أكد الكتاب السعودي الموقوف عن الكتابة حالياً محمد الرطيان أن ابتعاده عن الكتابة الأسبوعية في جريدة "الوطن" سيكون بصفة دائمة، نافياً أخباراً ترددت أخيراً عن عودته لمطالعة قراءه بعد أسبوعين. وشدّد في حديثه ل"العربية.نت" على أنه حتى الآن لا يعلم حقيقة السبب الذي من أجله تم حجب مقالاته في جريدة "الوطن" السعودية، ولم يستبعد الرطيان أن يكون للسفارة الأمريكية في السعودية دوراً في ذلك بعد أن سخر في آخر مقالاته من الرئيس الأمريكي بارك أوباما بشكل لاذع. وقال: "يقال إن آخر مقال نشرته في الوطن هو السبب.. مع أن المقال مازال موجوداً في موقع صحيفة الوطن على الإنترنت".
وتابع مستغرباً ردة الفعل غير المتوقعة للمقال: "بكل صدق لا أرى في المقال ما يمكن أن يستحق كل هذه الضجة.. هو من أبسط المقالات التي كتبتها.. لم يأخذ مني سوى خمس دقائق فقط وهو أحد أقل المقالات التي كتبتها.. ولم أفكر أنه سيعني شيئاً عظيماً.. ما كتبته قبله بأسبوع كنت أعتبره أقوى وسيكون له ضجة أكبر وكان بعنوان (لماذا تخافون من الكلام).. لا كجرأة ولا كقيمة".
ورفض الرطيان بشدة تهمة أنه يتعمد أن يكتب ضد التيار للفت الانتباه.. ويقول: "لا أحرص على أن أكون كاتباً مثيرأً يتجاوز الخطوط الحمراء.. فأنا أساساً لا أعرف شيئاً اسمه خطوط حمراء، فلم يأت أحد وقال لي هذه هي منطقتك وما عداها فهي خطوط حمراء، أتمنى لو يخبرونا بالثوابت التي يقولون كي لا نتجاوزها.. صحيح أنني ادخل مناطق جريئة، ولكني لا ادخلها في صحيفة مشبوهة أو صفراء.. بل في صحيفة رسمية ولها وزنها".
اسألوا الأمريكيين
وشدد الرطيان على أنه لا يملك طريقة يمكن أن يُعرف بها لماذا حدث معه كل هذا، وقال: "ليس هناك طريقه لأعراف لماذا, وحتى المعلومات التي تصلني غير دقيقة، وما أعرفه أنني عليّ أن أرتاح وآخذ إجازة غير مدفوعة الثمن.. فأنا الآن دون راتب". وتابع: "لم يسألني احد لماذا كتبت أو ماذا كتبت.. ولا اعرف هل يجب أن اغضب أنه لم يحقق معي أم افرح لهذا الأمر".
ورفض الكاتب السعودي المثير للجدل في كتاباته الاعتراف بأن يكون أخطأ في حق الرئيس الأمريكي في مقاله. معتبراً أن النقد الذي وجهه له طبيعي ومعتاد في الصحافة وقال: "لم أخطئ فيما كتبت عن أوباما، ولا ادري هل هي القضية في مقال (زيتونة و"الرخمه" أوباما) فما اعرفه عن الرئيس الأمريكي أنه لا يغضب مما يكتب عنه إلا إذا كان يغضب فقط مما يكتب عنه في السعودية، في الوقت الذي يكتب عن الساسة والأدباء في الصحافة الأمريكية اكبر.
وأضاف "لا أظنّ أصلاً أن أوباما يعرف صحيفة اسمها الوطن أو كاتباً اسمه محمد الرطيان". وفي سؤال حول هل يمكن أن تكون السفارة الأمريكية في الرياض هي من كان وراء إيقافه لكونها تطلع على كل ما ينشر في الصحف السعودية أجاب: "ربما السفارة الأمريكية وراء ذلك.. ولكني بصدق لا أعرف من وراء منعي من الكتابة.. بصدق لم أبلغ بأي قرار سواء الآن أو في المرة السابقة.. فقط وصلني خبر أنني في إجازة فقط".
واستغرب الرطيان اختفاء الأصوات التي كانت تخطب وده في السابق وابتعادها عنه على الرغم من طول ابتعاده عن النشر.. وقال: "هناك صمت غريب ومريب حوالي.. منى كان حولي عندما كنت اكتب في الوطن وكانوا يغروني بترك الوطن والكتابة لديهم يتجاهلوني.. دخلت الآن في الشهر الثالث من منعي من الكتابة ولم يكلمني احد منهم.. هذا شيء غريب ولا اعرف حتى سببه.. ربما هناك من ابلغهم بذلك".. وتابع :" أنا مثل الآخرين.. سمعت عن قرار وقف أبلغني به رئيس التحرير وقالو لي أن هناك محاولات عودته وقلت في حوارات لي : سأعود قريبا.. ولكن جاءني فيما بعد أن الوداع نهائي ولا مجال للعودة".
الاتجاه للخليج
وكشف الرطبان عن نيته للاتجاه للكتابة في الصحف الخليجية مادام أنه لم يعد بمقدوره الكتابة في الصحف السعودية بناء على ما وصلته من أخبار، مؤكداً أنه لن يستأذن من أحد، ونفى الكاتب السعودي أن يكون ما تناقلته منتديات الإنترنت عن عودة قريبه له صحيحاً.
وقال: "للأسف ليس صحيحاً أنني سأعود للكتابة"، لكنه شدد "لن أستجدي أحداً كي أكتب في صحفهم. قد لا أعود للكتابة في الصحف السعودية. ولكن الصحف الخليجية متاحة. وسأكتب في أي صحيفة عربية. إذا ما أغلقت دوني أبواب الداخل. سبق وأن كتبت في الكويت والإمارات العربية المتحدة وغيرها وكانت تجربة جيدة وسأكررها إذا لم يكن لدي طريقة أخرى".