قالت مصادر محلية إن الهدوء ساد محافظة الضالع، أمس الأحد، بعد يومين من مجزرة «سناح» التي قتل فيها ما لا يقل عن 19 شخصاً بقصف قوات الجيش مجلس عزاء، في حين يواصل مسلحون موالون للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال الانتشار في المدينة. وذكرت المصادر أن مسلحين من خارج المدينة توافدوا إلى الضالع وانتشروا منذ يومين بأرجائها وسط غياب قوات الأمن، فيما يقول المسلحون إن انتشارهم هو لحماية المدينة.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر محلية مطلعة أن مراكز تدريب مسلحين طفت على السطح خلال اليومين الماضيين بعد عدّة أشهر من نشاطها السري في عدة مناطق بمحافظة الضالع التي تنشط فيها فصائل الحراك الجنوبي وينتشر فيها السلاح بين المواطنين.
وقالت المصادر إن مسلحين يتدربون على استخدام الأسلحة في ثلاث مديريات بمحافظة الضالع منذ عدة أشهر بشكل سري، لكنها ظهرت بشكل مفاجئ خلال اليومين الماضيين.
وأضافت إن معسكرات تدريب المسلحين تقع في مدينة الضالع ومديريتي الشعيب والأزارق. وذكر مسؤول محلي أن تقارير رفعت للرئيس عبد ربه منصور هادي ولوزارتي الداخلية والدفاع خلال الفترة الماضية لكن السلطات الحكومة تجاهلتها ولم تتعامل معها بشكل جدي.
وذكرت مصادر أنه بعد المجزرة التي ارتكبها الجيش في «سناح»، الجمعة الماضية، دخل مسلحون من مناطق مختلفة إلى مدينة الضالع وبدأوا الانتشار، وأصبح التدريب العسكري أمام الناس وفي وضح النهار.
وأشارت إلى أن قيادات في الحراك الجنوبي تُشرف على التدريب المسلّح الذي يتلقاه مئات من عناصر الحراك في الضالع.
وتندلع اشتباكات بشكل متقطع بين مسلحين موالين للحراك الجنوبي وقوات الجيش في المدينة. وكانت شرارة المواجهات عندما هاجم مسلحون، يوم الاثنين الماضي، اقتحام مبنى المجمع الحكومي للمحافظة.
وقال مسؤول محلي آنذاك إن عناصر الحراك حاولت منذ يوم الأحد الماضي إقناع محافظ الضالع علي قاسم طالب بالدخول إلى مبنى المحافظة من أجل رفع العلم الشطري وتصوير ذلك، مشيراً إلى أن مدير الأمن بالمحافظة العميد محمد صالح الشاعري ومدير البحث الجنائي توسطا لإقناع المحافظ بذلك لكن الأخير رفض.
وأضاف المسؤول أن عناصر الحراك كانت تحاول القيام بتلك الحركة من أجل بث الصور وإقناع القيادات التي تدعمهم في خارج اليمن أنها قامت بعمل كبير من أجل استمرار الدعم وجني مزيد من الأموال.
وأشار إلى أن محافظ الضالع رفض الأمر بشكل قاطع، وقال إنه سبق أن سمح لهم بالقيام بذلك في عدة مكاتب حكومية من أجل عدم إراقة الدماء.
يأتي هذا في حين تتبنى وسائل إعلام موالية للحراك الجنوبي نشر أخبار تتحدث عن سيطرة رجال قبائل في بعض المحافظات الجنوبية على معسكرات ونقاط تفتيش تابعة للجيش والأمن، لكن سكاناً قالوا إن تلك الأخبار «مُبالغ بها».