لقد تابع وتساءل معظمنا عن إعلان أحد تكتلات شباب الثورة في صنعاء تشكيل مجلس انتقالي وعن الشخصيات التي رُشحت له. وبالرغم أن تكوين المجلس الانتقالي كان مطلب الساحات في عموم محافظات اليمن إلا إن معظم الساحات لم تبدي رأيها في المجلس المقترح ربما لقلق أو ترقب أو اعتراض على طريقة إعلان المجلس، أو تحفظاً على بعض أعضاءه – وأنا أحد هؤلاء المتحفظين على البعض- لكن هذا كان متوقعاً خاصة وأن توقيت إعلان المجلس واختيار أعضاءه لم يتم التشاور حوله مع باقي الساحات في مختلف المحافظات. ونتيجة لعدم التنسيق مع الساحات في المحافظات الأخرى، فقد جرى تهميش دور تلك المحافظات وإهمال جهود الثوار هناك، كما لم يشرك ممثلين منتخبين عنها في المجلس الذي كان يجب أن يضم ممثلين عن كافة المحافظات دون استثناء. منذ الأسبوع الأول لاندلاع شرارة الثورة المباركة، نادى الكثير من النشطاء السياسيين والثوريين داخل الوطن وخارجه بتنظيم وتنسيق العمل والخطوات التصعيدية والسياسية للثورة، فمنهم من دعا إلى تكوين مجالس ثورية في المحافظات، ومنهم من طالب بمجالس تنسيقية، وآخرون يقترحون تكوين هيئات وطنية .. الخ، وأقول إن المسميات لا تهم ما دام العمل والهدف واحد، بل الأهم من ذلك هو أن يتم اشراك الجميع في هذه الهيئات أو المجالس. ودعوني هنا أن أقترح فكرة لتشكيل المجلس الانتقالي، بحيث أنه يجب أن يكون المجلس الثوري أو التنسيقي المكون في كل محافظة يضم في عضويته إلى جانب قيادات الشباب في الساحة، قادة سياسيين وعسكريين وقبليين ورجال أعمال ونشطاء من أبناء المحافظة والمشهود لهم بالوطنية والنزاعة وذلك لتنظيم العمل الثوري والسياسي والإعلامي الداخلي والخارجي للمحافظة. وبحيث أن يكون في كل محافظة مجلس وطني، أو انتقالي أو حتى تكتل لا يهم المسمى، ولكن فكرته هو أن تمثل فيه مختلف فئات المجتمع ويقوم بدوره بالتواصل مع باقي المجالس في المحافظات الأخرى لتنسيق العمل الثوري بينها ودراسة كافة النتائج المرتبة على ذلك وتبادل الآراء والمعلومات حول التطورات القائمة لتفادي الأخطاء والتخفيف من الخسائر أياً كانت. وبعد ذلك، تختار كل محافظة، أو ترشح ما لا يقل على خمسة أعضاء يمثلوها في مجلس ثوري انتقالي جامع لكل المحافظات والذي من خلاله سيتم تكوين أو انتخاب مجلس انتقالي أو رئاسي يمثل كافة محافظات الوطن، كما تشكل منه بقية اللجان، الدستورية والإعلامية والاقتصادية .. وغيرها.. وأعتقد أن هذه الخطوات سهلة التنفيذ خصوصاً وإن النواة الأساسية متوفرة وجاهزة لإنجاح ذلك. وأكرر القول، إن لدى الكثيرين آراء ووجهات نظر أفضل من فكرة المجلس الانتقالي الذي أعلن عنه، لذلك يجب مناقشة جميع الآراء والمقترحات والأخذ بأصوبها مادام جميعها تصب في مصلحة الوطن. وربما ذلك ما جعلني أرى في الإعلان عن مجلس انتقالي كان في لحظة متسرعة وقبل أوانه، وكان يجب أن تسبق الإعلان عنه خطوات هامة بحيث يحظى بموافقة أغلبية الشعب اليمني في الداخل والخارج.