من المفارقات العجيبة التي تدل على واحدية النضال في الثورة اليمنية ان الحادي عشر من فبراير كان محطة تاريخية نضالية صنعها آباؤنا، وكان ذلك اليوم إعلاناً لانتصار مشوارهم النضالي وكفاحهم المستمر منذ ان أشعلوا ثورة 26 من سبتمبر هذا اليوم الخالد (11 فبراير 68) تمكنت فيه القوات المسلحة ومعها أبناء القبائل الشرفاء الموالون للنظام الجمهوري من فك الحصار وإعلان الانتصار على القوى الرجعية من فلول الإمامة والقبائل الموالية لهم وسطر آباؤنا الثوار أروع الملاحم البطولية وضربو أروع الأمثلة في التضحية والصمود، ونجحوا في إفشال مخططات القوى الرجعية بإسقاط العاصمة صنعاء من خلال فرضهم لحصار صنعاء دام اكثر من سبعين يوما استطاع الثوار والقوات المسلحة والقبائل التي هبت للدفاع عن النظام الجمهوري من إحكام سيطرتها بعد ان تلقت القوى الرجعية ضربات موجعة تمكن الثوار من فتح طريق صنعاء - الحديده في5 فبراير وفي الثامن من فبراير تمكنوا ايضا من فتح طريق صنعاء- عمران واخيرا تمكن ابطالنا الثوار من فتح طريق صنعاء- تعز في الحادي عشر من فبراير، وتم إعلان الانتصار التاريخي في ذلك اليوم وفك الحصار عن صنعاء نهائياً، وتقهقرت القوى الملكية وتراجعت حتى تم عمل تسوية سياسية في العام 1970 يتضمن هذا الاتفاق او التسوية اعتراف القوى الملكية بالنظام الجمهوري مقابل ان يكف الجمهوريون عن ملاحقتهم وها هو التاريخ يعيد نفسه، فالشرارة التي انطلقت في الحادي عشر من فبراير 2001، وانتهت بتسوية سياسية لا تنقص او تخل بأهداف الثورة الشبابية في شيء وهي نقل السلطة مقابل الخروج الآمن وعدم الملاحقة هي نفس المحطة للثورة السبتمبرية التي توجت بالنصر وفك الحصار على صنعاء في الحادي عشر من فبراير 1968 والتي انتهت بتسويه عام 1970 وهذا ما يؤكد على واحدية النضال وماله من دلالاته الواضحة التي لا لبس فيها بأن الحادي عشر من فبراير يوم خالد بامتياز في مسيرتنا النضالية بحثاً عن العزة والكرامة والمجد والشموخ لوطن عانى من الويلات والصراعات الكثير، وأمام هذه المفارقات التاريخية في عظمة هذا اليوم الأغر ألا يأخذ هذا اليوم مكانته التاريخية بأن توليه القيادة السياسية جل الاهتمام والشروع الفوري بإصدار قرار جمهوري باعتبار هذا اليوم المجيد يوماً وطنياً لكي نشعر كل ما تحقق والذي سيتحقق في القريب العاجل ان شاء الله لم يأتِ مصادفه وانما بفضل الله أولاً وأخيراً، وبفضل تضحيات الشباب، فهل نبخل عليهم بالعرفان ولو على أقل تقدير بان نجعل ذلك اليوم يوماً وطنياً نتذكر فيه تضحياتهم بعد أن حرمناهم من حقهم في القصاص.