مرافقو الشخصيات المهمة –والشخصيات غير المهمة ممن يندرج اتخاذهم للمرافقين ضمن المنجهة والتظاهر الكاذب بالأهمية- يكادون يتحولون إلى طائفة من الضحايا المجهولين ينافسون في عددهم ومأساتهم طوائف أخرى من المعذبين والمضطهدين في الأرض، وفي كل عملية اغتيال ناجحة أو فاشلة يسقط منهم عدد من القتلى والجرحى، ومع ذلك فهم لا يجدون اهتماما يذكر في الحالتين؛ ففي حالة مقتل الضحية المطلوبة ينشغل الجميع بالشهيد ومآثره وإنجازاته، وفي حالة نجاته تغلب الفرحة بنجاة المستهدف ولو سقط بدلا منه قتلى وجرحى من مرافقيه. وفي الحالتين ينسى الجميع –طبعا باستثناء صاحبهم- أن هناك مرافقين مساكين لاقوا حتفهم أو أصيبوا إصابات خطيرة دون أن يهتم المجتمع والإعلام بذكرهم أو متابعة أحوالهم وأحوال أهاليهم! في الأيام الماضية وقعت عدد من جرائم الاغتيال لم تنجح واحدة منها في تحقيق هدفها؛ لكنها أوقعت خسائر فادحة في المرافقين.. ولأن المستهدفين نجوا من الاغتيال؛ فلم يكن لتلك الجرائم ردود فعل سلبية قوية في المجتمع والإعلام، وكالعادة لم تسلط الأضواء على القتلى والجرحى من المرافقين.. المساكين، وختمت حياتهم وكأنهم لم يكونوا يوما ما على هذه الأرض!
العدد المتزايد من المرافقين ضحايا عمليات الاغتيال الإجرامية؛ يدل على أنهم ليسوا مهيئين لأداء مهمتهم في حماية المطلوب توفير الحماية طالما أنهم لا يستطيعون حماية أنفسهم، وربما كان أغلبهم لا يتمتع بمهارة إلا بالقدرة على استخدام الآلي! وباستثناء مرافقي بعض كبار مسؤولي الدولة الذين يعدون لمهمة الحماية إعدادا خاصا؛ فأغلب المرافقين يتم اختيارهم على أساس القرابة العائلية والقبلية فقط وباعتبار الأمر عمل خير وعونا لشخص على مواجهة أعباء الحياة، وهم في ذلك لا يختلف تعيينهم عن أسلوب تعيين العديد من المسؤولين في بلادنا في مناصب ومسؤوليات لا علاقة لهم بها ولا بتخصصاتهم (تم قبل سنوات تعيين زميل إعلامي ورئيس مركز دراسات مديرا عاما في أحد المصانع!).
لكل ما سبق؛ يستحق مرافقو الشخصيات إقامة نصب تذكاري لهم في إحدى جولات العاصمة حيث جرت أغلب عمليات الاغتيال.. وباعتبارهم الضحايا المجهولين في يمن الأمن والاستقرار!
••• تشهد بعض بلدان الربيع العربي؛ التي وصل الإسلاميون فيها إلى الحكم؛ ظاهرة شاذة تتمثل بإصرار بعض الفتيات على التعري أمام الملأ وكاميرات التصوير في الشوارع والميادين لإعلان ما يتعدونه احتجاجا على بعض سياسات الإسلاميين!
وبصرف النظر عن صحة أو عدم صحة دعاوى المتعريات؛ فالواضح أن هناك بعدا أيديولوجيا وراء إصرارهن على التعري؛ ليس بغرض إحقاق الحق ولكن لإثارة غيظ الإسلاميين الذين يبغضون بالضرورة مثل هذا الفعل المخجل!
ولا شك أن المتعريات ومن يقف وراءهن (في التحريض وليس المكان) لم يكونوا أذكياء في اختيار فتيات شابات جميلات للقيام بعملية التعري، ولو كانوا دهاة لأصروا على أن يقوم رموز المعارضة العلمانية من الكارهين للإسلاميين بالتعري أمام مقرات الأحزاب الإسلامية لتوصيل الرسالة.. وتخيلوا ماذا ستكون النتيجة لو قام محمد البرادعي أو رفعت السعيد أو أمثالهما في اليمن مثل فلان أو علان.. لو قاموا بالتعري أمام مقرات الإخوان أو النهضة أو الإصلاح؟
أقل شيء: سوف يعلن الإسلاميون ترك السلطة والعودة إلى صفوف المعارضة حتى لو كانوا يؤمنون أن مشاركتهم في السلطة فيها مصلحة للأمة بشرط إنهاء عملية التعري.. لأن القاعدة الشرعية تقول: إن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة!
ولا نظن أن هناك مفسدة أوسخ وأقذر من تعري المشار إليهم.. الله يقرفكم!