نجحت وساطة في احتواء المواجهات داخل اللواء 22 مدرع بمحافظة تعز يوم السبت بعد ساعات من اندلاع اشتباكات بين مناوئين ومؤيدين لقائد اللواء العميد محمد البخيتي الذي تمكن خلال الأيام الماضية من التسلل إلى داخلة اللواء خلسة بعد أسابيع من طرد منتسبي اللواء له. وقالت مصادر عسكرية ل«المصدر أونلاين» إن الاشتباكات توقفت بين طرفي الصراع بعد أن نجحت وساطة يقودها قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن محمود الصبيحي الذي يقع اللواء 22 ضمن نطاقه.
وأضافت ان اتفاقاً على نزول الجنود الذين شاركوا في الاشتباكات من مواقعهم العسكرية المرتفعة على أن تحل محلها كتيبة «محايدة» وهي كتيبة المدفعية.
ونزل منتسبو اللواء من المواقع التي تحصنوا فيها، بينما غادر العميد البخيتي واللواء الصبيحي اللواء باتجاه مدينة تعز لحين البت في موضوع اللواء.
وكانت الاشتباكات اندلعت صباح السبت واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة، لكن مصادر قالت إنها لم تخلف ضحايا.
وذكر شهود ل«المصدر أونلاين» في وقت سابق إن الاشتباكات اندلعت بالأسلحة الثقيلة عندما حاولت ثلاث عربات مدرعة تابعة للبخيتي الصعود إلى منطقة جبلية في المعسكر يتحصن فيها جنود معارضين له من أجل السيطرة على ذلك الموقع.
وقال أحد الشهود عبر الهاتف ل«المصدر أونلاين» إنه شاهد إحدى العربات والدخان يتصاعد منها بعد أن قصفها الجنود من موقعهم الذين يتمركزون فيه بدبابات وأسلحة ثقيلة، وان الجنود الذين كانوا على متن العربة خرجوا من داخلها وعادوا أدراجهم.
وكان منتسبو اللواء تمركزوا في مناطق متفرقة من المعسكر، الذي يقع في منطقة وسطية بين حدود منطقة الجند ومديرية ماوية بمحافظة تعز، وأمهلوا قائدهم البخيتي 24 ساعة لمغادرة المعسكر، بعد أن عاد إليه متسللاً بمساعدة جنود من الشرطة العسكرية يحرسون بوابة اللواء مقابل مبالغ مالية.
وكان قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن محمود الصبيحي وصل صباح السبت إلى اللواء 22 مدرع في محاولة لاحتواء المصادمات بين الطرفين، كما وصل قائد محور تعز العميد علي مسعد حسين وقائد الشرطة العسكرية بالمحافظة.
وكان منتسبو اللواء تمردوا على قائدهم، البخيتي، منتصف مارس الماضي وطردوه من المعسكر متهمين إياه بالتورط في قضايا «فساد»، ومطالبين بتغييره، لكن البخيتي ظل يسكن في أحد فنادق تعز منذ ذلك التاريخ.
وذكرت مصادر عسكرية للموقع ان معظم منتسبي اللواء يقفون ضد البخيتي، وان الجنود أخذوا الدبابات ووزعوها أمس الجمعة في مناطق متفرقة لمقاومة أي قرار بإعادة فرضه قائداً للواء.
وفي حين كان متوقعاً أن تشمل التعيينات العسكرية الجديدة تعيين قائد جديد للواء 22 مدرع، إلا أنه كان استثناءً من تلك التعيينات، ما شجّع البخيتي على العودة إلى المعسكر، باعتبار عدم تعيين قائد جديد كان بمثابة تثبيت له في منصبه.
وكان العميد سند عبدالله محمد الرهوة، رئيس أركان اللواء سابقاً، غادر اللواء بعد قرار الرئيس عبدربه منصور هادي يوم الأربعاء بتعيينه أركاناً لحرب قوات الاحتياط.
وعين هادي العقيد الركن محمد احمد حسين عصدة رئيساً لأركان اللواء 22 مدرع بتعز، لكنه لم يصل حتى الآن إلى مقر اللواء.
وكان العميد محمد البخيتي يقود لواءً عسكرياً في منطقة الصمع بمديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء عام 2011، وخاض مواجهات دامية مع رجال قبائل مسلحين موالين للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المعزول علي عبدالله صالح. وانتقل البخيتي عام 2012 ليقود اللواء 22 مدرع بتعز.