منذ زمن ليس بالقريب وتعز تلاحقها تهمة الثقافة.. هذه التهمة التي يحاول المعنيون في المحافظة دحضها بكل وسائل الإهمال واللامبالاة. وأنت تمرّ بشارع "الأجينات" وتشاهد ما يسمى سفهاً اتحاد الأدباء والكتاب فلا تكاد تفرق بينه وبين المقبرة التي أمامه.
قبل أشهر اعتمدت الحكومة مبلغاً ضخماً (22 مليار ريال) من أجل تعز عاصمة للثقافة، لكن سؤالاً ملحاً يطرح نفسه: هل يكفي اعتماد مبلغ من المال أيّاً كان رقمه هل يكفي لتصبح تعز أو أي مدينة مؤهلة ًلتكون عاصمة ثقافية.
لا أحد ينكر أهمية المال في إنجاح أي مشروع وهو يعتبر العنصر الأول في ذلك.. لكن عندما توكل مهمة ذلك المشروع لأشخاص أثبتوا فشلهم وعدم صلاحيتهم، فإنه كمن يحرق تلك الأموال ويذروها مع الرياح.
أليس من أوكلت لهم مهمة إنجاز تعز عاصمة للثقافة هم أولئك الذين على يدهم صارت تعز ثقافياً إلى ما صارت إليه فلماذا إذاً نعيد تجربة المجرب؟
أليس بعض من في اللجنة المكلفة تاريخهم ينضح بالفساد وآخرون قد أكل الدهر عليهم وشرب وليس لهم علاقة بالثقافة؟
ولماذا لا توكل المهمة لعقول شابة وطموحة ومؤهلة ثقافياً وقيادياً وسمعة ونزاهة؟
نحن نريد حراكاً ثقافياً ينتشل المحافظة من الموت الثقافي وهذا التخلف والكساد الذي تعيشه؟
نحن لا نريد من يصرف تلك الأموال ويبددها في المهرجانات والكرنفالات واستنزافها بفواتير وهمية باسم فلان وعلان، وتعود تعز لموتها بعد أن تزول فقاعات صابون تلك الكرنفالات والمهرجانات.
وأخيراً: متى سنلغي من قاموسنا العلاقات الشخصية والمعرفة والمحسوبية في تشكيل اللجان.. متى؟ من أجل تعز عاصمة للثقافة اليمنية والعربية أيضاً.
شرفة: وضع المدينة مقرفُ والحال جداً مؤسفُ يا أنت يا تعز الهوى كيف اعتراك تخلف ُ وغدوت عاصمة اللظى والبؤس نحوك يزحف قد كان حلمك وارفاً وشذا سناه يرفرف ورجعت يحضنك الأسى وجراح حلمك تنزفُ لكن برغم جراحنا سنظل نحلم.. نهتف ُ حتى نرى تعز التي كنّا لها نتلهفُ