قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان يوم الخميس ان النظام السياسي الجديد في تونس سيظهر ان الاسلام والديمقراطية يمكن أن يتعايشا معا مثلما هو الحال في تركيا. وقال اردوغان الذي يزور تونس في ثاني محطة له ضمن جولة في شمال افريقيا تستهدف تأكيد النفوذ الاقليمي المتزايد لانقرة ان العلمانية يجب أن تضمن معاملة عادلة لجميع الناس من كافة المعتقدات اضافة الى الملحدين. وأضاف انه لا يوجد ما يمنع المسلم من حكم دولة علمانية.
وتعتزم تونس اجراء انتخابات في 23 اكتوبر تشرين الاول لانتخاب جمعية تأسيسية لوضع الدستور بعد تسعة أشهر من انتفاضة أطاحت بالرئيس زين العابدين ين علي وفجرت عدة انتفاضات في أنحاء العالم العربي.
ومن المتوقع ان يحصل حزب النهضة الذي كان محظورا طوال عقدين أثناء حكم الرئيس المخلوع على نسبة كبيرة من الاصوات مما يثير مخاوف العلمانيين في تونس.
وقال اردوغان انه لا يوجد ما تخشاه تونس من تأثير الاسلام على السياسة. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال التونسية باجي قائد السبسي "الامر الاكثر أهمية من كل ذلك والذي ستثبته تونس ان الاسلام والديمقراطية يمكنهما التعايش جنبا الى جنب."
ومضى يقول "تركيا -التي لديها 99 في المئة من سكانها مسلمون- تفعل ذلك بسهولة ولم يكن لدينا أي مشكلة. لا حاجة لعرقلة ذلك بانتهاج سبل مختلفة. المشاورات ستعكس ارادة الشعب على أوسع نطاق."
وظهر أكثر من 90 حزبا سياسيا في تونس منذ سقوط بن علي. وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب النهضة سيحصل على نحو 20 في المئة في الانتخابات. وقال السبسي ان تونس وتركيا تؤكدان انه لا يوجد تعارض بين الاسلام والديمقراطية.
ويحمل اردوغان النموذج التركي للاسلام والديمقراطية كنموذج للحركات التي أطاحت بالحكام الشموليين في تونسوالقاهرة وطرابلس.
وقال اردوغان "فيما يتعلق بموضوع العلمانية انها ليست علمانية على الطريقة الانجلو ساكسونية أو الغربية. الشخص ليس علمانيا .. الدولة هي العلمانية." واضاف "المسلم يمكن أن يحكم دولة علمانية بطريقة ناجحة."
وقال السبسي انه بحث مع اردوغان العلاقة بين الدين والدولة اضافة الى سبل مواجهة التهديدات الامنية في منطقة مضطربة في اشارة الى تنظيم القاعدة.
وكان مسؤولون تونسيون قد حذروا من أن القاعدة قد تستغل الحرب في ليبيا للحصول على أسلحة وتهريبها الى دول أخرى. واعتقلت تونس عددا من الاشخاص قرب الحدود في وقت سابق هذا العام للاشتباه في وجود صلات تربطهم بفرع القاعدة في شمال افريقيا.
وبعد أن قوبل اردوغان بحفاوة بالغة في القاهرة هذا الاسبوع اصطف تونسيون للترحيب به في مطار تونس في وقت متأخر يوم الاربعاء وهم يحملون صوره ويرفعون لافتات تقول "مرحبا بك يا اردوغان".
وانضم راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الى الجموع واشاد باردوغان ووصفه بأنه شخص عمل بدأب من أجل الاسلام.
ويقول حزب النهضة الذي له علاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان انه يتطلع الى النموذج السياسي التركي.