قالت مصادر سياسية مطلعة ان الرئيس علي عبد الله صالح تلقى تحذيرات أمريكية من العودة إلى اليمن حفاظاً على سلامته، ومع ذلك وعد صالح أنصاره ب"لقائهم قريبا في صنعاء". وما زال الرئيس اليمني - الذي يواجه ثورة شعبية عارمة تطالب برحيله عن السلطة بعد 33 عاما – يتلقى العلاج في العاصمة السعودية الرياض منذ مطلع يونيو الماضي عقب تعرضه في 3 يونيو لمحاولة اغتيال لم تتضح طبيعتها بعد، حيث أحيطت التحقيقات بسرية كبيرة ومنع من كشف نتائجها حتى الآن، ويحقق في القضية خبراء أمريكان إلى جانب لجنة تحقيق تابعة لأبناء صالح.
وأكدت المصادر السياسية ل"المصدر أونلاين" ان مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الإرهاب، جون برينان الذي تربطه علاقة شخصية قديمة بالرئيس صالح حذره حينما التقاه بالرياض في يوليو الفائت ناصحاً (صالح) بعدم العودة إلى صنعاء ليس فقط لأن هذه العودة ستزيد من حدة التوتر وإنما أيضاً حفاظا على سلامته.
وقالت المصادر ان صالح أبلغ من قبل مسئولين غربيين ان محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها في قصره، تقف وراءها شخصيات من الدائرة المحيطة به، ما يعني أن تكرارها احتمال وارد بنسبة عالية.
وفي وقت سابق أكدت مصادر دبلوماسية غربية أن العملية نفذت بواسطة عبوات ديناميت شديدة الانفجار، كانت وضعت في مسجد دار الرئاسة ولم تنفجر سوى واحدة من أصل ست عبوات وزعت في أنحاء متفرقة من المسجد.
وكانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة قالت إن من يتحمل مسؤولية حادثة الانفجار التي وقعت في دار الرئاسة يوم الثالث من يونيو الماضي هم المسؤولين عن أمن الرئاسة وحراسة الرئيس علي عبدالله صالح الذي أصيب في الانفجار.
ويعتمد صالح على أقرباءه ومخلصين له في حراسته، حيث يرأس الحرس الخاص نجل شقيقه طارق محمد عبدالله صالح الذي ترقى في وقت قصير ليصير برتبة عميد ركن.
وطرحت حادثة الانفجار تساؤلات حول كيفية اختراق الحواجز الأمنية المحيطة بدار الرئاسة في صنعاء.
وطالب مصدر معارض بالتحقيق مع قائد الحرس الخاص طارق صالح ورئيس جهاز الأمن القومي علي الآنسي باعتبارهما مسئولين عن أمن الرئيس صالح.
ويدور على نطاق واسع ان هناك تكتل قوي معارض داخل أسرة صالح المقربة يرفض فكرة التوقيع على المبادرة الخليجية التي كان صالح رفض التوقيع عليها ثلاث مرات، وقال الدكتور أبوبكر القربي، وزير الخارجية، مؤخراً في لقاء مع قناة السعيدة، أن صالح كان يزمع التوقيع عليها في نفس يوم الانفجار الذي استهدفه بمسجد الرئاسة مطلع يونيو الفائت.
وبث التلفزيون الرسمي كلمة لصالح الثلاثاء الفائت موجهة لمؤتمر قبلي عقده أنصاره، ألمح في نهايتها بإمكانية عودته إلى البلاد قائلاً «والى اللقاء في العاصمة صنعاء قريبا».
ويعتقد محللون سياسيون أن صالح يمكن أن يكون قد اقتنع «بعدم العودة» تحت الضغوط والتحذيرات الدولية، لكنه يسعى إلى استغلال الأمر كورقة أخيرة لتحسين شروط الحل السياسي الذي تتوسط به دول الخليج تحت إشراف دولي. بينما يرى آخرون أنه واقع بين كماشتي الضغوط والتحذيرات الدولية، وتلك الضغوط الأخرى التي تأتيه من أسرته.
وفي هذا السياق، قال ثيودور كاراتس المحلل الأمني بمؤسسة اينيجما ومقرها دبي «انه (صالح) في وضع صعب لأنه لم يتضح إن كانت واشنطن والسعوديون بوجه خاص سيسمحون له بالعودة"، مضيفا إن صالح يتعرض لضغوط للعودة من أفراد عائلته الذين يشغلون مناصب عسكرية كبرى في اليمن». حسب وكالة رويترز.