قالت صحيفة واشنطن بوست إن قناعة المسؤولين الأمريكيين عن مكافحة «الإرهاب» تزداد بأن قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ووزر الغارات من دون طيار التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي» منذ 7 سنوات، يدفع التنظيم إلى شفير الانهيار. وذكرت الصحيفة الأميركية انه فيما يلمح كبار المسؤولين عن الأمن القومي الأميركي إلى ان القتال مع «القاعدة» وصل إلى خط النهاية، فإن مسؤولين أميركيين يؤكدون ان كبار المسؤولين في ال«سي آي إي» ومركز مكافحة «الإرهاب» الوطني والوكالات الأخرى يشاركونهم هذا الرأي في تقارير سرية واجتماعات خلف الأبواب المغلقة في الكابيتول هيل. ونقلت عن مسؤول رفيع في مكافحة «الإرهاب» طلب عدم الكشف عن هويته قوله انه لا يوافق على اختيار وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في أفغانستان عبارة «إلحاق هزيمة استراتيجية بالقاعدة»، محذراً من انه حتى في حال تفكيك التنظيم فإن إيديولوجية المسلحين منتشرة وما زالت تشكل تهديداً طويل الأمد. إلا ان المسؤول رأى انه «إذا كان القصد اننا جعلناهم عاجزين إلى حد كبير بسبب الهجمات الكارثية فأعتقد ان بانيتا محق تماماً»، مضيفاً «نحن نكاد نصل إلى حد الوصول بهم إلى تلك النقطة» (أي الهزيمة الاستراتيجية).
وقال مسؤولون أميركيون ان مقتل بن لادن كان نقطة تحول لأنه بقي نشيطاً في إدارة الشبكة كما حافظ على تركيزه على شن هجمات ضد الولاياتالمتحدة، كما لأن شخصيته كانت مفتاحاً لانتشار «القاعدة». وذكر مسؤول أميركي طلب ايضاً عدم الكشف عن هويته انه بسبب مقتل بن لادن «يمكننا أن نرى نهاية القاعدة بصفتها جهاداً واسعاً وموحداً ولا تحده حدود، لكن هذا لا يعني نهاية الإرهابيين واستهداف الناس في الولاياتالمتحدة». وتوقف المسؤولون الأميركيون عند تأثير الغارات الجوية التي تنفذها ال«سي آي إي» بطائرات من دون طيار بباكستان، وأشاروا إلى انها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1200 مسلحاً منذ العام 2004. وأشاروا إلى ان لهذه الغارات دوراً بانهيار القاعدة نظراً لأنها تستهدف حلفاء للتنظيم متهمين بمهاجمة أهداف أميركية ومن بينهم شبكة حقاني وحركة طالبان الباكستانية. وقال مسؤول رفيع بمكافحة «الإرهاب» انه بالإضافة إلى بن لادن، «فقد تخلصنا من أجيال من القادة، فهم لم ينجحوا في أي عملية منذ وقت طويل». وقال المسؤولون الأميركيون ان أيمن الظواهري، الذي خلف بن لادن في قيادة «القاعدة»، هو من بين «أهداف قيمة» في باكستان، بالإضافة إلى «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» في اليمن. واشار المسؤولون إلى انه بعد أيام من قتل بن لادن، كان قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية على وشك تسديد صفعة قوية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية إذ استهدفت شاحنة كان فيها رجل الدين أيمن العولقي إلا انه تمكن من الفرار. ووصف المسؤولون هذا الفشل بالانتكاسة الكبيرة، وأضافوا «لقد فوتنا فرصة قتل أتباع القاعدة بسرعة». لكن «واشنطن بوست» أكدت ان الإدارة الأميركية تعزز دور ال«سي آي إي» في اليمن، متوقعة أن تعمل عن كثب مع السعودية إلى جانب بناء قطاع جوي في الصحراء يمكن أن يطلق طائرات من دون طيار فوق اليمن. وامتنعت الصحيفة عن تحديد مواقع منشآت ال«سي آي إي» بطلب من الإدارة الأميركية. وحذر المسؤولون الأميركيون من ان خطر «القاعدة» سيتخطى على الأرجح وضعها كشبكة فاعلة. وقال مسؤول رفيع ان «المنظمات الإرهابية، حتى أكثر من جيوش العدو، قادرة على التشكل من جديد، والشيء الذي لا نريد القيام به بالتأكيد هو رفع علامة «المهمة أنجزت» أخرى (في إشارة إلى إعلان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في العام 2003 بأن المهمة في العراق أنجزت معلناً انتهاء الأعمال القتالية).