قال وسيط محلي ل«المصدر أونلاين» إن مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة أكملوا مساء اليوم الأحد انسحابهم من مدينة عزان في محافظة شبوة بعد جهود قبلية لإخراجهم سلمياً خشية اندلاع حرب. وأضاف يسلم باجنوب أمين عام المجلس المحلي في مديرية ميفعة أن اللجان الشعبية التي شكلها الأهالي تسلمت نقاط التفتيش على مداخل وأرجاء مدينة عزان التابعة إدارياً لميفعة بعد انسحاب مسلحي القاعدة منها بشكل كامل. وكانت عزان تعد معقلاً رئيسياً لتنظيم القاعدة الذي تلقى ضربات موجعة في محافظة أبين المجاورة واضطر للانسحاب من بلداتها تحت ضغط الجيش واللجان الشعبية المساندة لها. ونجحت جهود بذلها وجهاء قبائل مع المتشددين الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» للانسحاب من عزان تجنيباً لها من هجوم عسكري وشيك تعتزم القوات الحكومية تنفيذه لتحرير المدينة منهم بعد نحو عام من سيطرتهم عليها. ويقول محللون إن جناح تنظيم القاعدة في اليمن عاد إلى استراتيجيته القديمة بعد الظهور بشكل علني والتخلي عن فكرة «الإمارات الإسلامية».
وأبلغت مصادر قبلية «المصدر أونلاين» بأن مسلحي القاعدة توجهوا إلى الجوفمأرب وبعض المناطق الصحراوية من شبوة. وأشارت إلى أن بعض المجموعات التي غادرت مساء أمس السبت كان بصحبتها نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي المختطف إلى مكان مجهول في تلك المناطق. واختطف الدبلوماسي السعودي من عدن في نهاية مارس الماضي، وبث تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تسجيلاً مرئياً يؤكد وجود الخالدي لديه ويطالب بالإفراج عن سجينات وسجناء من التنظيم لدى السلطات السعودية.
وإلى جانب السعودي، اختطف تنظيم القاعدة معلمة سويسرية وعامل إغاثة فرنسي، لكن لم يتم تحديد أماكن المختطفين حتى الآن. لم يعد من الممكن الاتصال بمصادر في تنظيم القاعدة منذ أيام بسبب إغلاق هواتفهم.
ونقل مراسل «المصدر أونلاين» عن سكان انهم شاهدوا شاحنات تابعة لمسلحي القاعدة تغادر مدينة عزان وعلى متنها بعض المؤن الخاصة بهم، وقاموا بتسليم المواقع العسكرية إلى اللجان الشعبية.
وذكرت مصادر محلية أن نحو خمسمائة من رجال القبائل توزعوا على مداخل مدينة عزان والمنشآت والمستشفيات الحكومية لحمايتها. وكانت مصادر عسكرية أعلنت أمس أن وحدات الجيش تواصل استعدادتها في محافظة شبوة تحت قيادة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، كما شكلت غرفة عمليات عسكرية تقدمية لمهاجمة عزان من عدد جهات لطرد مسلحي القاعدة.
ومن المتوقع أن تصل قوات من الجيش إلى مدينة عزان، يوم غد الاثنين على الأرجح. وأشرف وزير الدفاع شخصياً على هجوم القوات الحكومية واللجان الشعبية على مواقع القاعدة في أبين. ويعد اللواء ناصر أرفع قيادة عسكرية تقود أكبر حملة لاستعادة مواقع ومناطق استولى عليها التنظيم، خلال فترة الاضطرابات التي شهدتها البلاد العام الماضي. وتعتبر الولاياتالمتحدةالامريكية أن قاعدة اليمن أخطر جناح للتنظيم حيث نفذ هجمات خارجية فاشلة استهدفت في معظمها مصالح امريكية.
الصورة لمبنى في مدينة عزان تعرض لقصف جوي قبل أيام.