هجوماً على من يدعو لتولي نائب الرئيس مهام الرئيس "وذلك لاعتباره جزء من النظام وشريك مع الحاكم في مظالمه". وأجرى مقارنة بين اليمن ومصر في عدم موافقة المصريين في تولي نائب الرئيس مهام الرئيس لان "ذلك انقلاب على الثورة"، وفق قوله، مطالباً اليمنيين بالتنبه لأي محاولة للانقلاب على الثورة وتغيير مسارها. وطرح الدكتور رفعت العواضي أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر في مداخلته قضية ارتباط الحرية بالتقدم بالمؤسسية وهي قضية لا بد أن يتبناها الثوار، مضيفاً ان الاستبداد "وضع جدراناً خرسانية بين الشعوب والحرية". وتحدث البرلماني اليمني على عشال في كلمة الاختتام عن نضوج عوامل الثورة اليمنية قبل قيامها بكثير، وان مناخ الثورات العربية كانت عاملاً مساعداً للدفع بها بسرعة في سير عجلة الثورة، حيث كان اليمنيون على شفير الهاوية في المستويات الاقتصادية والسياسية، وهذا ما استدعى الشعب اليمني للخروج من حالة الصمت الرهيب وإعلان رغبته في إسقاط نظام لم يلبي أدني احتياجاته. حسب تعبيره. وأكد أن اليمن قد وصلت إلى مفترق طرق، وأن مستقبل البلاد لا يمكن أن يكون معلقاً بعافية فرد وسقمه أو حتى وفاته بل هو معلق بإرادة أبنائه ورغباتهم في صناعة مستقبل مشرق بدولة مدنية تعتمد على مبدأ الشفافية دولة النظام والقانون. حضر الندوة الدكتور عبدالله الزنداني عميد كلية الاقتصاد بجامعة الإيمان اليمنية والمحلل السياسي عبد الرقيب منصور والباحث القانوني هاني الأسودي والعشرات من أبناء الجالية اليمنية في مصر.