خواطر 5 للمبدع أحمد الشقيري من اليابان، تنقلنا بالفعل إلى كوكب آخر كما يصف اليابان، في حلقة الثلاثاء الماضي كان الموضوع عن تعليم الأطفال النظافة والتي تبدأ من المدرسة والبيت على السواء، المذيع ظل يبحث في حديقة كبيرة عن سلة مهملات فلم يجد الكل تعود على جمع مخلفاته في كيس، والوضع عكسي عندنا حتى سلة المهملات إذا وجدت تراها فارغة والزبالة حولها...!!
الفارق أن الكوكب الآخر أي اليابان خصصت فقرة في دستورها " المواطن الياباني هو الثروة الأولى للدولة" وبالتالي جعلت التعليم وبالذات الابتدائي هو أهم ما تقوم به لتنشئة الفرد، فأعلى ميزانية هي لوزارة التعليم، والتعليم في اللغة اليابانية هو"كيو-إكو" ومعنى الأولى تقليد ما يفعله الآخرون، وهو أساس عملية التعليم، وتعني إكو تربية الطفل، والتدريس من الوظائف الكبيرة التي يدرس فيها بروفسور وليس خريج ثانوية يؤدي الخدمة الإلزامية، أو خريج جامعة بدرجة مقبول...؟؟
ويعتبر التعليم الابتدائي في اليابان وكوريا وسنغافورة هو الأفضل عالميا فالاهتمام لا ينصب على تخريج أطفال أذكياء علميا فقط بل يحرصون على تخريج أطفال جيدين ومسئولين ومنظمين ،فهم يتعلمون فن القيادة من الصفوف الأولى، وهي قيادة كل ما يتعلق بمدارسهم وفصولها لذلك يقوم تلاميذ هذه المدارس بتنظيف وترتيب مدرستهم وفصولها وحماماتها، حيث لا يوجد بها فراشين وبوابين، هناك فترة زمنية محددة للقيام بالتنظيف ولكل مجموعة قائد من الصفوف الأكبر ففي تقرير لمجلة نيويورك تايمز تحت عنوان:"التعليم الابتدائي مفتاح التفوق الابتدائي" عن مشهد متابعة ما بعد التنظيف في مدرسة ابتدائية يقول فيه المحرر:
بعد عملية التنظيف "يدق جرس المدرسة مرة أخرى ليعلن أنه قد حان الوقت لما يسمى «بجلسة الاعتراف»، فيقوم فتى طويل نحيل من طلبة الصف السادس، ممن يتولون قيادة إحدى جماعات التنظيف، بجمع أعضاء فريقه لإجراء مناقشة بخصوص عمل فترة الظهيرة، وقد دار بينهم الحوار التالي: - سأل قائد الجماعة فريقه قائلاً: «هل قمنا بعملنا على ما يرام اليوم؟ - أجاب الآخرون «نعم" - فرد القائد «وهل أحسنا استخدام وقتنا تماماً؟" - أجاب الآخرون «نعم" - واختتم تساؤله قائلاً «وهل أعدنا كل الأدوات إلى أماكنها؟" - فجاءه الرد بالإيجاب. لكن هذا الجو المفعم بتهنئة الذات قطعه صوت ضمير إحدى الفتيات الخجولات وتدعى سيرا، وتبلغ من العمر أحد عشر عاماً، حيث قالت« الواقع أننا لم نضع المكانس في مكانها بشكل أنيق». وقد أومأ باقي الأطفال برؤوسهم مقرين بذنبهم، واكتست وجوههم للحظات مسحة من الكآبة بسبب هذا التقصير."
ما شاء الله الأطفال يشعرون بالتقصير ليس لسوء العمل بل لعدم أناقة وضع المكانس...!!؟؟؟ ضمير حي، هو ضمير المسئولية تجاه العمل وتجاه الآخرين الذين سيرون هذا العمل أو يستفيدون منه، وهذه هي الروح التي نفتقدها فلا نكاد نشعر بأهمية شيء.
أحمد الشقيري ينقلنا إلى كوكب اليابان وحين يرجع إلى الوطن العربي يقول يااااأمم..!!فهم بالفعل أمة تستحق التقدير والاحترام ونحن أمم تستحق التشفي" يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم"...
لا وجه للمقارنة وإذا قلنا يجب المقارنة لنستفيد فسنظلم أمبراطورية اليابان العظيمة التي جعلت الإنسان هدف التنمية قولا فعلا، أما شعوبنا العربية فقد جعلت الإنسان هدف التنمية وغايتها وهو بالفعل هدف تنمية اللامسئولية، واللاتفكير واللاإبداع....الخ من مفردات العجز العربي.. وصياما مقبولا.