احرق متظاهرون أردنيون الجمعة علم الولاياتالمتحدة وسط عمان فيما شارك المئات بتظاهرات في مدن اخرى، رفضا لتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المملكة لاحتمال التدخل في سوريا. وشارك نحو 400 شخص في تظاهرة نظمتها مجموعات شبابية واحزاب يسارية معارضة انطلقت من امام المسجد الحسيني الكبير (وسط عمان) عقب صلاة الجمعة وسط هتافات بينها “ياللي طالع من صلاتك الامريكي دخل بلادك” و”عالمكشوف وعالمكشوف، امريكي ما بدنا نشوف”. وحملوا لافتات كتب عليها “الجيش العربي (الاردني) يحمينا” و”الوجود الأمريكي يمس السيادة الوطنية”، اضافة الى “من يأتي بالامريكان ليرحل معهم”، فيما احرق العلم الاميركي. وانقسمت التظاهرة الى قسمين اتجه احدهما شرقا الى مقربة من الديوان الملكي الاردني (مسافة تقارب 2 كم)، والآخر غربا باتجاه ساحة النخيل (مسافة تقارب 1 كم) قبل ان يتفرق المتظاهرون سلميا. وفي اربد (شمال) والزرقاء (شرق) شارك المئات بتظاهرات مماثلة وسط هتافات بينها “امريكا هي هي، امريكا رأس الحية” و”سوريا حرة حرة وامريكا تطلع برا”. وكانت السفارة الأمريكية في الأردن قد حذّرت الجمعة رعاياها من التواجد بوسط العاصمة عمّان بسبب التظاهرات المقررة. ونشرت السفارة بيانا على موقعها الإلكتروني حذرت فيه من إن “تنظيمات (شعبية) أعلنت عن نيتها الخروج بوسط العاصمة عمّان بتظاهرات احتجاجا على تواجد أفراد من الجيش الأميركي في الأردن”. وأضاف البيان “بسبب طابع التظاهرة المعادي للولايات المتحدة، وفي ظل تصريحات عشائرية مفادها أن أي فرد عسكري أمريكي يعتبر هدفا مشروعا، فإن السفارة تطلب من رعاياها تجنب المنطقة التي ستشهد تظاهرات بوسط العاصمة “(المسجد الحسيني). واعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية الخميس إن بلاده ليست على وشك التدخل عسكريا في سوريا رغم معلومات الاستخبارات الامريكية عن امكان استخدام دمشق اسلحة كيميائية. واعد الجيش الأمريكي خططا طارئة اذا قررت واشنطن التدخل، لكن مسؤولين يرافقون وزير الدفاع تشاك هيغل في جولته الشرق الاوسطية استبعدوا القيام بعمل عسكري راهنا. وكانت واشنطن اعلنت قبل نحو اسبوع انها ستعزز وجودها العسكري في الاردن لتدريب الجيش الاردني واحتمال التدخل لتامين مخزون الاسلحة الكيميائية في سوريا. ونشرت الولاياتالمتحدة بالفعل في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي نحو 150 من جنود القوات الخاصة في الأردن في اطار هذه المهمة، وبالتالي سيرتفع عدد جنودها في المملكة إلى 200. ورغم اعلان الحكومة الاردنية حينها ان الاتصالات جارية بشأن ارسال هؤلاء الجنود، الا انها اكدت ان المملكة “ضد أي تدخل عسكري” في سوريا. واعلن مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية لاحقا ان هؤلاء الجنود “لا علاقة لهم بالوضع القائم في سوريا” موضحا انهم “المجموعة الاولى من مجموعات اخرى ستشارك في تمرين الاسد المتأهب الذي يقام في الاردن سنويا”. ويعد الاردن احد حلفاء واشنطن الاساسيين في الشرق الأوسط وفي “حربها على الارهاب”.