كاد العلمان الأمريكي والبريطاني أن يطغيا على علم دولة الجنوب سابقاً وصورة البيض نفسه في فعاليات الحراك الجنوبي، وبرز ذلك بشكل أكبر أثناء تشييع فارس طماح قبل أكثر من أسبوع. وجاءت هذه الخطوة، تالية لرفع الشيخ طارق الفضلي - أحد قيادات الحراك الذي تتهمة السلطات بالانتماء لتنظيم القاعدة - للعلم الأمريكي في باحة منزله، وأراد من خلال ذلك نفي تهمة القاعدة عن نفسه. حسبما أفاد في تصريحات صحافية. وبالرغم أن أنصار الحراك رفعوا تلك الأعلام بلا تحفظ ظاهرياً، إلا أن هذه الخطوة لم تواجه بالقبول من قبل جميع مكونات الحراك. ولعل دعوة علي سالم البيض مؤخراً لأنصار الحراك مطلع الأسبوع إلى رفع الراية الخضراء بدلاً من العلمين الأمريكي والبريطاني دلالة بارزة على هذا التباين، وربما محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها. لا تنطوي الراية الخضراء على أية دلالة عملية لها علاقة مباشرة بالحراك، لكن البيض قال إنها "رمزاً للسلام"، مع أن اللون الأخضر يستحضر في الوعي الجمعي لأول وهلة علم السعودية أو حركة حماس الفلسطينية. وفي هذا الصدد، دانت الهيئة الوطنية للدفاع عن الوحدة بمديريات ردفان رفع العلمين البريطاني والأمريكي في فعاليات الحراك الأخيرة، وقالت ما كان متوقعاً أن تقول "إن تلك العناصر الانفصالية التي رفعت تلك الأعلام قد باعت نفسها للشيطان وارتمت في أحضان الاستعمار لرفعها علم المستعمر البريطاني الذي تم إنزاله في الثلاثين من نوفمبر 1967م بقوافل الشهداء والجرحى والذين سطروا أروع الملاحم البطولية في ثورة 14 أكتوبر". حسبما جاء في بيان صادر عنها بهذا الخصوص، وتلقى المصدر أونلاين نسخة منه. كما طالبت الهيئة بمحاكمة نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بتهمة "الخيانة العظمى" وتقديمه ك"مجرم حرب". بالمقابل، دافع القيادي في الحراك الجنوبي عباس العسل عن رفع الحراك للعلمين البريطاني والأمريكي واتهامه بالعمالة، وألقى هذه التهمة على النظام. وقال العسل ل"المصدر أونلاين" هل العميل الذي يطالب بحقوقه أم من يبيح سيادتها الوطنية ويستعين بدول العالم ضد شعبه" في إشارة منه إلى سماح السلطة للطائرات الأمريكية بقصف مناطق داخل الأراضي اليمنية، خصوصاً تلك الضربة التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء من المدنيين في المعجلة بأبين. وأرجع العسل رفع الحراك للعلمين الأمريكي والبريطاني إلى ما قال أنها "رسالة سلام من قبل أبناء الجنوب للعالم تدل على أنهم دعاة سلام ومحبة ويحترمون كل العالم الحر، وليست ارتهان لتلك الدول أو العمالة لها كما يريد أن يصورها النظام". وأضاف العسل في حديث ل"المصدر أونلاين" النظام يستعد لشن حرباً على الجنوب بعدما علق الحرب في صعدة، وهو فقط يريد أن يغلفها الآن بالإرهاب، يريد لها غطاء دولي، ولكن نحن نؤكد أن الإرهاب ليس له موطئ قدم في الجنوب ونضالنا هو مشروع سلمي وواضح". وكانت هيئة الدفاع الوحدة، قد استنكرت قيام بعض العناصر ب"الاعتداء على مدارس البنات بالحبلين وإجبارهن على الخروج إلى الشارع بالقوة. حد قولها. ودعت أبناء اليمن إلى "التصدي للدعوات التي تهدف إلى تمزيق الوطن ووحدته".