صنعاء (رويترز) - أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم الثلاثاء انه سيعود قريبا الى البلاد من السعودية حيث يتعافى من محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو حزيران أعقبت عدة أشهر من الاحتجاجات الحاشدة على حكمه المستمر منذ 33 عاما. وستصدم عودة صالح المتظاهرين الذين كانوا يأملون ان يبقى في الرياض بصورة دائمة وستغضب أيضا الولاياتالمتحدة التي حثت حليفها السابق على البقاء بعيدا. وقال صالح في ختام خطابه الذي تابعه نحو ستة آلاف من رجال القبائل بالعاصمة اليمنية صنعاء "أراكم قريبا في صنعاء". وهاجم صالح الذي بدا في صحة أفضل بكثير مما كان عليه في اخر ظهور تلفزيوني من مستشفى بالرياض أحزاب المعارضة والقبائل التي انحازت اليها ووصفهم بأنهم "قطاع طرق" وانتهازيون وأبلغ المحتجين بأن حركتهم سرقت. وقال صالح وهو يشير الى حزب الاصلاح الاسلامي المعارض ان هناك حزبا سياسيا في المعارضة يزعم في شعاره انه حزب الاسلام. وتساءل الرئيس اليمني قائلا "اي إسلام؟ ... انهم يشوهون الاسلام". وتضخمت الاحتجاجات الشعبية ضد صالح بعد انتفاضات أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري هذا العام لكن الزعيم اليمني تشبث بالسلطة متحديا الضغوط الدولية وتراجع ثلاث مرات عن توقيع اتفاق لنقل السلطة توسطت فيه دول عربية خليجية. وقال صالح في كلمته مجددا انه سيسلم السلطة فقط عن طريق انتخابات وليس عن طريق انقلابات. وكان صالح قد تعهد في السابق بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة عام 2013 . وقال محللون انه لم يتضح بعد ان كان صالح سيعود بالفعل في تحد لضغوط أمريكية وسعودية لتسليم السلطة بعد سبعة أشهر من الاضطرابات التي دفعت اليمن الى شفا حرب أهلية واصابت اقتصاده بالشلل. وقال ثيودور كاراتس المحلل الامني بمؤسسة اينيجما ومقرها دبي "انه في وضع صعب لانه لم يتضح ان كانت واشنطن والسعوديون بوجه خاص سيسمحون له بالعودة" مضيفا ان صالح يتعرض لضغوط للعودة من أفراد عائلته الذين يشغلون مناصب عسكرية كبرى في اليمن. والولاياتالمتحدة والسعودية اللتان كانتا تنظران الى صالح على انه حليف ضد جناح تنظيم القاعدة في اليمن يعتقد انهما خلصتا الان الى انه يمثل عبئا يتسبب في تفاقم عدم الاستقرار الذي يعزز نشاط متشددي القاعدة. وفي واشنطن امتنعت فكتوريا نونلاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية عن التعقيب على ما اذا كان صالح يجب ان يعود الى اليمن وكررت وجهة النظر الامريكية بأنه يجب ان يوقع الاتفاق الذي تم التوصل اليه بوساطة مجلس التعاون الخليجي لتخليه عن السلطة. وقالت "تعهد صالح قبل ان يغادر اليمن بتوقيع اتفاق مجلس التعاون الخليجي والمضي قدما في الانتقال الديمقراطي." وأضافت "اذا كان في حالة جيدة بدرجة كافية ليدلي ببيان فانه يكون في حالة جيدة بدرجة كافية ليوقع اتفاق مجلس التعاون الخليجي وان يسمح لبلده بالمضي قدما." وقالت "نحن مهتمون بالاجراءات التي يتخذها ليسمح لبلده بالمضي قدما نحو الديمقراطية ..." وأضافت "لن أعلق على ما اذا كان سيبقى أو سيذهب. ما نحتاج الى ان يفعله هو ان يوقع على الوثيقة." وأصاب عناد صالح بالاحباط كثيرا من اليمنيين الذين اعتقدوا انهم شاهدوه للمرة الاخيرة عندما سافر الى الرياض لتلقي العلاج الطبي بعد الانفجار الذي تعرض له في مسجد بقصر الرئاسة في يونيو حزيران. وقال عضو بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن مطلع الاسبوع ان حامد الاحمر القيادي البارز بحزب الاصلاح الذي يمتلك شركة سبأ فون لخدمات الهاتف المحمول في اليمن هو "المشتبه به الرئيسي" في محاولة الاغتيال. ونفى الاحمر الضلوع في المحاولة. ولم يصل صالح الى حد اتهام حزب الاصلاح بالوقوف وراء محاولة اغتياله. وقتل عشرة على الاقل من رجال القبائل في القتال الذي دار هذا الاسبوع بين رجال القبائل المؤيدين للمعارضة واخرين موالين لصالح في منطقة أرحب شمالي صنعاء العاصمة. ومنع رجال قبائل مسلحون من أرحب التي تبعد 40 كيلومترا شمالي صنعاء القوات الحكومية من الوصول الى العاصمة حيث يتمركز المحتجون المناهضون لصالح منذ فبراير شباط. وقال مصدر من المعارضة ان الحرس الجمهوري شن هجوما معززا بالدبابات على قرى في منطقة أرحب مساء الاثنين مما أسفر عن مقتل عشرة على الاقل من رجال القبائل المناهضين لصالح. وأرحب لا تبعد كثيرا عن القاعدة الرئيسية للحرس الجمهوري التي حاول رجال قبائل السيطرة عليها الشهر الماضي. وفي ذلك الوقت قالت الحكومة ان رجال القبائل يريدون استخدامها كنقطة انطلاق للاستيلاء على مطار صنعاء الدولي وهو ما نفته القبائل. وأشار موقع وزارة الدفاع على الانترنت يوم الاثنين الى مصادر قبلية اتهمت رجل الدين الاسلامي المتشدد الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي كان حليفا في وقت من الاوقات لصالح باستدعاء أكثر من 300 "ارهابي" من القاعدة للانضمام الى القتال. ويتهم أعداء صالح الرئيس اليمني بالمبالغة في تهديد القاعدة بل وتعمد تدبير استيلاء القاعدة على زنجبار في محاولة لانتزاع تأييد من واشنطنوالرياض.